نقلا عن إيلاف الإليكترونية : حذر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أمس دول المنطقة من أي تدخل في اليمن، من دون أن يسمي المملكة العربية السعودية التي تواصل غاراتها الجوية على مواقع المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون الجيش في شمال اليمن. وأكد الأمير خالد أنّه تم "تطهير" الأراضي السعودية من المتمردين الحوثيين، وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تعهّد السبت بعدم وقف الحرب الدائرة في شمال البلاد، مؤكدًا أنّ "لا مصالحة ولا مهادنة ولا وقف للحرب" قبل القضاء نهائيًّا على المتمردين الحوثيين. من جانبه : حذّر نقيب الصحافيين اليمنيين والكاتب الصحافي المعروف عبد الباري طاهر من تصاعد الأزمة في المنطقة بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهرمتكي، وقال ل"إيلاف" إنّ تصريح وزير الخارجية الإيراني "إشارة إلى أن المسألة بدأت تأخذ بعدًا خطرًا قد يؤدي إلى حرب إقليمية". من جانبه قال الدكتور فؤاد الصلاحي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، ل"إيلاف" أن "على الحكومة اليمنية أن تدرس جيدًا كلام وزير الخارجية الإيراني، وألا يترك ما قاله من دون اهتمام". وقال الصلاحي إنّ ما تقوم به إيران هو تنفيذ لخطة الصراع على مصالحها في المنطقة مع الولاياتالمتحدة، و"أن ذلك يتم تواصلاً لتدخلاتها في لبنان والعراق، وأخيرًا في اليمن؛ في ظل غياب تكامل سياسي عربي لمواجهة هذا المخطط الإيراني". وقال عبدالباري طاهر أن المسألة بدأت تأخذ بعدًا إقليميًا خطرًا، وحذر من أن تصبح اليمن ساحة للقتال "ليس بين اليمنيين وحدهم، وإنما بين اليمنيين والقوى المتصارعة في المنطقة وخاصة إيران والسعودية". ولا حظ طاهر "وجود توجّه لتحويل كل الصراع في المنطقة إلى صراع شيعي - سنّي"، منوهًا إلى أن الصراع "إذا أخذ هذا البعد فلن يحل في المدى المنظور، وقد تكون نتائجه كارثة على اليمن ومحيطه". وإعتبر طاهر في حديثه ل"إيلاف" أن الصراع "سيتخذ شكلاً دينيًّا فيما هو بالأساس صراع مصالح سياسية واقتصادية". ورأى طاهر أن دور دول الخليج "يجب أن يقتصر على دعم الحوار بين اليمنيين، وعدم التدخل عسكريًا"، مشيرًا إلى "أن المنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية، على الرغم من ترسيمها رسميًا، تتداخل فيها الوديان والجبال والقرى والقبائل، وإذا حدث أي اقتتال عسكري فيها فسيكون أثره على المنطقة كلّها، وهي منطقة خطرة جدًّا وتقع على بعد أمتار من آبار النفط". وحسب طاهر، فإن أي تدخل خارجي في المواجهة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، بغض النظر عن المبررات، سيؤدي "إلى إطالة أمد الحرب، وسيحولها من تمرد داخلي وحرب أهلية، إلى حرب إقليمية، وحرب وطنية". وأبدا طاهر أسفه لعدم "وجود دور واضح لدول الخليج يشجع على الحوار بين اليمنيين، ويقلل من تأجيج الأزمة التي قد تؤدي إلى كارثة على المنطقة كلّها". وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد حذّر الدول المجاورة لليمن من التدخل في شؤونه الداخلية، وقال متكي في تصريحات له بثت اليوم في طهران إن "عودة الاستقرار إلى اليمن تساعد على الاستقرار في المنطقة كما أن زعزعة الأمن في أي من بلدان المنطقة يؤثر سلبًا على أمن المنطقة برمتها".