سهرة رمضانية أحياها الدكتور طارق سويدان على قناة الرسالة بمشاركة د. ابراهيم الدويش استاذ الشريعة والدراسات الاسلامية والدكتور سلمان العودة ،وبدأ سويدان السهرة قائلاً: أحبائى نحن الآن ودعنا النصف الأول من الشهر الكريم والذى اعتبرناه مثل سباق ، فالواحد قبل رمضان يستعد ثم المرحلة الاولى من السباق لا تبذل مجهودك كله خاصة اذا كان السباق طويل ولكن يحاول ان يكون فى المقدمة وفى النهاية تكون جوائز السباق ، وقد وصلنا الآن فى وسط المرحلة الثانية بعد مرحلة الاستعداد وبدأنا نقترب من مرحلة اشتداد السباق وهن لابد أن نبدأ بالشيخ سلمان ما توجيهك للسادة المشاهدين مع اقتراب العشرة الاواخروالمسارعة ومفهوم المسارعة ؟ سلمان العودة: شهر رمضان هو عبارة عن كسر لروتين الحياة المألوفة واذا اردنا ان نختصر معنى العبادة ، بداية العبادة لها لذة يقول النبى "ذاق طعم الايمان ووجد حلاوة الايمان " اى ان العبادة لها لذة وليس كل المطلوب فى العبادة ان يستمتع الانسان وان كان ذلك مطلوبا ،وما شرعت العبادة الا لمعنى وامر عظيم فأن العبادات من شأنها ان تجعل الحقيقة العظمى فى الوجود وهى وجود الله سبحانه وتعالى بدلا من ان تكون حقيقة نظرية كما عند الفلاسفة الذين يرون ان الله خلق الكون ثم تركه، فتتحول الى حقيقة واقعية مؤثرة فالانسان فى العبادة يشعر بهذه الحقيقة العظمى ويؤثر ذلك على ادائه فى الحياة والحقيقة ان معنى استحضار قرب الله ورقابته هو معنى راقى جدا كما ان العبادة تغرس المفهوم الجماعى، فالمسارعة فى اغتنام شهر رمضان مثل الوقوف فى مضمار ولكل واحد منكم ايها الناس والمخلوقون طريق ومقعد خاص يعنى حصولك عليه لي معناه اختطافك من الاخرين وان كل واحد مقدر له نصيب ، وليس معنى نجاح واحد فشل الاخرين ولكن من الممكن نجاح الجميع . وفى اتصال هاتفى تساءلت احدى المشاهدات :متى يشعر الانسان انه يسير فى طريق الحق فانا خائفة ان نكون ممن تنطبق عليهم الاية الكريمة " الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " ؟ واجاب الاستاذ ابراهيم الدويش : فى قضية رمضان والثلث الاول منه والذى كاد ان يرتحل فأن الانسان وهو يسارع لابد ان يضع امام عينه هدف والهدف من رمضان واضح وهو التقوى والتقوى لابد الا ينحصر مفهومها على انها دمعة عين او قشعريرة جسد ولكنها رسالة حياة الانسان والتقوى هى سر الحياة ورمضان جاء ليحيي هذا الجانب العظيم . فالانسان جسد وروح فطوال 11 شهرا الانسان يغذى الجسد فيأتى رمضان بين هذه الاشهر يحاول فك اسر الروح من الجسد والتقوى هى حياة الروح , ولذلك اقول فرمضان مضمار سباق وهذا المضمار بدأ يتناقص والعاقل لابد ان يحاسب نفسه خاصة فى هذا الشهر الكريم لأن الناس فى هذا لشهر فى عبادة دائمة فمن متصدق وعابد وكل ليلة لله عتقاء من النار فهل يعقل ان تمر 30 ليلة ولا ليلة تعتق من النار فهذا حرمان . ويقول د سلمان العودة : فى سورة قليلة الكلمات كثيرة المعانى " والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات " فالانسان لابد ان يتأكد من قضيتين هما ايمانه بمعنى التوحيد ثم العمل الصالح ولابد من توافر شرطين ان يكون مخلصا وصوابا اى موافقا لسنة رسول الله أما الاية التى استشهدت بها (الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) فيقول الله بعدها (أولئك الذين كفروا)، ولكن هنا نقول ان الطريق واضح "ولقد يسرنا القرأن للذكر " ولكن نحن الذين نصعب الامور على انفسنا مثل بعض الدهاة الذين يشترطون اشياء عسيرة على من يدخلون الاسلام مثل تغيير الاسم والاختتان وغير ذلك وننصح الاخت انها اذا شكت فى شيء لابد ان تسأل اهل الذكر . يضيف العودة: انا اقول أن نقطة الانطلاق فى رمضان هى الوعى وفرصة لكى تعود الامة الى ذاتها ، والوعى أن نعى انفسنا اولا وهذه تحتاج الى وقفة لاعادة التفكير والتغيير والتطوير فمن نحن : نحن خير امه اخرجت للناس فمن مستلزمات الحياة ان نعى كل ذلك . د ابراهيم : لابد ان نعى واقع الامة لكن هل العلاج ان نقف عند ذلك ونتفرج على هذا الواقع فالرسول عليه الصلاة والسلام فى غزوة الخندق كان يربط بطنه بالحجر والاعداء يحاصرونه من كل اتجاه لكن كان يضرب بالفأس ويبشر المؤمنين حتى قال بعض المنافقين محمد يعدنا بكنوز كسرى وقيصر واحدنا لا يستطيع ان يقضى الخراء ، ونحن نقول لكل مسلم انه يجب ان يعيش مآسى المسلمين لكن فى الوقت ذاته لابد ان نعمل ما نستطيع فلو كل واحد فعل ما يستطيع لتحول اليأس الى أمل . وفى كلمة اخيرة للدكتور ابراهيم الدويش : رمضان دائما هو نقطة تحول فى حياة الكثير منا فليكن هذا العام نقطة تحول ايجابى ليس على مستوى الفرد فقط ولكن على مستوى الجماعة والمؤسسة والدولة وهذا يكون من خلال التفاؤل الذى يقود الى العمل فنسأل الله ان يبارك لنا فى رمضان وأن يعيننا ويجعلنا من الصالحين المصلحين كلمة اخيرة للدكتور سلمان العودة: انا اقول للاخت التى سألت كيف نستطيع الحفاظ على الامل فعلينا ان نجعل الامل فى قلوبنا مثل الشموع التى لا تنطفئ وانطفاء الشمعة معناه انطفاء الايمان " ولا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ".