أكد د.نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة لا ينفصلان أبداً كالروح مع الجسد ،وهذا ماجاء في القرآن الكريم في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"،وهذه المعاني لايمكن أن تتحقق للأمة الإسلامية إلا بالإخلاص في العبادة التي تعبدهم الله سبحانه وتعالى بها في قوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"،فهذه العبادة بمفهومها العام بطاعة الله في كل ما أمر واجتناب كل ما نهى ومفهومها سواء كان ذلك في أمور الدين أو في أمور الدنيا ،ومفهومها الخاص وهي ماتتعلق بأركان الإسلام الخمس التي تعبدنا الله بها وجعلها حقاً خالصاً لذاته سبحانه وتعالى لايشاركه فيها أحد من خلقه . وأضاف د.واصل خلال محاضرة له بعنوان "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" بملتقى الفكر الإسلامي أن كلمة التقوى وردت في القرآن الكريم أكثر من "250"مرة وكلها تتعلق بالمعاملات والعبادات وكل مايتعلق بشئون الحياة ،بمعنى أن التقوى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان ونشاطه المادي والمعنوي فيما يتعلق بتحقيق خلافته الشرعية التي أرادها الله عزوجل لهذا الإنسان في الأرض ،ولذلك حثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الأمة بالتقوى في كل شئون الحياة ،ومن هنا كانت التقوى في مجال العبادات هي التي تحقق لهذا الإنسان أن يكون عبداً خالصاً لله يصل من خلالها لأن يكون عبداً ربانياً،مشيراً إلى أن تفرق الأمة وتشتتها واختلافها ومايترتب من انفصام العلاقات الزوجية التي وصلت الأن حسب التقارير إلى 30% تقريباً بعد أن كانت لا تجاوز نصف في المائة في سنوات قليلة ماضية وسبب ذلك أن العبادات أصبحت ظاهرية لاروح وليست مرتبطة بالتقوى التي هي روح العبادة،فهذه التقوى هي المقصود الأساسي من العبادة وخاصة عبادة الصوم في شهر رمضان المبارك وأوضح أنه لو تم تطبيق الإسلام عقيدة وشريعة بشكل صحيح لانتهت كل المظاهر السلبية التي يلاحظها الناس في المرحلة الحالية من حياة المسلمين من احتكار وغلو في الأسعار والسفه في الإنفاق خاصة في شهر رمضان المبارك والذي تذكر الإحصائيات أن إنفاق المصريين فقط في شهر مضان على سبيل المثال يصل إلى "30"مليار جنيه فما بالنا بباقي المسلمين في كافة الأقطار العربية والإسلامية ،في الوقت الذي يجب أن تكون عبادة الصوم في الشهر الكريم محققه للهدف الأسمى وكما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "نحن لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لانشبع وما ملأ إبن أدم وعاءً قط شراً من بطنه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" فإذن أركان تحقيق التقوى التي هي منحة إلهية يمنحها للإنسان المؤمن تأتي بتحقيق أركان الإيمان وأركان الإسلام وأن يكون العمل فيهما خالصاً لوجه الله عزوجل ،حتى تكون التقوى "هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل"،ولذلك على أمة الإسلام التزود بالتقوى في شهر الإيمان والقرآن والتقوى