أكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري على أن "المعارضة (السورية)المعتدلة" يمكنها طرد مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). جاء ذلك خلال حوار مع رئيس الائتلاف السوري المعارض، احمد الجربا اليوم في مدينة جدة السعودية التي وصلها كيري في اطار جولته في المنطقة والرامية لحث قادة المنطقة على مواجهة خطر المسلحين الاسلاميين، بحسب تقرير "بي بي سي عربي" اليوم. والتقى كيري الجربا في مطار جدة، قبل أن يلتقي بالملك عبد الله في أحد قصوره بالمدينة. وكانت ادارة الرئيس باراك اوباما قد طلبت من الكونغرس في واشنطن ان يخصص مبلغ نصف مليار دولار لتدريب وتجهيز ما يطلق عليه الامريكيون "بالمعارضة السورية المعتدلة"، وذلك في اكبر خطوة يتخذونها الى الآن لمساندة القوى التي تقاتل من اجل اطاحة نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وانتقدت السعودية الولاياتالمتحدة انتقادا لاذعا لتراجعها عن دعم فكرة شن غارات جوية على نظام الاسد عقب الهجوم بالأسلحة الكيمياوية الذي استهدف احدى ضواحي العاصمة دمشق في العام الماضي. وقال كيري لأحمد الجربا إن "لدينا الكثير لنتحدث عنه بالنسبة للمعارضة المعتدلة في سوريا، التي لها القدرة على لعب دور مهم في الوقوف بوجه الدولة الاسلامية في العراق والشام". وألقى الجربا باللائمة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مشيرا إلى أن "سياسات نوري المالكي بعد ثماني سنوات في السلطة أوجدت انقساما كبيرا، والوضع الآن اصبح خطيرا جدا". وأضاف الجربا أن تنقل المسلحين بين سورياوالعراق عبر الحدود الضعيفة، خلق نوعا من الارتباك في كل المنطقة، وقال إن "الحرب على الإرهاب يجب أن تكون أقوى من قبل." وتتسم زيارة كيري بالأهمية، بعدما سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على عدة مدن وبلدات في العراق. وتأمل واشنطن في ان ينجح تشكيل حكومة عراقية جديدة ممثلة لكل طوائف المجتمع العراقي في تقويض الحركة المسلحة التي يقودها داعش، الذي نجح في الاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي العراقية في وقت سابق من الشهر الحالي. وكان كيري قد قال في بغداد الاثنين الماضي إنه تلقى تأكيدات من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن البرلمان العراقي الجديد سيلتئم قبل الموعد الدستوري النهائي في الاول من يوليو / تموز للبدء في عملية تشكيل حكومة جديدة. ويحاول كيري أن يحث المملكة العربية السعودية على استخدام نفوذها بين السنة لحثهم على المشاركة في الحكومة وضمان تمثيلها للجميع. وكان العاهل السعودي الملك عبد الله أمر باتخاذ "كل الاجراءات" لحماية المملكة من المسلحين الاسلاميين. وكان كيري قد اجتمع في باريس امس الخميس بنظرائه من السعودية والاردن ودولة الامارات، حيث اطلعهم على الخطط الامريكية بتوجيه ضربات جوية ل (داعش) حال تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وطالب كيري الحكومات الثلاث اتخاذ المزيد من الاجراءات الهادفة لوقف تدفق الاموال ل (داعش) من المتبرعين الشخصيين فيها.