ألغت القاهرة أمس احتفالاً رسمياً بافتتاح معبد يهودي أثري بعد ترميمه، بسبب «ممارسات مستفزة» ليهود أثناء احتفالهم الأسبوع الماضي بترميم المعبد. وكان مقرراً تنظيم حفل رسمي أمس بعدما احتفلت الطائفة اليهودية الأحد الماضي بترميم المعبد في حضور سفراء دول أجنبية بينها الولاياتالمتحدة وسفراء إسرائيل السابقين في مصر وحاخامات. وقال نائب وزير الثقافة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس في بيان أمس إن الاحتفال بافتتاح معبد موسى بن ميمون ألغي في أعقاب «ما حدث خلال افتتاح الطائفة اليهودية للمعبد من ممارسات تعد استفزازاً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين في مصر وكل أنحاء العالم من رقص وتناول المشروبات الروحية داخل المعبد». وأشار إلى أن هذا جاء «فيما تتعرض المقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة لاعتداءات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود في المسجد الأقصى ومنع المصلين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وما قامت به إسرائيل من إعلان ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي، ما يشكل استفزازاً وإثارة لمشاعر المسلمين والمواطنين في مصر». ونفى حواس ما يتردد عن مشاركة الطائفة اليهودية وإسرائيل في الإنفاق على تمويل ترميم المعبد. وشدد على أن «أعمال الترميم تمت على نفقة الحكومة المصرية ومن دون أن تتلقى أي أموال من الخارج أو من شخصيات أجنبية أو يهودية»، كما نفى «ما رددته بعض الدوائر اليهودية الأميركية عن تحويل أحد المعابد اليهودية في مصر إلى متحف للآثار اليهودية وذلك لندرتها، وأن أي قطع أثرية تراها اللجان العلمية في المجلس جديرة بالعرض سيتم عرضها في المتاحف الإقليمية الجديدة الجاري انشاؤها في أنحاء البلاد كافة». وأوضح أن «مصر تهتم بكل الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الموجودة على أراضيها لأنه تراث لا تفرق بين انتمائه إلى أي ديانة كانت، إسلامية كانت أم قبطية أم يهودية، بما يدلل على أجواء التسامح الديني في مصر، في وقت تتعرض المقدسات الدينية الإسلامية في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى لمخاطر التدمير»، مشدداً على أن هذه المعابد «هي إرث أثري مصري بحت». وأكد أن المجلس الأعلى للآثار هو «الجهة الرسمية الوحيدة المشرفة على معبد موسى بن ميمون في القاهرة وستتولى الإشراف على عملية فتحه ودخول الزائرين ومراعاة اللوائح المنظمة لعملية الزيارة أسوة بما هو متبع في كل أماكن العبادة، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو أي أثر على أرض مصر». وموسى بن ميمون رجل دين يهودي ولد في الأندلس عام 1135 ونال شهرة واسعة في مجالات الطب والفلسفة والرياضيات. وهرب إلى مصر بعد اضطهاده في الأندلس، إذ ذاع صيته في بلاط صلاح الدين الأيوبي وكان من أهل الثقة في بطانته الحاكمة بعد أن أصبح طبيبه الخاص. وتوفي في مصر عام 1204. ويوجد في مصر 11 معبداً يهودياً يتم ترميم ستة منها الآن، فيما وضع المجلس خطة لترميم معبدين آخرين.