رفعت أزمة العمالة المنزلية في السعودية من معدلات سفر السعوديين إلى سريلانكا، وفقا لمسؤول بسفارة سريلانكابالرياض، فخلال نحو ثلاثة أعوام ونصف العام، بلغ مجموع المسافرين إليها 71 ألف سعودي، وهي الفترة ذاتها التي أوقف فيها استقدام العاملات الإندونيسيات، وذلك اعتقادا من السعوديين بإمكانية الجمع بين السياحة والحصول على خادمة بصفة مباشرة، وهو اعتقاد يتبدد بمراجعة السفارة السعودية هناك، بعد أن يتأكدوا من عدم إمكانية الاستقدام المباشر، ما يجعلهم عرضة لحيل سماسرة الاستقدام الوهمي، بحسب تقرير "مكة أون لاين". مدير مكتب سفير السعودية في سريلانكا عبدالعزيز العريني، أوضح ل»مكة» أن عدد السياح السعوديين لسريلانكا ما زال محدودا رغم تمتعها بطبيعة خلابة من جبال وشواطئ وبحيرات وأنهار، وأرجع ذلك إلى أسباب أهمها حداثة عهد سريلانكا بالاستقرار الذي لم تحققه إلا قبل خمس سنوات بعد حرب أهلية عاشتها، فضلا عن غلاء أسعار الفنادق والخدمات التي تفوق كلفة السياحة في ماليزيا، التي تستقطب سنويا أكثر من مئة ألف سائح سعودي. ولفت العريني إلى أن أزمة الاستقدام في السعودية زادت من تدفق السعوديين إلى سريلانكا اعتقادا منهم بإمكانية الجمع بين السياحة والحصول على خادمة بصفة مباشرة، قائلا: «هذا يعرضهم لخطر العروض الوهمية من سماسرة الاستقدام، ليفاجؤوا بعد عودتهم إلى السعودية بأن ما دفعوه لهم ضاع هباء، ويختفي السمسار ومعه يتبخر حلم استقدام خادمة، وتصعب بالتالي استعادة تلك الأموال التي تصل أحيانا إلى 15 ألف ريال». وأشار العريني إلى أن السفارة السعودية هناك ضاعفت من طاقمها من المحامين المتعاقد معهم إلى أربعة محامين صعودا من محام واحد في 2010، لمواجهة سيل الشكاوى المتعلقة بهذا الخصوص، وقضايا أخرى، حيث بلغ إجمالي الشكاوى التي تلقتها من رعاياها نحو 700 شكوى خلال 2013، وتمكنت السفارة من معالجة 75% منها وإعادة الحقوق لأصحابها. وأضاف أن عدم اعتراف كثير من الفنادق بالحجوزات الالكترونية يعد من العقبات التي تعترض السائح السعودي في سريلانكا، رغم تحصيل مواقع الحجز قيمة الإقامة هناك قبل السفر، إضافة إلى ما يتعرض له السائح من احتيال لدى استخدامه بطاقته البنكية في الشراء من المحلات، نتيجة سحب المبلغ المستحق أكثر من مرة، فضلا عن الإشكالات المرتبطة بأنشطة غير مرخصة هناك من فنادق ومواصلات وغيرها، ناصحا السائح السعودي القادم إلى سريلانكا بالحذر وعدم التعامل إلا مع من ينتمون لجهات رسمية. من جانبه، أوضح السكرتير الثاني في السفارة السريلانكية في الرياض (سير مانا) أن عدد السياح السعوديين إلى سريلانكا يتزايد سنويا، حيث بلغ مجموعهم منذ بداية 2011 وحتى نهاية يوليو من هذا العام 71 ألفا و347 سائحا، يمثلون ما نسبته 2% من إجمالي عدد السائحين الذين تستقبلهم سريلانكا والذين بلغ عددهم خلال الفترة نفسها 3.5 ملايين سائح. وبين أن عدد السياح السعوديين في 2011 بلغ 15 ألفا و81 سائحا، وارتفع في 2012 إلى 19 ألفا و423 سائحا، وفي 2013 سجل 23 ألفا و753، وبلغ عددهم في 2014 وحتى نهاية يوليو 13 ألفا و90 سائحا. ولفت إلى أن عدد العمال السريلانكيين في السعودية يصل إلى نحو نصف مليون عامل، تشكل العاملات المنزليات بينهم نحو 80 ألفا، مشيرا إلى أن السياحة في سريلانكا استفادت من الاستقرار الذي تلا الحرب الأهلية منذ 2009، وهي بصدد إنجاز عدد من المشاريع السياحية لتلبية هذه الزيادة المستمرة.