قامت القوات السعودية بعمليات مركزة على منطقة التسلل في الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة، وذلك في تصديها لجماعة "الحوثي" المسلحة في سلسلة جبال "طياش" و"تويلق" و "الحطيمي" و"الدود" و"رميح". ونقلا عن موقع " العربية نت " فقد بدأت العمليات المضادة للهجوم المسلح يوم الثلاثاء 15-9-2009 واستمرت إلى فجر يوم الخميس 17-9-2009، واستخدم المتسللون صواريخ الكاتيوشا موجهينها لأهداف داخل الحدود السعودية وتمكنت المضادات الأرضية من إفشال الهجمة الصاروخية. وانطلقت الطائرات الحربية لقصف مواقع المتسللين داخل الحدود الجنوبية، وزادت عدد التسديدات المقننة. و في الوقت ذاته تحركت قوات المشاة في تزامن تكتيكي مع الضربات الجوية لتمشيط المواقع المقصوفة، و فرضت السيطرة الميدانية عليها. ويأتي دور المشاة التابعة للقوات البرية ومشاة البحرية في بسط السيطرة الميدانية، وتوجيه الضربات الأرضية في خطة تتوزع بين دوريات المشاة و المدرعات و المدفعية. وأظهرت الضربات العسكرية المركزة للمواقع التي يتحصن فيها المتسللون داخل الحدود، تبعثر أفراد الجماعة المتسللة وضعف الرابطة التنظيمية فيها. و بعد مقتل عدد كبير منهم استسلم مسلحون في تلك المواقع للقوات السعودية رافعين أيديهم، وتولت الدوريات العسكرية نقلهم لمعسكرات الأسرى. ومن ضمن المهام التي تقوم بها القوات المختصة في التمشيط و التأمين على الشريط الحدودي، نزع الألغام التي زرعها المتسللون وردم الخنادق والتفتيش على الأسلحة والذخائر التي أودعها المتسللون في القرى الخالية من السكان. وتشترك قوات الشرطة العسكرية وحرس الحدود و إدارة "المجاهدون" في وزارة الداخلية في عمليات التمشيط و التأمين. و على طول الحدود السعودية مع اليمن البالغة 1326 كيلومترا، تتمركز قوات تتعامل مع أي خرق بالردع العسكري المباشر، وشكلت القوات المختصة في العمليات الخاصة تهديداً للتسلل الحوثي، حيث إن هذه القوات بحسب خبراء عسكريين قد تأهلت من خلال التدريب المستمر، لقتال العصابات، و مواجهة الكر و الفر الذي تمارسه تلك الجماعات. وكان مراقبون عسكريون ثمنوا قرار قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربي بتشكيل قوة تدخل خليجية تأتي امتداداً للتوحد العسكري في مواجهة أي تهديد لدول المجلس، كما كان دور قوات درع الجزيرة و التي قامت بدور بارز في حرب تحرير الكويت. و شدد الأمين العام لمجلس التعاون في حديثه للصحافيين في الكويت (نشرته العربية.نت) أن المملكة قادرة على حماية سمائها و مياهها و أرضها، ولكن هذه القوة التي لم تتشكل بدافع الهجوم الحوثي، ضرورية في مجال التعاون العسكري المشترك بين دول المجلس.