قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن أزمة سوريا جعلها ملاذا للإرهابيين بمباركة بشار الأسد، وأكد الفيصل أن دول الخليج والعالم أجمع رفض الانقلاب الحوثي وما تمخض عنه من نتائج. ورفع الفيصل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما أحاطه به من رعاية واهتمام خلال فترة علاجه الأخيرة، كما عبر سموه عن شكره للشعب السعودي الكريم على مشاعرهم النبيلة ومحبتهم الصادقة . كما عبر عن فرحة الوطن بعودة الدبلوماسي عبدالله الخالدي إلى المملكة بحفظ الله ورعايته، موجها بالغ شكره وتقديره لأجهزة الدولة والأجهزة الأمنية كافة التي شاركت في عودته سالماً بتوجيهات من القيادة الرشيدة ، فيما قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي أولى هذا الموضوع عنايته الفائقة منذ اليوم الأول لاختطاف الدبلوماسي الخالدي . جاء ذلك في كلمة لسموه خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع معالي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض اليوم، حيث رحب سموه بمعاليه والوفد المرافق له في المملكة، مشيرا إلى أن جدول معاليه الذي بدأ صباح اليوم تضمن لقاء مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون، وتوج باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأكد وزير الخارجية أن المباحثات الثنائية مع وزير الخارجية الأمريكي في مجملها كانت مثمرة وبناءة، حيث اتسمت بالعمق والشفافية كما هو حال هذه اللقاءات دائماً، وتم تناول قطاع عريض من الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية بين البلدين ، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك . وقال سموه : بحثنا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما اشتملت اللقاءات على بحث مستجدات الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا وجهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب، علاوة على تطورات مفاوضات برنامج إيران النووي، وعملية السلام في الشرق الأوسط وغيرها من الموضوعات. وأضاف سموه " فيما يتعلق باليمن .. فكما تلمسون هناك اتفاق دولي تام بالرفض المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية ، ومحاولات فرض الواقع بالقوة ورفض كل ما يترتب على هذا الانقلاب من إجراءات ، بما في ذلك ما يسمى الإعلان الدستوري للمليشيات الحوثية ، حيث عبر المجتمع الدولي عن دعمه الكامل للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهذا الأمر عكسته بشكل واضح البيانات الصادرة عن كل من مجلس التعاون ، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولي. وأشار سمو وزير الخارجية إلى أن المملكة إذ تنوه بهذه المواقف والجهود وما صدر عنها من قرارات وإجراءات ، فإنها تؤكد مجددًا على أهمية استئناف العملية السياسية وفقا لمرجعية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني ، وعلى أهمية مساعدة الشعب اليمني الشقيق للخروج من محنته جراء هذه الأحداث الخطيرة ، بما يحافظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته ، وأمن واستقرار المنطقة. ولفت سموه إلى أِن اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي ناقش جهود التحالف الدولي القائم لمحاربة الإرهاب وتنظيم داعش على وجه الخصوص، بما في ذلك الإجراءات القائمة لمحاربة التنظيم ومكافحته من كافة الجوانب العسكرية والأمنية والفكرية وتجفيف موارده المالية ، مشيرًا إلى أن المملكة تؤكد أهمية هذا التحالف لمحاربة تنظيم داعش في العراقوسوريا، فإنها في الوقت ذاته ترى بأهمية توفير السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الأرض، وأن تكتسي هذه الحملة منظورا استراتيجيا شاملا يحارب الإرهاب إينما وجد وأيا كانت التنظيمات التي تقف ورائه للقضاء على الإرهاب من جذوره. كما تناولت محادثاتنا مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، حيث تؤيد حكومة المملكة جهود مجموعة دول 5 + 1 من واقع حرصها على حل الملف بالطرق السلمية بغية الوصول إلى اتفاق ناجح يبدد كافة الشكوك المحيطة به ، ويضمن عدم تحوله إلى برنامج عسكري يهدد المنطقة والعالم ، كما تؤيد المملكة موقف مجموعة دول 5 + 1 في السعي نحو وضع نظام تفتيش دولي صارم يتم التأكد بموجبه من عدم سعي إيران لصنع أو امتلاك أسلحة نووية ، مع ضمان حق إيران وكافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها. وقال الفيصل الذي كان يتحدث الى جانب كيري في مؤتمر صحفي في الرياض ان كيري قدم ضمانات على ان واشنطن لن تنسى التصرفات الايرانية الأخرى في المنطقة في حين تسعى لاتفاق نووي معها. ودعا الفيصل الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في سورياوالعراق الى مواجهة هذا التنظيم على الارض. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان واشنطن لا تسعى "لمقايضة كبيرة" مع ايران في اشارة الى تعاون سياسي وامني اوسع وان الاتفاق النووي مع طهران سيعالج المخاوف الأمنية لدول الخليج العربية.