قلعة تاروت في جزيرة تاروت، تتمركز فوق تل مرتفع عثر فيه على آثار قديمة جدا من ضمنها تمثال الملكة السومرية عشتار ويُعتقد أن هذا التل يقع تحته معبد الملكة عشتار، حيث قامت ببنائه بعدما طردها الملك جلجامش من بلاد ما بين النهرين، ويرجح بناؤها بين عامي 1521 و1525 بواسطة البرتغاليين لتحميهم من هجمات العثمانيين، ولكن بعض المؤرخين المحليين يرجعون وجودها إلى زمن القرامطة. واندثرت معظم القلاع في مدن الخليج ولم يبق منها سوى القليل الذي حافظ على طرازه المعماري مقاوماً عاديات الزمن ومن هذه القلاع والحصون المنفية قلعة تاروت التي شهدت دولاً وحروباً طاحنة منذ تأسيسها في القرن الرابع الهجري خلال1000 عام، ولعل السبب الوحيد الذي جعلها تبقى في صمود عجيب حتى اليوم ليس طريقة البناء، فعشرات القلاع التي بنيت في المنطقة لحراستها كانت من المادة نفسها وليس الطراز المعماري الحربي، فكل القلاع في المنطقة بُنيت بهذا الأسلوب أو الطريقة المعمارية المحلية التي تعود للعصر العباسي، وانما السبب الرئيسى هو موقعها الفريد في منتصف جزيرة تاروت وسط غابة من النخيل وعلى مرتفع صخري يعود إلى9000 عام ق.م، ورجّح بعض المؤرخين أن القلعة بنيت على أنقاض معبد يعود للعصر الفينيقي، وأن الأنقاض الأثرية على التل تعود إلى 5000 سنة ق.م، وهي اليوم أعلى مرتفع في المناطق القطيف، وغلب على بنائها حجارتها المحلية ذات الستة الأوجه ويتوسط جدران القلعة قضبان من الحديد، وهي التي جعلتها متماسكة وواقفة بكل شموخ. واتخذت قلعة تاروت لتحصين الجنود وتخزين العتاد في تلك الفترة، وكان فيها مقر أو مكتب للحاكم إلى جانب وجود بئر ماء لا تزال حتى يومنا هذا، وكان الجنود يتزودون منها بالماء إلى جانب التمور وفي تلك الفترة الزمنية كان الجنود يأخذون إشارة الخطر من جميع المناطق في القلاع وذلك بإشعال نار فيرى دخانها نهاراً ونارها ليلاً كدليل على وجود الخطر المحدق إلى جانب مراقبة السفن والقلعة محط جذب للسياح ذوي الاهتمام التاريخي والاثري، كما ان هناك مقهى أنشئ مؤخرا على الطريقة الشعبية والتراثية ويقع في الطرف الغربي من بلدة الديرة في جزيرة تاروت بجانب قلعة تاروت الأثرية، ويتكون المقهى من مساحة لا تتجاوز 4 أمتار، وتم تجهيزه بمعدات بسيطة من سعف وجذوع النخل والدنجل .. ورغم ضيق المقهى الذي لا يتسع سوى لخمس طاولات متلاصقة إلا ان رواده في ازدياد خاصة في فترات المساء وبالكاد تحصل على إحدى الطاولات الخالية.