الرياض: رفضت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ فتوى تجيز استخدام لصقة النيكوتين في نهار رمضان، وقالت اللجنة في بيان لها "إن اللصقات التي توضع على ذراع المدخن في نهار رمضان لمساعدته على ترك التدخين تبطل الصيام". وأضافت اللجنة، بحسب جريدة "الوطن" السعودية، أنه بسؤال الأطباء عن حقيقة هذه اللصقات أكدوا أنها تمد الجسم بالنيكوتين وتصل إلى الدم وهذا يبطل الصيام كما يبطله التدخين لأن المفعول واحد. ويذكر أن الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي الأستاذ الجامعي بأصول الفقه في جامعة الملك خالد في أبها، أجاز للمدخنين الصائمين استخدام لصقة "النيكوتين" في نهار رمضان، لرأيه أنه لا مانع من استخدامها كون هذه اللصقات تعمل على إرسال إشارات عبر مسام الجسم ولا تدخل جوف الصائم مع إقراره ابتداء بأن تركها أولى للصائم المدخن. ورأى الجرعي أن المادة المسماة بالنيكوتين لا تقوم مقام الطعام أو الشراب، ولم تؤخذ عن طريق ينفذ إلى الجوف بشكل مباشر رغم قول العلماء أنها من المفطرات ما دامت تدخل عبر مسامات الجلد. لكن الجرعي وهو من الفقهاء المتخصصين في القضايا الفقهية الطبية قال: "لا يظهر لي إنها مفطِّرة". ودافع الدكتور الجرعي عن فتواه التي ستثير جدلاً في الحالة الفقهية السعودية قائلاً :" هناك فارق بين النيكوتين الذي يؤخذ عن طريق الفم والأنف وما يؤخذ منه عن طريق اللصقات، فالأول يؤخذ تلذذاً وشهوة أما الثاني أي ما كان عن طريق اللصقات فإنه يؤخذ علاجاً، ولهذا لا تحصل به اللذة ذاتها التي تكون عن طريق الفم والأنف". مشيراً إلى أن هذه اللصقات أقرب إلى الحقن العلاجية التي يجوز للصائم استعمالها. وكان الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين " أحد أقطاب الفقه السعودي والإسلامي المعاصر"، قد أباح استخدام اللصقة بقوله: استعمال اللصقة "لا يكون مفطراً في رمضان، وله أن يستعملها، بل قد يجب أن يستعملها إذا كان هذا طريقاً إلى الكف عن استعمال الدخان، ولا بأس للإنسان أن يترك المحرم شيئاً فشيئاً ؛ لأن الله تعالى لما أراد تحريم الخمر لم يحرمه بتاتاً مرة واحدة، بل جعل ذلك درجات، فأباحه أولاً، ثم بين أن مضرته أكثر، ثم نهى عنه في وقت من الأوقات، ثم نهى عنه مطلقاً".