أكد المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم الدكتور سلمان العودة أن العالِم يجب أن يكون شفافاً مع نفسه قبل غيره، مشدداً على أنه "لا يجب أن نتستر على عيوبنا، أو نمارس في الخفاء غير ما نمارسه في العلن". وكان العودة كما نقلت صحيفة الوطن السعودية اليوم : قد بدأ حديثه في محاضرة ألقاها بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة أول من أمس، ضمن سلسلة برنامج تجاربهم مع القراءة، بإيضاح معنى القراءة، مؤكداً أن الإمساك بكتاب ومطالعته هو أحد أنماط القراءة التي تشمل بمعناها الواسع فك الرموز، مستطرداً "ثقافتنا اليوم هي ثقافة الصورة". وذكر العودة أنه قرأ في إحدى الإجازات الصيفية حوالي ستين كتاباً. وعن نهجه في اختيار الكتب قال العودة إنه كان إذا أُعجِب بكاتب قام بشراء مجموعته كاملة، وأن ممن قرأ لهم جميع ما كتبوا علي الطنطاوي وحمزة شحاتة والمنفلوطي ومصطفى صادق الرافعي ومحمد سعيد العريان أستاذ الرافعي، بالإضافة إلى محمود شيخ خطّاب. وعن أهمية القراءة استشهد العودة بمقولة "لن ينتصر المسلمون إلا إذا أصبحت المكتبة في البيت بأهمية الغسّالة وأدوات الطبخ" وأكد على وجوب توفير مكتبة في البيت، وتحبيب الأطفال في القراءة عن طريق القراءة لهم. وذكر العودة أن الدراسات الحديثة أثبتت أن المولود وهو في عمر ستة أشهر قادر على تعلم القراءة، منتقداً من أسماهم بخاطفي الكلمة، محذراً من التسرع في الأحكام التي تنتج عادة من القراءة السطحية للعناوين دون فهم المغزى الرئيس، واستدرك بقوله: تعدد مصادر المعلومة يجعل التثبت من المعلومة أكثر إلحاحاً اليوم. وذكر العودة أنه بدأ القراءة منذ الطفولة بالقصص والأساطير مثل السندباد، بالإضافة إلى بعض الكتب الدينية، واستطرد "قرأتُ في طفولتي كتاباً عن الإسراء والمعراج جعلني أمرّ بحقبة شك في عباداتي وعجز عن الإيفاء بها إلى أن اتضح لي أن هذا الكتاب موضوع ولا يحوي سوى الأكاذيب". وحذّر العودة من المداهنة مهما كانت الأعذار التي تقف وراءها، وأكد أن مجتمعنا ليس مثالاً يُحتذى وليس كل ما فيه يجب المحافظة عليه وأنه يجب أن نكون شفافين أمام أنفسنا، وألا نخجل أبداً من مناقشة عيوبنا حتى لو كان ذلك أمام الآخرين.