نقلاعن لها أون لاين : دعا الشيخ "سلمان بن فهد العودة"، يوم أمس الاثنين، خلال الملتقى الثقافي الذي نظمته مكتبة الملك عبد العزيز الوطنية في الرياض، ضمن فعّاليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب: إلى ضرورة العمل على نشر الكتاب بين الشباب السعودي وتشجيعهم على القراءة، مقترحا تبني مشروع "القراءة للجميع" الذي طبقته بعض الدول العربية. وخلال المحاضرة التي ألقاها ضمن فعّاليات الملتقى والذي حمل عنوان "تجاربهم في القراءة"، روى "العودة "رحلته مع الكتاب منذ طفولته وحتى وقتنا الراهن، مشيرا إلى عدد من الكتب التي أثرت في حياته وكونت جانبا كبيرا من شخصيته. وطالب العودة بإنشاء مكتبات في كل مكان: في المطارات والمستشفيات، بل وحتى في سيارات الأجرة، حتى يقابل الكتاب الناس أينما ذهبوا، فيتشجعوا على القراءة. وأشار إلى عدد من الإحصائيات التي توضح ضعف الاهتمام بالقراءة وبالكتاب في المجتمعات الإسلامية، فمن ذلك إحصائية تشير إلى أن 80 عربيا يقرأون كتابا واحدا في السنة؛ بينما معدل قراءة الأوربي هي 35 كتابا في السنة، ومعدل قراءة اللبناني هي 10 دقائق يوميا فقط، والمصري 9 دقائق يوميا فقط، والسعودي 6 دقائق يوميا فقط. وبالنسبة لطباعة الكتب سنويا: فإن كل 500 شخص في بريطانيا لهم كتاب، وفي ألمانيا كل 900 شخص لهم كتاب، أما في العالم العربي فإن كل 12 ألف شخص لهم كتاب. وذكّر الشيخ العودة الحاضرين بقول أحد الأدباء :"إن هذه الأمة لن ترقى وتنهض إلا عندما يصبح الكتاب من الضرورات في بيوتنا تماما، مثل: الثلاجة والغسالة"، مبينا أهمية وجود مكتبة في كل بيت خاصة للأطفال الصغار. وشدد العودة على أهمية تعويد الأطفال منذ نعومة أظفارهم على القراءة، وتشجيعهم على اقتناء الكتاب، مطالبا الآباء بضرورة تعليم أبنائهم القراءة والاندماج معهم في قراءة ودودة وعاطفية، تعمق الروابط الأسرية؛ وذلك من خلال قراءة القصص والحكايات لهم والجلوس للاستماع إلى تعليقاتهم والتفاعل معها. ودعا إلى ضرورة وجود مشروع مجتمعي في السعودية يهدف لنشر الكتاب وترويجه بين أفراد المجتمع، وطالب مكتبة الملك عبد العزيز بتبني هذا المشروع، من خلال دعوة بعض المثقفين والمختصين لحلقة نقاش حول كيفية ترويج الكتاب في المجتمع السعودي، والخروج من هذه الحلقة بمشاريع عملية واقعية، ومتابعة هذه المشاريع حتى تتحول إلى أرض الواقع مع إيجاد حوافز لنجاح هذا المشروع. لكن الشيخ سلمان حذر من قراءة كل شيء؛ لأن بعض الكتب قد تكون ضارة، وبعض القراء ليس لديهم القدرة على التمييز. وبالتالي هم قد يحتاجون من يحدد لهم ما يقرأون خاصة في البدايات. وضرب الشيخ مثالا بنشأته فعندما كان صغيرا لم يكن يقرأ كل الكتب، بل كانت قراءته تقتصر على الكتب المتفق على صحتها ونفعها، مثل: كتب التفسير والحديث والأصول، ثم بعد ذلك يأتي التوسع، ويجد الإنسان نفسه يقرأ الكتب الأخرى نحو كتب الشعر والأدب وهكذا يتدرج الإنسان ويدرب نفسه حتى تصبح لديه ملكة التمييز والفرز بين ما هو نافع وما هو ضار مما يقرأ.