فتحت مكاتب الاقتراع في تونس أبوابها للتصويت في دور ثان يجمع بين كل من الباجي قايد السبسي مرشح حزب "نداء تونس″، الذي تحصل على حوالي 40 بالمائة من الأصوات و المنصف المرزوقي المرشح المستقل المتحصل على 34 بالمائة، في الدور الأول. وشهدت الحملة الانتخابية حرارة نادرة في المنطقة بل إن درجة السجال فيها بلغت مستويات قلت مشاهدتها حتى في الدول الأوروبية العريقة في الديمقراطية رغم ما شابها من كثير من الخروقات التي وصلت حد السباب وتبادل الاتهامات. وحقق الهمامي النصر الأكبر بحصوله على 8 بالمائة من الأصوات. وأشادت وسائل الاعلام والمراقبون بأداء تونس التي نظمت منذ أكتوبر/تشرين الأول انتخابات تشريعية ودورة أولى من الاقتراع الرئاسي اعتبرت كلها حرة. الا انها عبرت عن قلقها من الهجمات الكلامية التي شنها المرشحان. ويشعر التونسيون بالاسف لهذه الهجمات الكلامية لكنهم يرون ان الاقتراع يبقى الأساس لمخرج من المرحلة الانتقالية بدون إراقة دماء كما حدث في ليبيا أو مصر، أو سوريا أو اليمن. وأيا تكن نتيجة الدورة الثانية الاحد، سيكلف حزب نداء تونس الذي يقوده قائد السبسي وفاز في الانتخابات التشريعية تشكيل الحكومة وسيكون عليه فور انتهاء الانتخابات العمل على تشكيل ائتلاف مستقر لقيادة البلاد ويقدم المرزوقي نفسه على أنه ضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة، ولعدم انتكاسة البلاد نحو "الاستبداد" الذي كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع بن علي. ويعتبر المرزوقي أن قائد السبسي وحزب نداء تونس الذي يضم يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي، يمثلان "خطرا على الثورة" لأنهما امتداد لمنظومة الحكم "السابقة" في تونس. واختار قائد السبسي شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة وقال "على شعبنا ان يختار بين الرجوع الى الترويكا (حزب النهضة الاسلامي وحليفاه التكتل والمؤتمر) التي خربت البلاد خلال ثلاث سنوات أو أناس آخرين يريدون مستقبلا أفضل لتونس." وأعلنت الهيئة العليا المستقلة المشرفة على الانتخابات أن نسبة المشاركة في الخارج في الدور الثاني بلغت نحو 17 بالمائة وتفيد الشهادات أنّ من ضمن أسباب النسبة المتوسطة إعلان حركة النهضة عدم دعمها لأي من المرشحين.