الذهب ينخفض مع توترات أسعار «الفائدة».. والأسهم تتراجع

انخفضت أسعار الذهب، أمس الاثنين، حيث عزز تقرير الوظائف الأمريكية الأقوى من المتوقع، موقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة وعزز الدولار الأمريكي، مما أثقل كاهل السبائك.
انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.2٪ إلى 2684.39 دولارًا للأوقية. انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 2712 دولارًا. وأشار تقرير قوي بشكل غير متوقع للوظائف غير الزراعية يوم الجمعة إلى اقتصاد أمريكي مرن ودعم موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذر تجاه تخفيف السياسة، خاصة وأن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بزيادات حادة في الرسوم الجمركية على الواردات قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.
ووضعت البيانات الدولار على نغمة قوية، مما يجعل السبائك المقومة بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الأجانب. وينصب التركيز الآن على بيانات التضخم الشهرية في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وكذلك خطابات العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، بحثًا عن أي علامات على انكماش الاقتصاد الأمريكي، وهو ما قد يوقف ارتفاع الدولار وسندات الخزانة ويرفع الآمال في خفض أسعار الفائدة.
وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي جي: "ستكون البيانات الأمريكية الأضعف في المستقبل هي المحفز المطلوب بشدة هنا لتخفيف حدة قصة "المرونة الاقتصادية" والدعوة إلى انعكاس ملموس في العائدات. ومع ذلك، لا يزال تقويم البيانات هذا الأسبوع يشير إلى نظرة حذرة في الوقت الحالي".
ويتوقع المتداولون الآن أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة في اجتماعه في وقت لاحق من هذا الشهر ويتوقع خفضًا واحدًا فقط لأسعار الفائدة هذا العام، في يونيو. وقال بنك أوف أميركا جلوبال ريسيرش في مذكرة: "بعد تقرير قوي للغاية عن الوظائف في ديسمبر، نعتقد أن دورة التخفيض قد انتهت".
وتستخدم السبائك كتحوط ضد التضخم، على الرغم من أن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الأصول غير العائدة. وقال محللون في بنك إيه ان زد، في مذكرة "يبدو أن المستثمرين يستعدون لتجدد حالة عدم اليقين مع تولي ترمب منصبه وتنفيذ سياساته الاقتصادية".
ومن بين المعادن الثمينة الأخرى، انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.6% إلى 30.21 دولارًا للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.4% إلى 960.54 دولارًا، بينما استقر البلاديوم عند 947.40 دولارًا.
وقال محلل السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الاثنين مع استعداد المتداولين لتباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات الوظائف غير الزراعية الأقوى من المتوقع، والتي دعمت الدولار.
ومن بين المعادن الصناعية، تلقت أسعار النحاس دعمًا محدودًا من البيانات التي أظهرت أن واردات الصين من النحاس بلغت أعلى مستوى لها في 13 شهرًا في ديسمبر. خفت المشاعر تجاه الصين بسبب توقع المزيد من التعريفات التجارية الأمريكية ضد البلاد.
ولا يزال عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية في ظل الرئيس القادم دونالد ترمب يحافظ على بعض الطلب على الملاذ الآمن للذهب، كما فعلت عمليات البيع الموسعة في الأصول الأوسع نطاقًا المدفوعة بالمخاطر، وخاصة الأسهم. وقد حد هذا من الخسائر الإجمالية في المعدن الأصفر.
وتعرضت أسعار الذهب لضغوط بشكل رئيس بسبب احتمال بقاء أسعار الفائدة الأمريكية أعلى لفترة أطول، حيث شهدت بيانات الرواتب يوم الجمعة المزيد من تقليص المتداولين لرهانات خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وينصب التركيز الآن على بيانات التضخم الأمريكية القادمة، المقرر صدورها يوم الأربعاء، للحصول على المزيد من الإشارات حول توقعات أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. أشار البنك المركزي إلى أن التضخم الثابت والقوة في سوق العمل سيعطيانه المزيد من الزخم للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة.وقال محللون في جولدمان ساكس في مذكرة حديثة إنهم يتوقعون الآن أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنة بالتوقعات السابقة بثلاث تخفيضات. ومن المتوقع أيضًا أن يكون سعر الفائدة النهائي للبنك المركزي أعلى في دورة التيسير هذه.
وتضغط أسعار الفائدة المرتفعة على أسواق المعادن من خلال زيادة التكلفة البديلة للاستثمار في الأصول غير المدرة للعائد. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.3٪ إلى 9111.00 دولارًا للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة للنحاس لشهر مارس بنسبة 0.1٪ إلى 4.2960 دولارًا للرطل.
وكان المعدن الأحمر يجلس على مكاسب قوية من الأسبوع السابق، حيث حفزت البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة زيادة الرهانات على أن بكين ستطلق المزيد من التحفيز لدعم النمو.
وأظهرت بيانات التجارة يوم الاثنين أن واردات الصين من النحاس بلغت أعلى مستوى لها في 13 شهرًا عند 559 ألف طن متري في ديسمبر، مما يشير إلى أن الطلب ظل قويًا في أكبر مستورد للنحاس في العالم.
