عندما يتعلق الأمر بقوانين زواج الطفل، فإن الولاياتالمتحدة وكندا لديهما قواسم مشتركة حيال هذا الأمر مع النيجروبوليفيا بدرجة أكبر من الدول الغربية الصناعية الأخرى. وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الذي تم الاحتفاء به مؤخرًا، فقد أصدرت مؤسسة «كلينتون» تقريرًا بشأن البيانات التي تعكس أوضاع المرأة، وما إذا كانت تلك الأوضاع تشهد تقدمًا أم لا، ومنها ما يتعلق بزواج الفتيات. الخريطة التالية تعكس التباين الذي تشهده الدول فيما يتعلق بالقوانين التي تسنها لزواج الطفل. ففي الوقت الذي تحظر فيه دول كروسيا والصين وإثيوبيا الزواج قبل سن الثمانية عشر، تسمح العديد من الدول في الأمريكتين بهذا الأمر مع «موافقة الوالدين أو بموجب القانون العرفي». وفيما يلي خريطة أكثر تفصيلًا عن الحد الأدنى لسن الزواج حسب البلد، من منتدى السياسة العالمية: وتلاحظ مؤسسة كلينتون أن زواج الأطفال «يحد من الإمكانات الكاملة للفتيات» و«يُقوض الصحة والتعليم والفرص الاقتصادية والأمن». إن الزواج المبكر هو الأكثر شيوعًا بين أفقر أطفال العالم. إحدى الدراسات الأخرى وجدت أن معدلات الزواج في سن المراهقة شهدت ارتفاعًا في الولاياتالمتحدة بنسبة نحو 50% في تسعينيات القرن الماضي. وترجع تلك الزيادة إلى «انتشار الامتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج، والتربية الجنسية في المدارس الأمريكية، والتحول نحو المحافظة الثقافية بين بعض المراهقين، والخوف المتزايد بين الشباب من الإصابة بمرض الإيدز عبر الاختلاط». يأتي ذلك في الوقت الذي تحدد فيه معظم الولاياتالأمريكية سن الرشد عند سن الثمانية عشر، غير أن ذلك لا يحل دون زواج القصر في حال موافقة الوالدين، أو إذا ما رأى القاضي أن الزواج سيكون «مصلحة». فبعض زيجات الأطفال الأمريكيين جاءت كمحاولة للحيلولة دون سجن الشريك في حال اتهامه بالاغتصاب. وتكشف بعض الإحصائيات الأخرى أنه في عام 2002، لم تتجاوز نسبة الفتيات الأمريكيات المتزوجات واحدة على عشرة بالمئة، بينما بلغت ذات النسبة 39% في النيجر و18% في بوليفيا. وأخيرًا، يشير تقرير مؤسسة كلينتون أنه في حين أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على انتشار زواج الأطفال، فإن القوانين يمكن أن تلعب دورًا تأسيسيًا لتحديد الحد الأدنى لسن الزواج، والذي يؤثر على الأعراف الاجتماعية والتوقعات. على سبيل المثال، بعد تحديد جزر المالديف للحد الأدنى لسن الزواج عند 18 عامًا في عام 2001، انخفضت نسبة الفتيات اللواتي تزوجن قبل سن 18 عامًا من النصف تقريبًا في عام 1995 إلى 6٪ فقط في عام 2009. *مترجم عن A Strange Map of the World's Child-Marriage Laws