انتقد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، بشدة، الأصوات التي ركزت على انتقاد "الحج"، دون النظر إلى الإيجابيات الكبيرة التي رافقت الموسم، واصفا إياهم بأنهم "أهل هوى وغير منصفين ويتصيدون المثالب". ودعا آل الشيخ في تصريحات إلى "الوطن"، خلال استضافته لها في مكتبه أمس، عقب حفلة المعايدة التي أقامتها الرئاسة، المواطنين لأن يحتاطوا لدينهم قبل كل شيء من دعاة الفتنة، وأن يحصنوا أفكارهم عما يبديه هؤلاء من ممارسات متناقضة وخاطئة. ورغم تأكيد رئيس الهيئات بأن منتقدي الحج لا يشكلون إلا أفرادا قليلين جدا في مقابل السواد الأعظم لعموم المجتمع، إلا أنه نبه من خطورة صوتهم "المسموع"، من خلال تسابقهم على وسائل الإعلام وتواجدهم عبر العديد من المنابر لقنوات خاصة بهم. وأضاف آل الشيخ "هؤلاء، يجب أن نقول لهم قفوا وكفى تضليلا لأبناء الوطن لأنهم لن يتوقفوا إلا إذا وقع الفأس بالرأس.. وانتظمنا في سلك الدول التي سلبها الله نعمة الأمن والاستقرار.. هذه الفئة ليس لها هم سوى تصيد العثرات وتضخيم الأخطاء، إن وجدت". وبدا رئيس الهيئات واثقا من أن دعاة الفتنة ومن قاموا بانتقاد حج موسم هذا العام، يقومون بصنع الأخطاء للتأليب على الوطن لسلبه أمنه واستقراره ورخاءه. مضيفا بالقول "هؤلاء أجزم بأنهم يقومون بإنفاذ أجندة مسبقة الصنع خارج الوطن لإسقاط هذا الوطن". وشبه الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، من يحاولون إثارة القلاقل حول المملكة العربية السعودية ممن تلبسوا بلبوس أهل الخير وهم بعيدون عنهم، بالمخلوقات التي لا تعيش إلا بالمستنقعات الآسنة وتقتات من دماء البشر ومن أقواتهم وأمنهم واستقرارهم، ناصحا أبناء الوطن بأن يكونوا يدا واحدة للدفاع عن الدين المتمثل بالبقاء على هذا الوطن آمنا مستقرا تحت قيادة هذه البلاد. ورأى رئيس الهيئات أن من يحاولون تشويه الصورة، هم ممن تأصل في قلوبهم الحقد والضغينة وتشبعت أفكارهم في محاولة بالنيل من على هذه البلاد وأهلها، والذين يقبضون "ملاليم" من أعداء هذا الوطن للنيل منه، مشيرا إلى أن الكمال لله وحده، وأن الخطأ وارد في أي مكان وكل زمان، فما بالك بتجمع بشري يفوق تعداده المليونين ونصف المليون مسلم في مساحة جغرافية صغيرة جدا. ووجه آل الشيخ رسالة لمتصيدي المثالب، قائلا إن حج هذا العام على أعلى مستوى من خلال الانضباط والانسيابية ووفرة الخدمات الأمنية والغذائية والصحية والمواصلات والطرق، فهو أشبه ب"النزهة" وليس حجا. مستدركا بالقول "ولكن الذين تأصل في قلوبهم المرض والحقد غاضهم ذلك فأبوا إلا أن يصنعوا لأنفسهم موضوعا ليتشبثوا فيه للتشويش على من لم يحج.. أما من حجوا فهم شهود الله في أرضه.. وحتى يعينوا أعداء الوطن للنيل من أبنائه وأمنه واستقراره". أما عن الرسالة للمواطنين، فقال آل الشيخ "أقول لهم لا يضركم دعاة الفتنة، فهم لن يروق لهم شيئا أبدا.. هؤلاء يشوشون عليكم للقذف بأبنائكم في أفران الفتن لحرقهم وسلقهم، وهم وعائلاتهم في الروابي الخضر والمنتجعات العالمية سواحا ومبتعثين". وفيما سأل آل الشيخ الله أن يسلط على دعاة الفتنة يدا حاصدة تريح الإسلام والمسلمين منهم عاجلا غير آجل، شدد على أنه من الواجب العيني المتعين على طلبة العلم والعلماء أن يتصدوا لأمثال هؤلاء بالتحذير منهم ومن أفكارهم الخبيثة وأطروحاتهم المغرضة حتى نحصن أبناء هذا الوطن من الوقوع في ما لا يحمد بأسباب هؤلاء الأشرار، مؤكدا أنه ليس لهم في ذلك خيار، محذرا من مغبة التخاذل والتواكل دون القيام بما تبرأ به الذمة.