وراهن المتفائلون بالنحاس على أن بكين ستوزع المزيد من التحفيز في الأشهر المقبلة، وخاصة في مواجهة التعريفات الجمركية الباهظة على الواردات في عهد ترامب. تعهد ترمب - الذي سيتولى منصبه في 20 يناير - بفرض تعريفات تجارية باهظة على الصين من "اليوم الأول" من رئاسته.
وفي بورصات الأسهم العالمية، تراجعت الأسهم على نطاق واسع في آسيا يوم الاثنين بينما بلغ الدولار أعلى مستوياته في 14 شهرًا. كما أدى تقرير الوظائف القوي بشكل لا لبس فيه إلى رفع عائدات السندات واختبار تقييمات الأسهم المرتفعة تمامًا مع بدء موسم الأرباح.
كما رفعت الهزة المتشددة المخاطر فيما يتعلق بأرقام أسعار المستهلك الأمريكية يوم الأربعاء حيث يهدد أي ارتفاع في الأساس أكبر من التوقعات 0.2٪ بإغلاق الباب أمام التخفيف تمامًا.
وقد خفضت الأسواق بالفعل توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى 27 نقطة أساس فقط لعام 2025 بالكامل، حيث من المتوقع الآن أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى حوالي 4.0٪ فقط مقارنة ب 3.0٪ التي كان يأملها الكثيرون في هذا الوقت من العام الماضي.
وقال أديتيا بهاف، نائب كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في بنك أوف أميركا: "بعد تقرير قوي للغاية عن الوظائف، نعتقد أن دورة التخفيضات قد انتهت، والتضخم عالق فوق الهدف، مع وجود مخاطر صعودية".
وأضاف: "يجب أن تنتقل المحادثة إلى الزيادات، والتي قد تكون واردة إذا تجاوز مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي على أساس سنوي 3٪ وتراجعت توقعات التضخم"، في إشارة إلى مقياس الإنفاق الاستهلاكي الشخصي المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للأسعار.
وهناك خمسة مسؤولين على الأقل من بنك الاحتياطي الفيدرالي على جدول الأعمال للتحدث هذا الأسبوع وتقديم ردود أفعالهم على مفاجأة الوظائف، مع ظهور رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي المؤثر في نيويورك جون ويليامز يوم الأربعاء.
وقد أدى التغيير الكبير في أسعار الفائدة إلى رفع العائدات على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياتها في 14 شهراً عند 4.79%، وكانت آخر مرة تتداول فيها عند 4.764% في آسيا.
وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.5%، مما أضاف إلى التراجع الذي شهده يوم الجمعة. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 والعقود الآجلة لمؤشر فوتسي بنسبة 0.2%، في حين ظلت العقود الآجلة لمؤشر داكس مستقرة تقريباً.
وأدت عطلة في اليابان إلى ضعف التداول المبكر يوم الاثنين وانخفض مؤشر ام اس سي آي للأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.4٪. بينما أغلق مؤشر نيكاي، وتم تداول العقود الآجلة بانخفاض حاد عند 38430 مقارنة بإغلاق نقدي عند 39190.
وتراجعت الأسهم الكورية الجنوبية بنسبة 1.0٪ ، مع استمرار الوضع السياسي في حالة من التقلب مع بدء جلسة المحكمة الدستورية يوم الثلاثاء لتقرير ما إذا كان سيتم عزل الرئيس المعزول ، يون سوك يول ، من منصبه أو إعادة تعيينه.
وانخفضت الأسهم الصينية بنسبة 0.2٪ ، حيث أظهرت البيانات ارتفاع الصادرات بشكل مفاجئ بنسبة 10.7٪ وأضافت الواردات بنسبة 1٪. وكان الأداء قويًا للغاية نظرًا لأنه تضخم فائض ديسمبر مع الولايات المتحدة إلى 105 مليارات دولار ووفر ذخيرة لأولئك الذين يطالبون بفرض رسوم جمركية قاسية على السلع الصينية.
كما كثف البنك المركزي الصيني جهوده للدفاع عن ضعف اليوان من خلال تخفيف القواعد للسماح بمزيد من الاقتراض الخارجي وإرسال تحذيرات شفهية بشأن العملة. وستصدر أرقام الناتج المحلي الإجمالي الصيني ومبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي يوم الجمعة.
وعزز الارتفاع المستمر في عائدات الخزانة الدولار في جميع المجالات وشهد انخفاض اليورو لمدة ثمانية أسابيع متتالية ليقف عند 1.0210 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022. أضاف مؤشر الدولار 0.2٪ إلى 108.94.
وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5٪ إلى أدنى مستوى له في 14 شهرًا عند 1.2129 دولار، مع تدهور المشاعر بسبب الهزيمة الأخيرة في سوق السندات الحكومية بسبب المخاوف من أن حكومة حزب العمال قد تضطر إلى اقتراض المزيد لتمويل تعهدات الإنفاق. وتعهدت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز يوم السبت بأنها ستتصرف لضمان الالتزام بالقواعد المالية للحكومة.
وانخفض الدولار قليلاً إلى 157.50 ين، من أعلى مستوى له في ستة أشهر عند 158.88، وسط تقارير تفيد بأن بنك اليابان قد يراجع توقعاته للتضخم هذا الشهر تمهيدًا لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى.