أعلنت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين أن عام 2008 شهد تراجعًا كبيرًا في حرية الصحافة بالمنطقة العربية، خصوصًا تلك الدول التي شهدت لأول مرة منذ نصف قرن صدور العديد من الصحف الخاصة التي تُعَدّ أكثر جرأة وانتقادًا للحكومات. وذكر تقرير اللجنة، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، أن ما عرف بوثيقة تنظيم البث الإذاعي التليفزيوني والفضائي التي أقرها وزراء الإعلام العرب في فبراير الماضي أخطر ما تواجهه الصحافة العربية". وقالت اللجنة: "إن الهدف من هذه الوثيقة السيطرة على وسائل الإعلام التي توجه انتقادات لهذه الحكومات"، معتبرة أنها "خطوة إلى الوراء". وخص التقرير مصر بمساحة كبيرة من صفحاته، معتبرًا أنها شهدت التراجع الأكبر في حرية الصحافة، مبرزًا أهم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون المصريون والتي كان أبرزها إلغاء تراخيص بعض المحطات الفضائية، إضافة إلى محاكمة مدير شركة القاهرة للأخبار، ومحاكمة أربعة رؤساء تحرير من الصحف الخاصة. ورصد التقرير الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن عام 2008 شهد مقتل 41 صحفيًا، نصفهم في منطقة الشرق الأوسط، في حين بلغ عدد الصحفيين المحتجزين 125 صحفيًا. وأوضح أن العام 2008 وإن كان شهد انخفاضًا في عدد قتلى الصحفيين، وذلك لأول مرة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أن هذا الانخفاض لا يعود إلى وجود تقدم إيجابي فيما يتعلق بحرية الصحافة وإنما إلى الاستقرار النسبي في الأوضاع الأمنية بالعراق الذي يشهد غالبًا أكبر نسبة من عدد القتلى الصحفيين، وتقليص البعثات الإعلامية لوجودها فيه.