واصلت القوات السعودية قصفها للمتسللين الحوثيين بالمدفعية والطائرات في عدد من المواقع على حدودها الجنوبية مع اليمن، واعتقلت أكثر من 2300 متسلل خلال الأيام الثلاثة الماضية. وذكرت المصادر أن المواجهات مع العناصر المتمردة دخلت مراحلها النهائية بزحف القوات المسلحة صوب الخطّ الحدودي الأخير لتعزيز سيطرة رجالها على الأراضي السيادية السعودية. وواصل الطيران السعودي قصف مواقع المتسللين، فيما استمرّ هؤلاء في تسليم أنفسهم للسعوديين، وعثرت القوات المسلحة السعودية على مزيد من الأسلحة "المدفونة" في بلدات تَمّ إخلاؤها من سكانها إثر اندلاع المواجهات. ورُصد أمس الأربعاء تبادل كثيف للنار بين القوات المسلحة السعودية ومتسللين مسلحين في قرية "الخوبة" التي أرغمت المواجهات سكانها على النزوح منها، وأسفرت الاشتباكات عن اعتقال عدد من المتسللين، ومصادرة أسلحة ثقيلة وخفيفة. وقال مدير الدفاع المدني المكلف برعاية مخيمات الإيواء في جازان اللواء عادل زمزمي: إن عدد المدنيين السعوديين الذين تسببت أحداث التسلل في تشريدهم يصل إلى 6 آلاف مواطن. وواصلت القوات السعودية تمشيط البلدات التي تَمَّ إخلاء سكانها إذ عثرت على كميات من الأسلحة مدفونة في بطون أودية وعلى سفوح جبال وعرة الطرق. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي للشئون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز أعلن الثلاثاء أن السعودية ستواصل القصف الجوي لمواقع المتسللين إلى أن ينسحبوا عشرات الكيلومترات وراء الحدود السعودية، مشددًا على أن من يقترب منهم من المنطقة الحدودية "فسيصبح في منطقة القتل" التي أعلنتها السعودية قبل أيام على حدودها مع اليمن. وأكدت المصادر أن القوات السعودية قامت باعتقال أكثر من 2300 متسلل خلال الأيام الثلاثة الماضية في المنطقة العسكرية المحظورة على الشريط الحدودي مع اليمن، وقال متحدث رسمي: إن أحد المتسللين ضبط بحوزته جهاز للتنصت. وأوضح الناطق باسم قطاع "المجاهدين" خالد بن قزيز أن بين المتسللين الذين تم احتجازهم مواطنين يمنيين أرغمتهم حركة التمرد الحوثي على الانضمام لعمليات التسلل، وفي حال رفضهم يتم تهديدهم بالاعتداء الجسدي والقتل. على صعيد آخر أكد مصدر عسكري يمني مسئول أن القوات المسلحة والأمن واصلت تقدمها ودك معاقل عناصر التمرد الحوثية في محوري صعدة وحرف سفيان ملحقين بتلك العناصر خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية: إن القوات المسلحة والأمن نفذوا هجمات نوعية على أوكار عناصر التمرد قرب منطقة المقاش وأن العديد من تلك العناصر لقوا مصرعهم، وجُرح آخرون كما تَمَّ تدمير ثلاث شاحنات للعناصر المتمردة في منطقتي سبهلة والصفراء. وأكد أن رجال القوات المسلحة والأمن تصدوا الأربعاء لمحاولة تسلل فاشلة قامت بها عناصر متمردة عند موقعي دخشف والعقلة بآل عمار، فيما تصدت وحدات عسكرية وأمنية لمحاولة عناصر التمرد العودة إلى بعض المناطق والمواقع التي طردوا منها على طريق صعدة عين ومحض، وسقط العديد من تلك العناصر بين قتيل وجريح. وأضاف المصدر: إن العديد من العناصر المتمردة سقطوا بين قتيل وجريح أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع في جبل عنبان، فيما لقي عدد آخر منهم مصرعهم في محور سفيان أثناء محاولتهم التسلل إلى تبة البركة.