أكد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أنه لا يجوز لمسلم أن يتعلل بالاحتراز من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير لترك صلاة الجمع والجماعات في المساجد إلا إذا طلب الأطباء والمتخصصون ذلك. ونقلت جريدة "الوطن" القطرية عن القرضاوي وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قوله ، إن المتوفى بأنفلونزا الخنازير ليس شهيدا، إلا إذا تطور المرض وتفاقم، وأصبح كالطاعون، فيمكن في هذه الحالة اعتبار من مات به شهيدا، وخصوصا من كان في طاعة، كالحج والعمرة ومنفعة المسلمين. وعن فتوى الداعية الشيخ عبدالمحسن العبيكان التي تقول إن المتوفى بسبب أنفلونزا الخنازير (شهيد) باعتبار أن هذا المرض يشبه الطاعون قال الدكتور القرضاوي إنه لا يرى ذلك الآن، فإذا فرض أنه تطور وتفاقم، وأصبح كالطاعون، فيمكن أن نعتبر من مات به شهيدا. وحول تأثير المرض على الصلاة في المساجد قال: إذا أخذت قطر مثالا للبلاد الإسلامية الأخرى، فإنني لا أجد أي أثر إطلاقا على الصلاة في مساجد قطر، في الفرائض وفي صلاة التراويح، خاصة مع عدم وجود زحام يخشى منه انتقال العدوى. وأضاف: لو خاف الناس فلم يذهبوا إلى المساجد، لكان الأولى ألا يذهبوا إلى أعمالهم ولا إلى الأسواق والمجمعات والمتنزهات، والمدارس والجامعات. وفيما يتعلق بجواز الصلاة في المنازل كإجراء احترازي من الاصابة بالمرض .. واذا ما كان يحق للمشتبه بحالته ولم يثبت مرضه ان يصلي في منزله، قال: إذا لم يطلب ذلك الأطباء والمتخصصون، فلا معنى لأن يتعلل مسلم بذلك لترك الجمع والجماعة، وعلى المشتبه بحالته أن يعرض نفسه على الأطباء، وإذا تطور المرض عما هو عليه الآن، وأصبح أكثر خطرا وتهديدا للناس، فلكل حالة حكمها، ولكل حادث حديث. وفيما يتعلق بتركيب كاميرات حرارية في المساجد لكشف المصابين بالمرض قبل صلاة الجمعة أو صلاة التراويح، قال: عمليا لا يمكن تطبيق هذا، فالمساجد تبلغ أعدادها المئات والآلاف في كل بلد من بلاد الإسلام، وكل مسجد له عدة أبواب، ومصلى للنساء، فأي هذه الأبواب يوضع عليه وأيها لا يوضع، متسائلا: هل يمكن وضع هذه الكاميرات على أبواب المسجد الحرام أو المسجد النبوي الذي يدخله العشرات، بل المئات في الدقيقة الواحدة؟ وشدد على أنه لا يجوز تعطيل الحج والعمرة بسبب أنفلونزا الخنازير، مؤكدا أن تجنب العدوى يتحقق بما هو أدنى من ذلك، خاصة أخذ التطعيمات، والتزام النصائح الطبية الواقية من المرض. ونصح القرضاوي المسنين والمصابين بأمراض موهنة، والمتعاطين لأدوية تخفف المناعة، والحوامل، بتأجيل أداء المناسك وقاية لهم من الإصابة بالمرض. كما نصح القرضاوي المسلم الذي يشتبه في إصابته بالمرض أثناء الحج بأن يعتزل المشاعر، ويذهب إلى المستشفى للتأكد، وألا يتسبب في ضرر المسلم. وبشأن الأصوات التي تطالب بعدم أداء فريضة الحج تحسبا من المرض، قال القرضاوي إن تعطيل فريضة الحج أمر غير مقبول شرعا.