وصفت وزارة الخارجية المصرية التقارير التي أوردتها بعض وسائل الإعلام الغربية عن تدني نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وتفسيرها على أنها دلالة على تراجع شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنها "محاولة يائسة" لتشويه صورة مصر. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، "محاولات بعض الصحف الغربية استباق نتائج الانتخابات، وتفسير انخفاض نسب المشاركة بأنه مؤشر على تراجع تأييد الشعب المصري لقيادته.. تكشف عن يأس أصحابها واستمرار منهج الترصد ولى الحقائق." وكانت عدة صحف غربية قد أبرزت، في تغطيتها للانتخابات البرلمانية في مصر، ضعف إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع، واعتبرت أن تدني نسبة المشاركة يعكس تراجع التأييد الشعبي للرئيس السيسي، ويلقي بالشكوك على عملية "التحول الديمقراطي" في مصر. وتُعد انتخابات "مجلس النواب 2015" هي ثالث استحقاقات خطة "خارطة المستقبل"، التي أعلن عنها السيسي وقت أن كان وزيراً للدفاع، في أعقاب "عزل" الرئيس الأسبق، محمد مرسي، منتصف عام 2013، استجابة لاحتجاجات شعبية نادت برحيل نظام جماعة "الإخوان المسلمين." ونقل بيان لوزارة الخارجية، تلقته CNN بالعربية الاثنين، عن أبوزيد قوله إن "مثل تلك المواقف تعبر عن يأس من يتبناها، بعد أن خسروا كل محاولة على مدار العام الماضي، لتشويه صورة مصر، والإيحاء بتراجع عملية التحول الديمقراطي فيها." كما أعرب المتحدث عن اندهاشه لما وصفها ب"محاولات القفز إلى استنتاجات بشأن نتائج الانتخابات ومدلولاتها، في الوقت الذي شرعت فيه تلك الصحف في طباعة نسختها الأولى، قبل انقضاء اليوم الأول من المرحلة الأولى للانتخابات.. الأمر الذي يؤكد وجود نية مبيتة لتشويه الصورة." وأضاف أن "محاولات الإيحاء بغياب كافة أشكال المعارضة السياسية في الانتخابات، لمجرد عدم مشاركة تنظيم الإخوان الإرهابي، والتشكيك في قدرة البرلمان الجديد على سن التشريعات، على الرغم مما يمنحه الدستور لمجلس النواب من صلاحيات واسعة في هذا الشأن، كلها تبرهن على عدم مصداقية تلك الصحف." وأوضح أبوزيد أن "أي مراقب أو محلل يتمتع بحد أدنى من المصداقية، والإلمام بديناميكيات الحياة السياسية في مصر، يدرك بما لا يدع مجالاً للشك، أن الانتخابات البرلمانية هذا العام، تخضع لاعتبارات ومعايير كثيرة ومتشعبة." وذكر أن بعض تلك المعايير يرتبط بوضع الأحزاب والقوى السياسية، وبرامج المرشحين، ومدى معرفة الناخب بها، وحالة "الإرهاق الانتخابي"، التي تمر بها مصر بعد 8 انتخابات على مدار 4 أعوام، فضلاً عن تراجع حالة "الاستقطاب السياسي"، التي خيمت على أجواء انتخابات سابقة. واختتم المتحدث تعقيبه بقوله إن "أي محاولة لتصوير الانتخابات البرلمانية هذا العام، على أنها تمثل شكل من أشكال الاستفتاء على حجم دعم الشعب المصري لقيادته، هي محاولة يائسة ومحكوم عليها بالفشل، لاسيما وأن أصحاب هذا الرأي لا يتمتعوا بأي مصداقية"، على حد وصفه.