يلتقي وزراء 10 دول بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، غداً الخميس في جدة بعد يوم من إعلان الرئيس باراك أوباما استراتيجيته لشن ضربات على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، للتشاور في شأن تشكيل تحالف في المنطقة ضد التنظيم، بحسب تقرير "الحياة" اللندنية. ودعت السعودية دول الخليج إلى جانب الولاياتالمتحدةوالأردن ومصر وتركيا إلى حضور الاجتماع الاستثنائي الذي سيركز على مواجهة أعمال العنف التي يرتكبها «داعش». وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» أمس، بأن الاجتماع الإقليمي سيبحث في «موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته». وأعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس باراك أوباما سيوجه كلمة إلى الأميركيين في وقت متأخر اليوم يشرح فيها استراتيجيته لمواجهة «الدولة الإسلامية». وكان كيري أعلن ليل الاثنين أنه يسعى إلى بناء ائتلاف واسع يضم أكثر من أربعين بلداً ويستمر لسنوات من أجل القضاء على عناصر «داعش». وفي تصريحات قبل ساعات من مغادرته إلى الشرق الأوسط قال كيري إن الهدف هو تشكيل «أوسع ائتلاف ممكن من الشركاء عبر العالم من أجل التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وإضعافه وفي نهاية المطاف دحره». وشدد على أن «جميع الدول تقريباً لديها دور تلعبه من أجل القضاء على التهديد الذي يطرحه التنظيم والشر الذي يجسده». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أمس إن كيري بدأ زيارة إلى المنطقة تشمل الأردن والسعودية، مشيرة إلى أنه سيعقد «لقاءات ثنائية مع نظرائه في البلدين للبحث في القضايا الإقليمية، والوضع في العراق». ولفتت بساكي في بيان أصدرته أمس، إلى أن الوزير، سيجري مشاورات «مع الشركاء الرئيسيين، وحلفائنا تتناول كيفية مواصلة دعم أمن الحكومة العراقية واستقرارها، ومكافحة التهديد الذي يشكله «داعش»، ومواجهة التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط». وفي عمّان أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن أوضاع المنطقة تستدعي جهداً إقليمياً ودولياً لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرتها، وفق ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وقال البيان، إن الملك عبدالله أكد خلال استقباله وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أمس أن «التحديات والأوضاع الراهنة في المنطقة، تستدعي جهداً إقليمياً ودولياً مكثفاً للتعامل معها وإيجاد حلول جذرية لها بما يساهم في مكافحة ومحاصرة الحركات والتنظيمات الإرهابية ونزعات الغلو والتطرف الآخذة بالتوسع والتزايد، وصولاً إلى مستقبل أكثر أمناً واستقراراً لشعوب المنطقة». وفي دمشق انتقد الإعلام السوري الرسمي تشكيل تحالف إقليمي ضد «داعش واقترح في المقابل إقامة ائتلاف «سوري - إيراني - روسي»، علماً أن واشنطن استبعدت التنسيق مع سورية وإيران وروسيا في التحالف العسكري المرتقب. في غضون ذلك، أكد مسؤول أمني سعودي أن الحدود في المناطق الشمالية للمملكة مع العراق «مطمئنة جداً»، مشيراً إلى أن مشروع «الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأمن الحدود» الذي دشّنه خادم الحرمين الشريفين الجمعة الماضي جاء خطوة «استباقية قبل وجود هذه التنظيمات الإرهابية في المنطقة». وفيما أعلن تنظيم «داعش» أول من أمس، عبر صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمها لإصدار بياناته أنه بات على مقربة من مركز «عرعر السعودي»، قال المتحدث باسم حرس الحدود في السعودية اللواء محمد الغامدي: «إن رجال الأمن على استعداد لأي طارئ»، مضيفاً: «بالنسبة لحدودنا حالياً مع العراق وضعها مطمئن جداً، ولم نرصد أية ملاحظة من أي تنظيم إرهابي». وأكد اللواء الغامدي ل «الحياة» أمس أن مشروع أمن الحدود، جاء «خطوة استباقية من المملكة لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة حالياً، وأنه تم بدء العمل فيه عام 2009، وأن المشروع المماثل في المنطقة الجنوبية (الحدودية مع اليمن) وضعت له البنية التحتية، ويتم العمل حالياً على تنفيذه»، مضيفاً: «هذا المشروع تشرف عليه وزارة الداخلية». وأشار إلى أنه يأمل بأن يكتمل النجاح في منع التهريب عبر الحدود مع اليمن، «هذا الاستحكام الأمني ليس عادياً، وهو مزود أجهزة وتقنيات تعمل بمختلف الظروف الجوية وأثبتت فعاليتها، ووفرت كثيراً على الأجهزة الأمنية اقتصادياً (...)، الآن الدوريات أصبحت لا تتحرك إلا بأمر، ولم تعد جوالة على مدار الساعة كما كان في الأعوام الماضية، وهذا الأمر وفّر على أفرادنا كثيراً، إذ كانوا في السابق يتعرضون للحوادث المختلفة أثناء تمشيطهم المواقع، والآن حافظنا على ذلك، بأن العمل أصبح تقنياً، وهذا سيضع حداً أيضاً للاعتداءات على رجال الأمن، وسابقاً كنا نتتبع الأثر، والآن نكتشف الأثر في مراكزنا، وهذا من دون شك يضع حداً للاعتداءات على رجال الأمن». ولفت اللواء الغامدي إلى أن المشروع الجديد لأمن الحدود أصبح مرتبطاً بغرف عمليات وتحكم في العاصمة (الرياض)، مضيفاً: «هناك فِرق قيادة وسيطرة تراقب جميع ما يدور على الحدود في المملكة». وفي شأن تدعيم رجال حرس الحدود بسيارات مصفحة، قال الغامدي إن هذا المشروع دخل الخدمة أخيراً، لافتاً إلى أن المعدل اليومي للقبض يصل إلى 700 متسلل، وحوالى 80 كيلوغراماً من الحشيش.