نقلا عن الوطن السعودية : في خطوة تهدف لانتشال صحيفة الندوة من كبوتها، وإعادة قدرتها على المنافسة الحقيقية من جديد، رعى وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة بمكتبه بجدة ظهر أمس اتفاقية تعاون بين مؤسسة مكة للطباعة والإعلام ومركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، تتضمن إعداد رؤية متكاملة خلال 10 أشهر، ثم الإشراف على تنفيذها، بتكلفة إجمالية قدرها خمسة ملايين ريال. وقال خوجة في مستهل المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب توقيع الاتفاقية بين الطرفين "وجهني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز توجيها صريحا واضحا بأنه يريد لهذه الصحيفة أن تعود كما كانت في أوائل عهدها، وأن تمثل الثقل السياسي والقدسي لمدينة مكةالمكرمة". وأضاف خوجة، خلال المؤتمر الصحفي الذي حضره رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكة محمد عبده يماني، ورئيس مركز أسبار فهد العرابي الحارثي، ومدير عام مؤسسة مكة حاتم عبدالسلام، بقوله "إن خادم الحرمين الشريفين قام بمبادرات عديدة في السابق، وقدم دعما للندوة من قبل، ووجهني هذه المرة أن تعود الندوة قوية وعصرية، وأن تؤدي دورها بدقة". من جانبه قدم يماني شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المتواصل لصحيفة الندوة، وانتشالها من ديونها في السابق، عندما أمر، بدفع مبلغ عشرة ملايين ريال من حسابه الخاص لصحيفة الندوة لمساعدتها في الخروج من أزمتها المالية التي كانت تعيشها. متمنيا أن يسهم هذا الدعم في انطلاقة قوية تمكن الندوة من منافسة باقي المؤسسات الصحفية، وتحقق التطلعات المرجوة لها. وقال يماني "إن الدعم الكريم ساعدنا على اختيار انطلاقة مع أسبار لخبرتها، وسمعتها الطيبة، وتجاربها في هذا المجال"، مضيفا أن "الدكتور فهد العرابي الحارثي هو من أبناء مكةالمكرمة، وعمل في الندوة في السابق، وأبدى رغبة حقيقية في تطوير الصحيفة". وختم يماني حديثه بشكر خوجة وأسرة وزارة الإعلام على احتضانها لهذه الاتفاقية، وأنهم أحد الأجزاء الرئيسية في التطوير. وستقوم "أسبار" بأمرين رئيسيين، بحسب ما أوضحه الحارثي، هما: إعداد الدراسات والاستشارات التأسيسية، والإشراف على تنفيذ مقتضيات ونتائج الدراسات التي ستنجز خلال الشهور المقبلة. وتتضمن الاتفاقية إعادة تأسيس الصحيفة بالكامل، وإعادة هيكلتها بمؤسسين جدد مع الإبقاء على المؤسسين القدماء، وتقديم رؤية جديدة تقوم على أسس استثمارية وإعلامية تخلق لها موقعا منافسا بين رصيفاتها من الصحف السعودية، واختيار الصف الأول والثاني في المؤسسة، وتولي نواحي التنفيذ وإعداد الشخصية التحريرية. وقال الحارثي إن الوزير خوجة بالإضافة إلى رئيس مجلس الإدارة يماني أبديا عدم رضاهما عن فترة الدراسات التي تسبق التنفيذ والمقدرة ب 10 أشهر، مؤكدا أنهم بدؤوا في "أسبار" العمل منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، وأنهم سيسعون إلى إنجاز المهمة قبل انقضاء الفترة كاملة. وبخصوص تغيير مسمى الصحيفة، وإطلاق مسمى جديد لها، أوضح يماني "أن أسبار أكدت مع كثير من أعضاء مجلس الإدارة على رغبتهم ببقاء اسم الندوة كما هو". وأكد الحارثي اعتزازه بالثقة التي منحت لهم في "أسبار"، مشيرا إلى أن مؤسسة مكة للطباعة والإعلام منيت في السنوات الأخيرة بمشكلات كثيرة حجبت وعطلت مسيرتها. مثمنا اهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين لصحيفة الندوة، وهو ما عده الحارثي "استمرارا لدعمه المتواصل، للإعلام السعودي والمؤسسات الصحفية". وكشف خوجة خلال المؤتمر الصحفي عن عدم تلقي الوزارة طلبات من أي من المؤسسات الصحفية الراغبة في الاندماج أو طلب المساعدة، مؤكدا أن المؤسسات الصحفية السعودية رسخت موقعها في السوق. وأضاف خوجة أن حالة صحيفة الندوة هي حالة "استثنائية"، مشيراً إلى أن "صحيفة البلاد لديها مشروعها للتطوير الخاص بها، ونحن في الوزارة نتابع معها إن كان هناك أي وسيلة للتطوير قانونيا". أما بخصوص الموافقة على إصدارات صحفية جديدة، فأكد خوجة أن لجان الوزارة تقوم بدراسات الطلبات المقدمة لها، وأن الوزارة تريد قبل الموافقة على أي إصدار جديد التأكد من الدراسات المقدمة لها، حتى لا يتكرر ما حدث مع صحيفة الندوة لأي صحيفة جديدة، مضيفا "يجب أن تكون انطلاقة الصحيفة الجديدة قوية جدا". وقال خوجة إن الوزارة "تؤمن" بأن مستقبل الصحافة سيكون للصحافة الإلكترونية على حساب الورقية، مضيفاً أن حدوث هذا التحول "ربما يأخذ كثيراً من الوقت". وكشف خوجة أن الوزارة بصدد تحديد كيفية التعامل مع الصحف الإلكترونية، وقال "يجب أن يكون هناك تصور قانوني ونظام، يحدد كيفية التعامل معها". يذكر أن صحيفة الندوة عانت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من أزمات مالية متكررة. وتوقفت عن الصدور أكثر من مرة، بسبب تعثرها المالي الذي لازمها، وعدم تدخل أعضاء جمعيتها العمومية لإنقاذها بصورة حاسمة تنهي أوضاعها. وفي شهر يوليو 2007 عاشت صحيفة الندوة آخر أزماتها الحادة بعد أن امتنع فريقها الفني عن مواصلة العمل ما لم يتم تسليمهم أجورهم المتأخرة، وجدولة مستحقاتهم التي مضى عليها سنوات طويلة. ويضم مجلس إدارتها الحالي أربعة أعضاء فقط هم: الرئيس الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق، والثلاثة الآخرون هم رجال الأعمال: عبدالرحمن فقيه، عادل كعكي، وبسام البسام. ومن المعروف أن من يملك ترخيص الندوة هم 22 رجل أعمال، توفي سبعة أعضاء منهم، وبقي على قيد الحياة 15 عضواً. وكان أحمد السباعي هو أول من أصدر الندوة في عام 1377.