المصرفيون يدرسون ما إذا كانوا سيقطعون علاقة الحب طويلة الأمد مع أجهزة بلاكبيري الخاصة بهم، في الوقت الذي تواجه فيه الشركات الكبيرة حاجة للانتقال إلى أحدث إصدار من برنامج المشاريع الأساسية لمجموعة التكنولوجيا. "بلاكبيري" تقدم تحديثات مجانية لإقناع عملائها في القطاع المصرفي بأن الأمر يستحق هذه الخطوة، حتى مع استمرار شعور بعضهم بالقلق إزاء مستقبل المجموعة الكندية التي احتلت آنفا مكانة خاصة لدى كثيرين ممن يعملون في الخدمات المالية. ويعتبر برنامج بلاكبيري لخدمات المشاريع 12 الذي أطلق الشهر الماضي، بالغ الأهمية لمستقبل الشركة، كما يقول نيك ماكوير، المحلل في CCS إنسايت. فهو يتيح لأقسام تكنولوجيا المعلومات التابعة لأي شركة إدارة أجهزة بلاكبيري القديمة، وكذلك الأجهزة المنافسة، باستخدام برامج من شركتي أبل وجوجل. وكان المصرفيون فيما مضى لا ينفصلون عن أجهزتهم من نوع بلاكبيري، لكن في السنوات الأخيرة استخدموا الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من الشركات المنافسة، إضافة إلى استخدام بلاكبيري، وبعضهم تخلى عن أجهزة بلاكبيري تماما. نيك راسل، المستشار الرئيسي في الفريق الاستشاري لكبير إداريي المعلومات التابع لشركة KPMG، يقول "إذا لم توقف "بلاكبيري" ابتعادها عن قطاع الأعمال، فستصبح من بقايا عصر منسي". وكشفت شركات مشغلة لشبكات الهاتف الجوال أن عملاء الشركات كانوا يطلبون منها خيارات أخرى قبل تحديث الشهر الماضي، الذي يتم عرضه مجانا حتى العام المقبل تحت عنوان عرض "إي زي باس" ل "بلاكبيري". لكن "بلاكبيري" ستبدأ قريبا فرض رسوم على الخدمة، ما يعني أنها بحاجة إلى التأكد من أن زبائنها على استعداد لمتابعتها. ويلاحظ رونان دان، رئيس تليفونيكا في المملكة المتحدة، أن المخاوف بشأن طول عمر "بلاكبيري" تتسبب في إعادة العملاء من الشركات النظر في استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات. ويقول "معظم الحوار يدور حول: ما البدائل؟ إذا لم يكن لديهم خط أفق لاستدامة "بلاكبيري"، من الصعب أن نرى كثيرا منهم يستمر في التحديث (...) إذا كانوا لا يعرفون ما خريطة الطريق". ويقول محللون "إن تحديث "بلاكبيري" خدمات المشاريع 12 يعتبر عودة إلى جذور أعمال "بلاكبيري" بعد أن حاول إصدار سابق، دون جدوى إلى حد كبير، اقتحام السوق الاستهلاكية التي تهيمن عليها العلامات التجارية مثل أبل. وتم تصميم تحديث البرنامج 12 لتوحيد منصتي اثنتين من برمجيات مشاريع بلاكبيري القائمة". ووفقا لجون سيمز، رئيس خدمات المشاريع العالمية في "بلاكبيري"، بالنسبة إلى عملاء الصناعة المنظمة، مثل أولئك الموجودين في الخدمات المالية، كان تحديث 12 عبر المنصات أكثر من مجرد تحديث صغير "إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في تعظيم وحماية البيئة المحمولة لديهم". وأضاف "هذا التهديد الأمني الحقيقي جدا هو سبب اختيار وثقة الشركات في "بلاكبيري". لدينا مزيج فريد من تلبية أي أنموذج للجوال - سواء كان ذلك يؤدي إلى جهازك الخاص أو جهاز تملكه الشركات، مع التمكين الشخصي للموظف – دون أن تتم التضحية أبدا باحتياجات عملائنا من