هاجم الطيران السعودي أمس معاقل للمتمردين الحوثيين في شمال اليمن بعد مقتل اثنين من رجال الأمن السعودي في هجوم على الحدود يوم الثلاثاء الماضي إثر تسلل مسلحين حوثيين داخل جبل دخان بالقرب من مركز خلد الحدودي، حيث توفي جندي آخر في وقت لاحق متأثرا بجراح أصيب بها في الاعتداء بعد أن صرح مصدر مسؤول أمس الأول وعبر وكالة الأنباء السعودية عن مقتل جندي وإصابة 11 آخرين. وذكر متحدث باسم المتمردين أن الطيران السعودي قصف ستة مواقع داخل اليمن أعقبها هجوم عنيف على موقع قصف بنحو 100 صاروخ خلال ساعة واحدة. وترددت أنباء من عدة جهات إعلامية أمس من أن قوات برية سعودية تحركت أيضا باتجاه منطقة الحدود لكن التقرير لم يذكر ما إذا كانت القوات عبرت إلى اليمن. من جهتها، نفت وزارة الدفاع اليمنية صحة ما تروجه عناصر الإرهاب والتخريب الحوثية من مزاعم حول قصف الطيران السعودي لقرى يمنية. وقال مصدر عسكري مسؤول عبر موقع الوزارة إن تلك الأنباء مختلقة وكاذبة وعارية من الصحة، مضيفا أن العناصر الإرهابية دأبت على نشر الأخبار والإشاعات في محاولة مكشوفة ومعروفة الأهداف لزج الأشقاء في المملكة العربية السعودية في أتون المواجهات الجارية معهم نتيجة الفتنة التي أشعلوها في صعدة . وأكد المصدر أن تلك العناصر تحاول من خلال تلك المغامرات الطائشة لفت الأنظار عن حالة الانهيار التي باتت تعيشها بعد سلسلة الضربات التي تلقتها على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن. على صعيد آخر، أعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها أمس عن مقتل سبعة مسؤولي أمن يمنيين في كمين بالقرب من حدود السعودية هذا الأسبوع. ووقع الهجوم على المسؤولين اليمنيين في منطقة وادي حضرموت بينما كانوا في طريق عودتهم من زيارة لموقع يمني على حدود السعودية. وصرح مسؤولون يمنيون وقت الهجوم بأنهم يشتبهون بوقوف القاعدة وراء الهجوم لأن المتشددين ينشطون في المنطقة التي نصب فيها الكمين. وأعلنت القاعدة في وقت سابق من العام الحالي دمج جناحيها في السعودية واليمن تحت اسم «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» لتوسيع نطاق هجماتها لزعزعة استقرار حكومات المنطقة. ونفت اليمن أكثر من مرة المزاعم التي رددها الحوثيون متهمين السعودية بدعم القوات المسلحة اليمنية في صراعهم معها. وتمتد الحدود بين اليمن والسعودية مسافة 1500 كيلومتر وتبني السعودية سياجا حدوديا تستخدم فيه التكنولوجيا المتقدمة لمنع التسلل عبر الحدود. وبدأ اليمن عملية الأرض المحروقة في آب (أغسطس) الماضي للقضاء على التمرد. وتقول جماعات إغاثة إن القتال الذي اندلع عام 2004 أدى إلى نزوح نحو 150 ألف شخص. على صعيد آخر،أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن أجهزة الأمن» ضبطت 217 متهماً ومشتبهاً بصلتهم بعصابات التخريب والإرهاب الحوثية» في عدد من المحافظات اليمنية خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وذكرت إحصائية أمنية نشرتها صحيفة «المؤتمر نت» اليمنية أمس أنه تم ضبط وإيقاف هؤلاء في محافظات (حجة) و(الجوف) و(مأرب) وأمانة العاصمة و(ذمار)، إضافة إلى 29 سيارة مشبوهة ضبطت وعلى متنها مواد نفطية وتموينية وأسلحة وذخائر وأسطوانات غاز. وبحسب الإحصائية فإن ضبط المشتبه بهم من الأشخاص والسيارات تم في 122 عملية امتدت على مدى أيام تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ونقل مركز الإعلام الأمني عن أجهزة الأمن اليمنية القول «إن التحقيقات مع المشتبه بهم كشفت عن تورط ما يزيد على 90 في المائة منهم مع فتنة التمرد الحوثية».. مضيفة أنه كان من بين الموقوفين الذين أحيلوا إلى إجراءات التحري «عناصر خطرة قاتلت في صفوف العصابات الحوثية ثم لاذت بالفرار عندما بدأت عصابات التخريب الإرهابية في التقهقر أمام زحف القوات المسلحة على المواقع التي كانت العصابات تسيطر عليها في حرف سفيان في محافظة (عمران) وفي بعض مديريات محافظة صعدة».