ذكر مصدر في إذاعة "القرآن الكريم" السعودية أنها أوقفت بث برامج الإفتاء المباشرة إلى وقت لاحق، وذلك "تجنبا للأسئلة المباشرة التي تسبب حرجا بالغا للمفتين المشاركين فيها", على حد قوله. وقال المصدر لصحيفة "عكاظ": إن الإيقاف جاء بعد المضايقات التي تعرض لها العلماء من المستفتين الذين يتجاوزون في طرح أسئلتهم بما لا يتناسب وهوية البرنامج، مشيرا إلى أن البث المسجل سيستمر إلى حين الانتهاء من بعض الإجراءات الخاصة. وأرجع المصدر ذلك إلى أهمية الفتوى التي تنطلق من المملكة، وتلقي الناس لما يصدر عن الإذاعة بالقبول نظرا لاستضافتها كبار العلماء وانتشارها الشديد واتساع رقعة بثها وصيتها المتنامي، وكونها تبث من بلاد الحرمين الشريفين، مؤكدا أنه عند بثها مسجلة تتيح قدرا كبيرا من التفكير والتأمل للمفتين، ما يجعل العلماء يصدرون الفتوى بدقة واتزان. من جهته, نفى وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب أن تكون الوزارة قد وجهت بمنع البث المباشر لبرامج الإفتاء، مرجعا ذلك إلى التنظيم الداخلي الذي تنتهجه الإذاعة في خططها، لكنه أبدى تأييده الشديد لذلك، حتى يتمكن المفتي من مراجعة إجابته والاستدراك عليها. وأضاف: شخصيا أنا ضد بثها مباشرة؛ لأن هناك من المستمعين من يتصل ليستعرض صوته، أو يسعى لإيقاع الفتنة بين العلماء وبعض كتاب الصحف، مبينا أنه لا بأس في البث المباشر للبرامج التي تتناول القضايا الاجتماعية لأن شأنها مختلف عن الإفتاء؛ فالمسلمون حول العالم يتلقون كل ما يصدر عن علماء المملكة دون تردد ويأخذون بها مباشرة. وكشف الصقعوب عن تطوير استديوهات إذاعة القرآن الكريم بتحويلها إلى رقمية، موضحا أن ذلك يستغرق ثلاثة أعوام لإتمامه، مبينا أن الوزارة على وشك الانتهاء من تطوير استديوهات البث تمهيدا للبدء في استديوهات التسجيل. وتابع: إن الوزارة تتلقى الملاحظات والآراء التي يبديها المهتمون حول الإذاعة، وهناك لجنة لتقييم البرامج كل ثلاثة أشهر.