أكّدت تقارير صحيفة لبنانية أن الاشتباكات في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا تجددت الأربعاء على محور "رأس السرج" و"المهنية" و"عين عطا" و"وادي الرعيان" في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية تقديم مليار دولار للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وضعها رئيس الوزراء الأسبق، سعد الدين الحريري، بإطار مواجهة داعش وحماية المملكة نفسها. ووفقا لتقرير "CNN بالعربية"، كانت المواجهات قد اندلعت قبل أيام في البلدة السنية المتعاطفة مع الثورة السورية بعد توقيف القوى الأمنية اللبنانية لأحد قادة المجموعات المسلحة السورية الذي ردت مجموعته باختطاف عسكريين لبنانيين، وقد أعلن الحريري أن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قرر تقديم مليار دولار إلى الجيش اللبناني وقواه الأمنية "لتعزيز قدراتهما". وقال الحريري، في مؤتمر صحفي عقده بجدة، إن العاهل السعودي أبلغه بأنه "أمر بتقديم مساعدة للجيش اللبناني والأمن الوطني بمبلغ مليار دولار" ما يرفع إجمالي المبالغ المتعهد بها من السعودية للقوى العسكرية اللبنانية خلال الأشهر الماضية إلى أربعة مليارات دولار. وقال الحريري: "هذا الدعم يا اخوان مهم جداً وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، المرحلة التي يحارب الإرهاب داعش والإرهابيين الذين هجموا على مدينة عرسال وعلى الأراضي اللبنانية" وتحدث الحريري عن أجواء ما يجري بالقول: الذي حصل هو هجوم إرهابي على أفراد من الجيش بعد الامساك بأحد الإرهابيين الكبار والآن يتم التفاوض على اخراج العسكريين الذين يمسك بهم الارهابيون، وخروج المسلحين من مدينة عرسال ومن لبنان، وهذا التفاوض صعب خاصة أنه يتم التعامل مع اناس هم أصلاً إرهابيون." وشدد الحريري على أن الأجهزة الأمنية اللبنانية "محتاجة لهذا الدعم؛" لأنها مستهدفة بالإرهاب "من كل مكان" مضيفا: "خادم الحرمين الشريفين قبل عدة أيام حذر الأمة وحذر المجتمع الدولي من هذا الارهاب الذي يحدث في العالم الإسلامي والتكفير الذي بعضه يحدث في العراق وفي سوريا والآن في لبنان، والله يعلم ما هي المخططات لهذه المنطقة." وتابع الحريري بالقول: "رأيتم دعم المملكة لمصر ودعم المملكة للثوار السوريين ودعم المملكة اليوم للبنان، كل هذا يعني حماية لمن؟ حماية للإسلام، لهذا الدين الحنيف، حماية للاعتدال، وأيضاً حماية المملكة العربية السعودية من دخول التطرف لهذا البلد الآمن إن شاء الله.. هناك بعض المتعاطفين مع الذي يحصل في عرسال ويريدون أن ينتهي هذا الأمر بشكل سريع جداً، ولكن لا يمكن التفاوض مع الإرهاب لأن الإرهاب جاء ليقتلك ولم يأت ليتفاوض معك." يشار إلى أن بلدة عرسال كانت قد شهدت في الفترة الماضية الكثير من الأحداث الأمنية، على صلة بالتطورات في سوريا، وقد أدى ذلك إلى توتر في علاقاتها مع جوارها الذي يغلب عليه الطابع الشيعي المؤيد لحزب الله، الذي يقاتل علنا في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.