اعتبر القاضي في دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف الشيخ محمد الجيراني أمس أن عملية القتل الإرهابية التي ذهب ضحيتها شهداء من أهل بلدة الدالوة في الأحساء تهدف إلى تقطيع الوحدة الوطنية وتفجير الخلافات الطائفية في محافظة لطالما عرفت منذ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بالتعايش السلمي. وقال في تصريحات خاصة لصحيفة "الرياض": "إن ما حدث في الدالوة يعتبر عملا يدينه الدين الاسلامي، فالأحساء والمنطقة الشرقية منذ القدم ولازالت منطقة للتعايش السلمي بين جميع الطوائف الاسلامية والأهالي بكل شرائحهم يكنون الاحترام والتقدير لأي شخص حتى وإن كان مختلفا في معتقده عنهم"، مضيفا "لن يؤثر هذا الفعل الإجرامي الذي استهدف الأطفال والنساء في عمق العلاقة القائمة بين الطائفتين من السنة والشيعة". وتابع "يجب على افراد المجتمع الوقوف يداً بيد امام كل من يحاول ان يزعزع أمن واستقرار بلدنا الذي هو ملك للجميع". وأضاف "علينا ان نتخطى هذا الامر بأن نتوحد ضد من يستهدف الامن والاستقرار، وننبذ جميع أشكال التطرف وما يؤدي الى ذلك قولا وفعلا". ورصدت "الرياض" ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شدد مغردون في تويتر على أن الله سيرد كيد الاعداء في نحورهم، مؤكدين على أن ما حدث بالاحساء جريمة نكراء من مجموعة خارجة ومتجردة من الدين والانسانية، فيما ذهب آخرون إلى أن كثيراً من خطب الجمعة السنية والشيعية في المملكة تناولت الحدث، ما عكس ارتياحاً كبيراً عند الشباب على وجه التحديد، وبخاصة أن صوت الإدانة في تلك الخطب كان مرتفعا بالاستنكار والادانة لما حدث، والتشديد على اللحمة الوطنية، والبعد عن الطائفية، وأكد بعض المغردين على أهمية أن تحارب كل القنوات التي تثير الفتنة الطائفية سنية كانت أو شيعية، مشددين على أن الطائفية ضد الدين الإسلامي بصرف النظر عن متبنيها، كما أنها سلوك يمزق الأوطان. يشار إلى أن تشييع الشبان شهد حضوراً كثيفاً من السنة والشيعة الذين قدموا من خارج محافظة الأحساء، كما حضر المسؤولون التشييع الذي علت فيه كلمات تحث الجميع على التوحد ضد الإرهاب.