شهدت العاصمة السعودية الرياض أخيراً أول مشروع لدعم وتزويج ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث رعت جمعية الإعاقة الحركية حفل زواج لأكثر من 100 زوج وزوجة، وقدمت الجمعية لهم أيضاً دعماً مادياً يساعدهم على بدء حياتهم الزوجية، وقد وصل هذا الدعم إلى 5 ملايين ريال. ورعى الأمير سطام بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض بالنيابة، الحفل الذي بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المهندس ناصر المطوع، رئيس مجلس إدارة الإعاقة الحركية للكبار،كلمة قال فيها: "يعد هذا الحفل الأول في المملكة، بل إن أحد الأخوة أبلغني أنه أول حفل زفاف جماعي للمعاقين على مستوى العالم أجمع"، مضيفاً "ليس بمستغرب على هذه البلاد القائمة على هدى الإسلام القويم، أن تكون الأولى في أعمال البر والخير والصلاح". ومن بين الفتيات اللواتي زففن "زينة" التي أصيبت بشلل رباعي بعد عملية جراحية خاطئة، وقد نالت 50 ألف ريال لإتمام زواجها من شابّ سليم بعد أن ظلّ هذا الأمر حلماً يراودها نقشت ملامحه على كرّاسة رسمتها بأنامل أنهكها التعب وطول الانتظار. وعبّرت زينة التي قدمت من قرية نائية صغيرة إلى الرياض من خلال "العربية" عن سعادتها بزفافها، وقالت إنها سعيدة بالدعم المعنوي والمادي التي قدمته الجهات المختصة، وذكر عريس آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة أنه عمل تأهيلاً وهو سعيد بتحسن وضع يديه، ثم مشاركته في حفل الزفاف الجماعي. وذكر رئيس جمعية الإعاقة الحركية ل"العربية" أن هذا العٌرس هو الأول نوعه في المنطقة العربية، وربما يكون أول حفل زفاف جماعي للمعاقين حركياً في العالم. ويبدو أن ذلك العُرس الجماعي أعاد للمعاقين ابتسامةً فارقتهم سنوات طوال بسبب الشعور بالوحدةِ والعزلة وتكالب الظروف من حولهم والحاجة إلى الدعم المالي والمعنوي وهاجس تأسيس أسرةٍ متكاملةٍ أسوةً بمن لم يقعوا تحت وطأة الإعاقة.