أوضح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه في تصريح صحفي ل(الندوة) حول إمكانية توزيع الندوة على مستوى العالم الإسلامي وأكد بأنها تعتبر احد المنابر الإعلامية للعالم الإسلامي لأنها تصدر من العاصمة المقدسة وقال خوجة بأن خادم الحرمين الشريفين وجه بأن تعود صحيفة الندوة كما كانت في أوائل عهدها الجريدة الأولىوأضاف وجهني خادم الحرمين الشريفين حفظه الله توجيهاً صريحاً واضحاً بأن تعود الندوة كما كانت في أوائل عهدها الجريدة الأولى التي تمثل ليس فقط مكةالمكرمة وإنما تمثل جميع أطياف المملكة العربية السعودية والثقل السياسي والقدسي لهذه المدينة العظيمة ومن هذا المنطلق قام الملك عبدالله بمبادرات كثيرة جدا لهذه الجريدة في السابق، ووجهني بأن تعود هذه الجريدة قوية وعصرية تؤدي دورها بدقة وأن تعبر عن الرمز الذي تمثله فعلاً في هذا البلد وهو مكةالمكرمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب توقيع الاتفاقية لتطوير الندوة الذي حضره رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكة الدكتور محمد عبده يماني، ورئيس مركز أسبار الدكتور فهد العرابي الحارثي، ومدير عام مؤسسة مكة الأستاذ حاتم عبدالسلام. وبين خوجة أنه تم الاتفاق وتوقيع عقد بين مجلس إدارة صحيفة الندوة ممثلة في رئيسها الدكتور محمد عبده يماني ومركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام ممثلاً في رئيسه الدكتور فهد العرابي الحارثي لتطوير صحيفة الندوة ووضع رؤية شاملة لذلك بدءا بالدراسات والاستشارات ثم المشاركة في تنفيذ نتائج هذه الدراسات. وحول وجود توجه لدى وزارة الإعلام لدعم صحف أخرى قد تواجه مشاكل مماثلة للندوة، أوضح معالي الوزير أن المؤسسات الصحافية السعودية انطلقت انطلاقة كبيرة وأثبتت نفسها سواء الموجود في الرياض، جدة، أو المنطقة الشرقية، وقال اما بالنسبة لجريدة الندوة تعتبر حالة استثنائية لأنها جريدة مكةالمكرمة وتحمل رمزية معينة وكانت تمثل واجهة كبيرة ليس لمكة فقط وإنما للمملكة ككل، وعاصرها الكثير من الكتاب والأقلام منهم من انتقل إلى رحمة الله ومنهم من هو بيننا ونتمنى له الصحة. مشيراً إلى أن “صحيفة البلاد لديها مشروعها للتطوير الخاص بها، ونحن في الوزارة نتابع معها إن كان هناك أي وسيلة للتطوير قانونيا. وقال خوجة كانت هناك نظرة خاصة من خادم الحرمين الشريفين لهذه الجريدة لأنها مرت بالكثير من العثرات التجارية والمالية وكان يجب أن نستعين بخبرات لتطويرها وإعادة بنائها من جديد ونأمل أن تتحقق هذه الأمنية قريباً. وأكد وزير الإعلام أن الصحف الإلكترونية هي البديل المقبل للصحف الورقية طال الزمن أم قصر، وقال نحن نؤمن بأن الصحافة الإلكترونية ستكون البديل للصحافة الورقية حتى لو تأخرت الفترة الزمنية، ومن هذا المنطلق يجب أن نستعد لذلك مبكراً وهناك نظام على وشك الصدور قريباً يحدد كيفية التعامل مع الصحف الإلكترونية يوجد به تصور قانوني ونظامي لكيفية التعامل مع هذه الصحف.ولفت الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن الوزارة تدرس طلبات إصدار صحف ورقية جديدة، إلا أنه شدد على أن هذه الطلبات يتم التدقيق فيها بشكل أكبر في ظل الإيمان بأن الصحف الإلكترونية هي البديل المقبل للصحف الورقية وحرصاً من وزارة الإعلام على عدم تكرار ما حدث مع جريدة الندوة، وبأن تبدأ الصحف الجديدة بداية قوية تمكنها من تحقيق أهدافها. وتمنى خوجة لهذه الخطوة أن تحقق الهدف الذي يتوخاه خادم الحرمين الشريفين لتطوير صحيفة الندوة. من جانبه، وجَّه معالي الدكتور محمد عبده يماني رئيس مجلس الإدارة شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الإعلام على الاهتمام بتطوير الندوة وبأن تلعب الصحيفة دورها الأساسي الذي يتفق مع موقعها في مكةالمكرمة، وقال يماني إننا لا نملك إلا الدعاء لخادم الحرمين الشريفين وأن يجزيه الله خيراً على فعله، ونتمنى أن نحقق رؤية الملك وننافس