الناحية الإنتاجية أو الأمن". وقال راسل، من KPMG، الذي يقدم المشورة للمصارف في مكان عملها حول استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات، "إن "بلاكبيري" وقعت تحت ضغط من معدلات الاستهلاك في قطاع تكنولوجيا المعلومات العامة". وتبحث الشركات الآن في استخدام أدوات تكنولوجيا معلومات مختلفة لموظفين مختلفين "في الماضي الجميع حصلوا على "بلاكبيري"، الآن الحوار أعمق حول ما هو الجهاز المناسب لكل مستخدم". في الوقت الذي تحث فيه "بلاكبيري" الانتقال إلى أحدث البرامج، بعض المصرفيين يؤجلون هذه الخطوة وسط مخاوف بشأن صحة الشركة على المدى الطويل. ووفقا لباحثين في شركة كانتار، انخفضت حصتها في الأسواق الاستهلاكية في البلدان الأوروبية الرئيسية إلى ما دون 1 في المائة. وقال رئيس تنفيذي في مصرف كبير "الجميع يبدي الحذر بعض الشيء حيال كيفية التعامل مع بلاكبيري". وأضاف "لا أحد يريد أن يلتزم لمدة طويلة الأجل بتطوير منصات تكنولوجيا المعلومات، إذا كان هناك خطر بشأن ما إذا كان هذا الشريك سيكون موجودا معنا لفترة طويلة". وقال دان، من تليفونيكا، "إن "بلاكبيري" أعيق أيضا بسبب عدم وجود الأجهزة الاستهلاكية الشعبية". الشركات التي لديها أعمال استهلاكية ضخمة، مثل سامسونج وأبل تكتسب بسرعة زبائن في قطاع الشركات. وكلاهما يستفيد من استراتيجيات "اجلب جهازك الخاص" التي تسمح لعديد من الموظفين باستخدام الهواتف الشخصية في مجال العمل. وقد تمت الإشادة بالرئيس التنفيذي ل "بلاكبيري"، جون تشن، من قبل المستثمرين لنجاحه في تحويل الشركة الكندية المتعثرة الصانعة للأجهزة منذ توليه منصبه العام الماضي. فقد تمكن من تخفيض التكاليف ووضع استراتيجية واضحة لخطب ود المستخدمين الأساسيين، من خلال إبراز المزايا الأمنية ل "بلاكبيري". وشملت الأجهزة الجديدة "باس بورت" ذا الشكل المربع، وكذلك العودة إلى الأساليب القديمة مع ما يسمى بلاكبيري كلاسيك. وقال سيمز "إن التحول في "بلاكبيري" قطع شوطا كبيرا". وأضاف "نحن على الطريق الصحيح ليكون التدفق النقدي متعادلا قبل نهاية السنة المالية. الدعم الإيجابي الذي نراه من عملائنا من الشركات يساعدنا على قطع هذا الطريق". وقال "إن أكثر من خمسة ملايين ترخيص لوصول العملاء إلى برمجية مشاريع "بلاكبيري" تم تسجيلها منذ إطلاق برنامج التحول إلى "إي زي باس" في آذار (مارس)". وأضاف "لقد تم تداول أكثر من 30 في المائة من هذه التراخيص في منصات المنافسين". وهناك دلائل على أن المجموعة تستعيد أراضيها على صعيد قاعدة عملائها الأساسيين من الشركات. ووفقا ل "آي دي سي"، حسنت "بلاكبيري" حصتها السوقية في القطاع التجاري في الربعين الماضيين بعد انخفاض سريع إلى أدنى من 1.7 في المائة في الربع الأول. ويقول بعض المصرفيين "إنهم لا يزالون يفضلون لوحة مفاتيح "بلاكبيري" لكتابة رسائل البريد الإلكتروني، الذي يشكل جزءا كبيرا من استخدام هذه الأجهزة". وقال رئيس تنفيذي في مصرف أمريكي كبير: "السبب في أننا نعيش على ال "بلاكبيري" الذي لدينا ليس لأنه يعتبر أفضل جهاز، ولكن لأننا معتادون على ذلك، ولأن لديه لوحة مفاتيح لائقة يمكنك الكتابة عليها".