من النادر أن يترك رئيس تحرير صحيفة في العالم العربي منصبه لشعوره بأنها غير مستقلة، وأن هناك تدخلات في عمله، إلا أن خلف الحربي رئيس تحرير صحيفة "شمس" السعودية التي اشتهرت بخطها الشبابي وعناوينها المثيرة التي لم نعهدها في البيئة الصحفية، قال لبرنامج "إضاءات" الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل وتثبه العربية الجمعة 29-1-2010 إنه تركها بسبب عدم استقلالية الجهاز التحريري فيها، ووجود تدخلات كثيرة من مجلس الإدارة. وكانت "شمس" اشتهرت عربيا بعد إقدامها على نشر الصور الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول، في عهد رئيس تحريرها الأول بتال القوس. وأضاف الحربي: سواء نشرت شمس الرسوم بحسن نيه أو لا فهذا أمر يحتاج إلى بحث، ولكنني مع الحرية، وأن تبقى الجريدة وتستمر، ونحن في تلك الفترة كنا في ظل عاصفة شديدة تقتلع كل شيء في طريقها، والعالم كله ثار ضد تلك الرسوم، رغم أنها نشرت في شمس في سياق التحذير والإنكار. واعتبر أن وجود صحيفة شبابية " تابلويد" في السعودية وهي "شمس"، واحدة من علامات التغيير التي تعيشها المملكة، خصوصا وأنها موجهة للشباب وقضاياهم. واستطرد إن أسوأ شيء أن تكون رئيس تحرير صحيفة " تابلويد"، كونها تطرح صحافة مختلفة، وأن تكون رئيس تحرير بشكل عام فهذا يجلب "أمراض القلب". المرأة مصدر الشر وانتقد الحربي تعامل وسائل الإعلام السعودية مع السحر، واعتباره ليس حالة نادرة، بل كأنه من أسياسيات الحياة، رغم أنها صحف تنويرية ولها عقود من الزمن، ويصبح همها متابعة ونشر أخبار السحر التي تشبه في طريقتها "رسوم الكارتون"، كونها لا تتوافق مع العقل ومنطق العصر. كما استغرب ممن يصف الناس بالعلمانية لمجرد أنهم تحدثوا عن قضايا قد لا تتناسب مع عادات المجتمع، وقال الحربي: بعض الناس يصف علماء دين مشهود لهم بالعلم ويؤمنون أن الدين منهج ويصفونهم بالعلمانية رغم أنهم تحدثوا في قضايا ليست محرمة دينيا، ولكنها لا تتناسب ربما مع عادات وتقاليد المجتمع. وتحدث الحربي بحسرة عن عدم احتواء المبدعات السعوديات، اللواتي حققن إنجازات عديدة في مجالات الطب والعلم ولكن من معاهد وجامعات غربية، وضرب مثالا غادة المطيري وحياة سندي. وقال: البعض يرى أن المرأة مصدر الشر، وأن تقييد حركتها سيساهم في انتفاء معادلة الفضيلة والخطيئة. وأكمل: المرأة تعاني من بيئة اجتماعية لا تعترف بها، رغم أنها نصف المجتمع، ولن نتطور ونحن نعطل النصف الآخر. نموذج طالبان وقال الحربي إن هناك متشددين يريدون أن يجعلوا المجتمع وكأنه يعيش في كوكبين، معتبرا هذا ضد الفطرة وضد الحياة، وقال إن هناك نماذج متشددة في السعودية ترى أن النموذج الممتاز والصحيح هو نموذج "طالبان"، كون هذا النموذج يشعرهم بالراحة النفسية، ويرون أنه يقلل فرص الخطيئة، وهو بالعكس يعزز فرص الخطيئة بشكل أو بآخر. كما تحدث الحربي في الحلقة عن قضية (المجاهر بالمعصية)، وبرنامج أحمر بالخط العريض، وكيف ظُلمت "روزانا اليامي" لأنها كانت الحلقة الأضعف، كما انتقد المتطرفين الذين حاربوا جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.