المؤسسات الصحافية الأخرى في أسرع وقت. وقال يماني بان دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الكريم ساعدنا على اختيار انطلاقة مع أسبار لخبرتها، وسمعتها الطيبة، وتجاربها في هذا المجال، مضيفا أن الدكتور فهد العرابي الحارثي هو من أبناء مكةالمكرمة، وعمل في الندوة في السابق، وأبدى رغبة حقيقية في تطوير الصحيفة”. ونفى الدكتور يماني التوجه لتغيير اسم الصحيفة وان كان التطوير الجديد سيبدأ في ظل مسمى جديد للندوة قال يماني: هناك اقتراحات عدة إلى درجة أن البعض فكر أن نغلق الندوة ونعلن إفلاسها، والبعض الآخر فكر في تغيير اسمها. والآن انتقلنا إلى مرحلة مختلفة بعد إقدام وزارة الإعلام على هذا الأمر، واعتمادنا على فلسفة جديدة لوزير الإعلام الذي استهل معنا الجزء الأساسي من التطوير، وكان مهتما حتى بتنويع إصدارات الندوة بلغات مختلفة، مضيفا أن مركز أسبار والكثير من أعضاء الإدارة رغبوا في بقاء اسم الندوة التاريخي. من جانبه أوضح الدكتور فهد العرابي الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات الإعلامية أن شركته ستعمل على تقديم الندوة بعد الانتهاء من الدراسات الإستراتيجية الإعلامية إلى الصدور بشكل مغاير ومختلف يواكب الصحف العالمية خاصة وأن لها تاريخاً طويلاً ، وقال الحارثي نثمن ونقدر اهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذه الجريدة خاصة وأنها تعتبر جزءاً من الإعلام السعودي والتي لها مكان وتقدير نظراً لموقعها التاريخي في مدينة مقدسة. وكشف الحارثي عن قيمة التكاليف لإعادة هيكلة الندوة بخمسة ملايين ريال، مبيناً أن الجدول الزمني الموضوع لإجراء الدراسات والاستشارات هو عشرة أشهر، وقال بدأنا منذ ثلاثة أسابيع تقريباً من خلال تشكيل فريق العمل الذي سيقوم بإعداد الدراسات اللازمة والاتفاق مع بعض الجهات في المملكة وخارجها لإنجاز هذه الدراسات والاستشارات، والتصور المتوقع لإجراء الدراسات ستستغرق عشرة أشهر وسنحاول أن ننجزها قبل هذه الفترة ثم يتم الانطلاق في التنفيذ بمشيئة الله. ولفت العرابي إلى أن المركز سيقوم بأمرين أساسيين، الأول هو إعادة الدراسات والاستشارات التأسيسية لإعادة تأسيس الصحيفة بالكامل في المرحلة المقبلة وإعادة هيكلتها بمؤسسين جدد ورأسمال جديد، مع الإبقاء على القدماء مبنية على أسس استثمارية صلبة وقوية وتقديم رؤية إعلامية جديدة للصحيفة تخلق لها موقعاً منافساً بين المؤسسات الإعلامية الأخرى. الأمر الثاني هو الإشراف على تنفيذ مقتضيات نتائج الدراسات التي ستنجز ويدخل في ذلك اختيار العاملين في المؤسسة من الصف الأول والثاني على الأقل وتولي التدريب وإعداد الشخصية التحليلية والفنية للصحيفة. وأضاف الدكتور العرابي كان من الواضح أن صحيفة الندوة منيت في الفترة الأخيرة بمشكلات كثيرة ومتعددة حجبت أو عطلت مسيرتها بالطريقة التي تطمح إليها صحيفة مكةالمكرمة والإعلام السعودي ككل، ثم جاءت جهود وزير الإعلام الأخيرة واهتمام خادم الحرمين الشريفين بها ما إلا استمرار لدعمه المتواصل للإعلام السعودي ككل، لكن من الواضح أن ما قدمه الملك سابقاً وما قدمه حالياً وما سيقدمه لاحقاً يبرز اهتمامه الخاص بصحيفة الندوة ليس فقط لتاريخها الثقافي والإعلامي وإنما كونها صحيفة العاصمة المقدسة ونحن نعرف ماذا يعني مثل هذا السياق في وجدان خادم الحرمين الشريفين. وأشار العرابي إلى أن كل مطلع على تاريخ الصحافة السعودية يعلم موقع صحيفة الندوة في تاريخ الإعلام السعودي فقد مضى عليها في عهد المؤسسات أكثر من 50 سنة وقبل ذلك أكثر من 20 سنة، نحن نتحدث عن تاريخ يمتد لأكثر من 70 عاما من كفاح لهذه الصحيفة ونتحدث عن أجيال تعاقبت على هذه الصحيفة من المثقفين وكبار الأدباء والإعلاميين في السعودية منذ عهد الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله ومن تلاه بعد ذلك من رؤساء التحرير والكتاب والمثقفين الذين تركوا علامة بارزة في تاريخ الصحافة السعودية''