أثار مقالٌ نشرته صحيفة عكاظ السعودية أول أمس الخميس انتقد فيه كاتبه عظة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت ليلة عيد الميلاد ، حفيظة الكنيسة اللبنانية ، ووزارة الإعلام السعودية في الرياض ، والسفارة السعودية في بيروت . وطبقا لموقع " الاسلام اليوم " فقد سارعت الصحيفة بأمر الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الإعلام السعودي إلى حذف مقال الكاتب السعودي عبدالعزيز البرتاوي الذي جاء تحت عنوان (وعلى الأرض الكلام) من موقعها الإلكتروني ، والاعتذار في افتتاحية عدد يوم أمس الجمعة عن ما كتبه كاتبها ، واصفة المقال بأنه: "يناهض المعنى والمبنى للصوت الحصيف، وتنتفي أمامه مسارات التجرد والصدقية التي أعلتها الصحيفة، وظلت تنحاز إليها". منوهة بأنّ ما كتبه الكاتب عبدالعزيز البرتاوي لا يعدو سوى حالة تعبيرية خاصة بكاتبها. كما قام السفير السعودي في بيروت علي عوض عسيري بالاعتذار الرسمي ، متصلا بالمطران بولس مطر ، ومعتذراً عمّا نشر في عكاظ بقلم صحافي قال عنه: إنه غير معروف ولا يمثل أي رأي رسمي فيما قاله عن المطران وعن عظته الأخيرة يوم عيد الميلاد. وقد كان الكاتب عبدالعزيز البرتاوي كتب مقالاً في صحيفة عكاظ تضمن رداً على ما جاء في عظة المطران مطر ليلة عيد الميلاد 25 كانون الأول 2009م من دعوة مفادهاً أن "لبنان" في ظل الفوضى القائمة لن ينعَم بالأمن والسلام ما لم يكن مسيحياً خالصاً ، وأن دعوته العنصرية لا تتوافق والدعوات العالمية للتعايش بين الأديان .. وقال البرتاوي في مقاله: "المشكل الحقيقي تم، حين قرر السيد المسيحي الأكبر الليلة، ما مفاده التالي: أن لا سلام للبنان، ولا للبنانيين، إلا حين تجمعهم كلمة «أبانا» الذي في السماء، ودفء بيت واحد هو هذا الذي نقبع فيه اللحظة: «الكنيسة». ضارباً عرض الحائط، بوجود المنائر الملاصقة لحائط كنيسته، وبالعابرين المسلمين، وبحوارات الأديان، الممتدة من الرياض إلى مدريد، وبوجود الأكثرية المغايرة لدينه، في بلد، ينام على الفتنة، ولا يصحو إلا على ضجيجها". وختم مقاله بالتأكيد على صعوبة أن يتواءم الناس في بلد، ما دامت صدارته الدينية، في يد مرجعيات، تنادي في أقدس لحظاتها بمحاربة الآخر حتى يكون معها . وقد قام كبير قساوسة لبنان مطر بالتعليق على المقال في مداخلة على الهواء عبر قناة (LBC ) ذاكراً أن الكاتب البرتاوي فهم كلامه خطاً، قائلاً: «سامح الله كاتب المقال حول ما قلناه في عظة الميلاد المجيد قبل أسبوع. وكل ما قلناه حول الوضع في لبنان ومن أجل لبنان هو: أن اللبنانيين عندما يتقربون بعضهم من بعض روحيا ويكون لهم أب واحد في السماء يؤمنون به ينقذ وطنهم. وعندما يشعرون أن لهم بيتا واحدا هو لبنان وطنهم جميعا تنقذ بلادهم". مضيفاً: "هذا كلامنا ومطرانية بيروت المارونية أسست مدرسة الحكمة عام 1875 وأقمنا فيها عكاظيات معروفة فكلمة "عكاظ" عزيزة علينا. ومدرستنا هي مدرسة التلاقي بين المسيحيين والمسلمين في لبنان والوطنية الحقة وهذا ما يبقى، وعلى كل حال سامح الله كل من أخطأ وأساء إلي". يذكِّر هذا الموقف، بموقف قامت به جريدة الرياض، إثر مقالة عن اليهود، في عام 2002م، معتذرة عن المقالة، منوهة أن هذا ليس بخط الجريدة. وهو ما تكرر الآن من قبل جريدة عكاظ، على مقال يدخل في باب حرية الرأي، وفتح المجال أمام انتقاد الظواهر، التي تشكل برأي كاتبها، ما يمكن دخوله في باب النقد. يذكر أن الصحافة اللبنانية، حملت الموقف، والمقالة، وكاتبها، أكثر مما هو موجود، ذاكرة أن الكنيسة البيروتية، تتعرض لأشنع هجوم سعودي، وأن الكاتب أخطأ في انتقاده لرجل الدين المسيحي.