ذكر شاب سعودي أنه صدر بحقه منع من السفر بسبب قيامه بزيارة معبد يهودي في مصر. ولا يزال المنع سارياً بحقه، على رغم انقضاء عام كامل على الزيارة، وتواصله مع الجهات المعنية. ولفت إلى أنه قام «قبل عام وخلال زيارة اعتيادية كنت أقوم بها بشكل دوري إلى مصر، بقصد السياحة، وصادف ذلك قبل وقوع أحداث «30 يونيو»، التي تم إثرها عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وجلنا بين عدد من المعالم، وبعد ذلك قمنا بزيارة معبد يهودي يدعى «هشامايم». وهو يعني بالعربي «بوابة السماء»، والذي يقع وسط القاهرة. وطلبنا من القائمين على المعبد إن كان هناك إمكان لأخذ نسخ من التوراة باللغة العربية، إضافة إلى طرح بعض الأسئلة حول الديانة اليهودية بشكل عام». وبحسب "الحياة" اللندنية، أضاف الشاب - والذي تحتفظ الصحيفة باسمه- : «بعد العودة إلى المملكة بمدة، وتحديداً في رمضان قبل الماضي، كنت أنوي زيارة إحدى الدول الخليجية، إلا أنه تم إبلاغي في المنفذ السعودي بأنني ممنوع من السفر، وبعد مراجعة الجهات المعنية، تم إبلاغي بأن سبب المنع دخول المعبد اليهودي، وسألوني: «هل أنت يهودي؟ هل ترغب في زيارة إسرائيل؟»، ومجموعة من الأسئلة حول وضعي المادي والاجتماعي». وقال: «على رغم انتهاء التحقيقات؛ إلا أن منع السفر لا زال سارياً عليّ، وقمت بسبب ذلك باتخاذ مجموعة من الإجراءات النظامية التي لم تنته إلى الآن». وفي نفس السياق، أكدت سفارتان سعوديتان أن زيارة الأماكن الدينية الخاصة بغير المسلمين ليست ضمن قائمة «المحظورات» على السعوديين خلال رحلاتهم الخارجية، سواء لدول عربية أو أجنبية. فيما أوضح داعية في وزارة الشؤون الإسلامية أن «دخول الكنائس جائز على قول جمهور أهل العلم». إلا أن أستاذاً في أصول الفقه اعتبر دخولها «مكروهاً، والأولى الابتعاد عن زيارتها». قال السفير السعودي في البحرين عبدالله آل الشيخ، ل«الحياة»: «لا يوجد أمر أو قرار يقضي بمنع أو مساءلة السعوديين الذين يقومون بزيارة الكنائس». ولفتت إلى أن ذلك «أمر شخصي يعود لهم»، موضحاً أن الزيارات التي يقوم بها السعوديين إلى أماكن العبادة الخاصة بغير المسلمين «لا تتعدى كونها من باب السياحة والاطلاع والاستكشاف، وليس من أجل العبادة وغيرها». وأشار إلى أنه «ليس بإمكان السفارة التدخل والمطالبة بمنع تلك الزيارات، واقتصارها على غير السعوديين». فيما أوضحت السفارة السعودية في مصر أن «الأنظمة السعودية لا تمنع المواطنين من زيارة الكنائس أو غيرها من أماكن العبادة للديانات الأخرى». وإن كانت تحفظت على هذه الزيارات، ولكن من زاوية «عدم إثارة الشبهة»، وبخاصة في ظل التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة، وتورط شبان سعوديين في أعمال إرهابية خارجية. واعتبر الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية بدر العامر ل«الحياة»، دخول الكنائس «جائز»، مشيراً إلى أن «الصحابة وأمهات المؤمنين دخلوا الكنائس، ولم يمنعوا ذلك في العقود التي أبرموها مع أهل الذمة». إلا أن أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي، اعتبر دخول الكنائس «مكروهاً، وذلك لما يقع فيها من منكرات لا يستطيع المسلم تغييرها، ما يجعل المسلم في حال ضعف وقلة حيلة في نصرته دينه». وأكد أن هناك عدداً من السعوديين دخلوا المسيحية في إحدى الدول الأجنبية، وذلك بسبب ما أسماه «الفضول السياحي». وقال السعيدي ل«الحياة»: «إن في نيوزلندا لوحدها تم تنصير 12 سعودياً، وذلك بعد أن قادهم فضولهم السياحي لدخول الكنائس، ومحاولة معرفة ما فيها».