وضعت منظمة الصحة العالمية خريطة طريق لوزارة الصحة السعودية للتعامل مع تزايد حالات فيروس كورونا، تتضمن أربعة إجراءات مهمة يجب علاجها بشكل سريع، وتضمن تقرير وفد الصحة العالمية أهمية تحسين الوقاية من الأمراض، خاصة في المرافق الصحية، التي ما زالت تعاني العدوى التي يمكن تجنبها، والتأكيد على وزارة الصحة بضرورة إجراء مزيد من البحوث والدراسات، إضافة إلى فهم العلاقة بين الإنسان والحيوان، وطرق العدوى وانتقالها. وأكد تقرير وفد المنظمة الذي ضم فريقا من مختصي منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومعهد باستور في فرنسا، ضرورة التعاون والتنسيق بين جميع الجهات الحكومية والقطاعات الأخرى لمكافحة مرض كورونا لتقليل من عدد الإصابات، ومن بينها وزارتا الصحة والزراعة. وقال ل"الاقتصادية" عبد العزيز بن سعيد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، إن الوزارة تتفق مع وفد منظمة الصحة العالمية، ولسنا مختلفين معهم في هذه التوصيات، مشيراً إلى أن هناك زيارات مقبلة لهم خلال الأيام المقبلة. وأضاف ابن سعيد: "إن عدد المرضى الناتجين عن انتقال العدوى داخل المستشفيات قل جداً مقارنة بالماضي، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي تقابل كل حالة إصابة بكورونا مجتمعية حالة مماثلة تصاب بسبب العدوى داخل المستشفيات، بعكس ما كان في السابق، فكل حالة مجتمعية كانت تقابلها تسع حالات تصاب بالفيروس داخل المستشفيات، وهذا يعود إلى الإجراءات الوقائية". وأرجع ابن سعيد أن انتقال الفيروس في المستشفيات يعود لتجاوزات بعض الممارسين الصحيين وعدم تطبيق الإرشادات الوقاية من العدوى، داعياً العاملين في المنشآت الصحية الالتزام بالتعليمات وتطبيق الإجراءات الوقائية والعمل بأساسيات مكافحة العدوى، والتقيد بمسارات الفرز للحالات التنفسية في أقسام الطوارئ، واستخدام أدوات الحماية الشخصية حسب الإرشادات المبلغة لهم من مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة. وقال: "إن بعثة منظمة الصحة العالمية اطلعت خلال زيارتها للسعودية على المهام التي تقوم بها غرفة المراقبة في وزارة الصحة التابعة لمركز القيادة والتحكم، واجتمعت مع أعضاء المركز، ثم تجولت في مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز في الرياض ووقفت على الاستعدادات المتعلقة بمرض كورونا، كما اطلع الفريق على التجهيزات لمكافحة العدوى والاستعدادات في المختبرات والتشخيص". يأتي ذلك في الوقت الذي وصف مسؤول في منظمة الصحة العالمية الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة السعودية للوقاية من العدوى والإصابة بفيروس كورونا بالجيدة. وقال الدكتور كيجي فوكودا مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي: "لاحظت تحسنا كبيراً هذا العام، إضافة إلى ما عمل في السابق في مستوى التصدي والتعامل مع الفيروس خاصة في الخدمات العلاجية والتشخيصية والوقائية، فهناك تحسن كبير تم رصده في هذه الزيارة، كإنشاء مركز متطور لرصد ومتابعة الحالات باسم مركز القيادة والتحكم، مع وجود مراكز فرعية في 20 منطقة، وهناك الاستعدادات الخاصة بالتشخيص والتحليل في المختبرات". وأضاف: "إن الاستعدادات المشددة في مكافحة العدوى في المستشفيات والتوعية الصحية جيدة، إضافة إلى وجود حزمة من الأبحاث والدراسات العلمية لبحث هذا الفيروس وسد الثغرات في التعرف على خصائص فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية كورونا". وأكد مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن جل الإصابة بفيروس كورونا ما زالت في السعودية، وبعض من الدول المتفرقة، منوهاً بأن منظمة الصحة العالمية حتى الآن لا تصنف مرض فيروس كورونا على أنه حدث طارئ يشكل قلقا دوليا، حيث إن هناك عديدا من المنظمات الدولية تساعد للقضاء عليه.