قال مسؤولون أمريكيون إن المعلومات المخابراتية عن الهجوم الذي يشنه مسلحون في العراق أصبحت أكثر توفرا لكن استكمال الصورة التفصيلية عن هذا الخطر يحتاج أسابيع وإن أي ضربات جوية أمريكية لن تكون وشيكة، فيما اكدت واشنطن رفضها أي تدخل سوري في العراق، مشيرة الى ان إيران قد تلعب دورا بناءً. وبعد الاعلان الاسبوع الماضي عن ارسال 300 مستشار عسكري أمريكي الى بغداد وما سبق ذلك من تحرك حاملة طائرات وطراد ومدمرة الى الخليج تصاعدت التكهنات عن تحرك عسكري أمريكي وشيك ضد متشددي الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقال مسؤول لرويترز طلب عدم الكشف عن هويته "لم نصل الى هذا بعد". ويساهم في استكمال الصورة المخابراتية الامريكية معلومات توفرها طلعات يقوم بها ما يتراوح بين 30 و35 طائرة استطلاع وطائرة بلا طيار في طلعات يومية فوق العراق. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن عملية جمع المعلومات ستتعزز بعد ان تم فتح مكتب مشترك للعمليات العراقيةالامريكية في بغداد الاربعاء الماضي يعمل فيه نحو 90 فردا عسكريا. وقال المسؤولون إن جمع صورة تفصيلية عن حجم قوات الدولة الاسلامية في العراق والشام المنتشرة على الارض ونواياها ومخزوناتها من الاسلحة سيستغرق وقتا، وكانت هذه المخزونات قد تضخمت بشكل ملحوظ حين اقتحمت قواتها التي ترتدي زيا أسود ترسانات القوات الحكومية العراقية خلال الاسابيع القليلة الماضية. وقال مسؤول آخر طلب أيضا عدم الكشف عن هويته ان الطبيعة المجتزئة للمعلومات المخابراتية المتوفرة الان عن أنشطة الدولة الاسلامية في العراق والشام لا تستبعد بالضرورة توجيه ضربات جوية أمريكية محدودة اذا تم تحديد أهداف بعينها. وأحجم الرئيس الامريكي باراك أوباما عن التورط في الصراع الطائفي الدائر في العراق. وقال أوباما ان التركيز في هذه المرحلة هو الضغط على القيادة الشيعية في بغداد حتى تشكل حكومة جديدة تضم الأطراف السنية والكردية لتشكيل جبهة متحدة في مواجهة الدولة الاسلامية في العراق والشام. وأوضح أعضاء الكونجرس الذي يحتاج اي تدخل طويل او مكلف في العراق الى موافقتهم انهم لن يؤيدوا اي تحرك الا اذا شهدوا مؤشرات ملموسة على ان رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي يتحرك في اتجاه تشكيل حكومة متعددة الاطياف. وقال مسؤولون أمريكيون انه بالاضافة الى طائرات الاستطلاع الامريكية قد تكون هناك أيضا طائرات استطلاع سورية وايرانية تحلق فوق اراضي العراق. قال المسؤولون إن جمع صورة تفصيلية عن حجم قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام المنتشرة على الأرض ونواياها ومخزوناتها من الأسلحة سيستغرق وقتا، وكانت هذه المخزونات قد تضخمت بشكل ملحوظ حين اقتحمت قواتها التي ترتدي زيا أسود ترسانات القوات الحكومية العراقية خلال الأسابيع القليلة الماضية التدخل السوري وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، إن واشنطن ترفض تدخل سوريا في العراق، في حين رحبت بدور إيراني بناء لحل الأزمة العراقية، التي تفجرت بسيطرة مليشيات "داعش" على عدد من مدن وبلدات عراقية، فيما اشار استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الى ان أكثر من 70 % يعتقدون أن الحرب في العراق لم تستحق التضحيات المالية أو البشرية. وقالت هارف، تعليقا على نبأ قيام الطائرات السورية بقصف مواقع للمسلحين داخل العراق إن: "الوضع في مجال الأمن في العراق لا يمكن ولا يجب أن يُحل بواسطة النظام السوري عبر الضربات الجوية من طرفه، أو بواسطة مليشيات تمولهما وتدعمهما دول أخرى في هذه المنطقة". وأضافت: "نسعى لدعم الجيش العراقي ولدينا مجموعة هناك لمساعدة الوحدات الخاصة للقيام بذلك والبدء في استعادة الأراضي، لكن الوضع الميداني لا يزال خطرا للغاية". وأضافت هارف ان تدخل دمشق في الوضع العراقي: "لا يمكن ولا بأي حال أن يساعد في تحسن الوضع في مجال الأمن على الأراضي العراقية"، وتابعت "نظام الأسد لن يزيد سوى تأجيج العنف الطائفي". وبالمقابل، أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن ترى أن إيران على النقيض من سوريا "يمكنها أن تلعب دورا بناء" في استقرار الوضع في العراق اذا اتخذت طهران خطوات في اتجاه "تشكيل حكومة شاملة في العراق.. لم أقل بأنهم (الإيرانيين) قاموا بذلك.. بل يمكنهم". استطلاع ويشير استطلاع جديد إلى أن 51% من الأمريكيين يؤيدون إرسال مستشارين عسكريين لمساعدة العراق في مواجهة داعش و56% يؤيدون فكرة استخدام الولاياتالمتحدة لضربات الطائرات بلا طيار في نفس السياق، بينما أقل من 20 % يؤيدون إرسال قوات برية أمريكية إلى هناك. ورغم أن هذه الآراء بشكل عام تتطابق مع اتجاه الإدارة، فإن الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يشير إلى انخفاض نسبة الأمريكيين الذين يؤيدون سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه العراق إلى 38 %. وأثرت الأحداث الأخيرة على نظرة الأمريكيين تجاه الحرب فأكثر من 70 % يعتقدون أن الحرب في العراق لم تستحق التضحيات المالية أو البشرية، وهي أعلى نسبة معارضة لتلك الحرب. وتقول كارول دوريتي مؤسسة بيو للأبحاث إن "ما يقوله الأمريكيون انهم لا يحبون ما يحصل في العراق وهم يلومون الرئيس أوباما، رغم أنهم يعرفون أنه لا يستطيع أن يعالج الوضع، بل هم لا يريدونه أن يفعل أكثر". 50 % من الأمريكيين يؤكدون أنه لا مسؤولية لواشنطن في العراق. ويشير الاستطلاع إلى أن 20 % من الأمريكيين فقط يريدون المزيد من التدخل الأمريكي في الأزمة في العراق. ويقول كريس لاباتينا محلل سياسي: "الناخبون هنا معتادون على أن تكون الولاياتالمتحدة في مقدمة الدول، وأن تحصل على ما تريده، وهم لا يريدون أن يضحوا بهذا، ولكن عندما يأتي وقت اتخاذ قرارات بتدخل أكبر فهم يغيرون من رأيهم". اللافت هو أن غالبية الأمريكيين لا يعتقدون أن أي نوع من التدخل الأمريكي سيغير من الوضع في العراق. ويقول 42 % من الأمريكيين إن للولايات المتحدة مسؤولية تجاه العراق وترى نسبة أعلى، هي 50 %، ألا مسؤولية للولايات المتحدة. وترى نسبة أعلى من الأمريكيين أن الأحداث في العراق لن تزيد من الخطر الإرهابي على الولاياتالمتحدة، مقارنة مع عدد الأمريكيين الذين يعتقدون أن تقدم "داعش" سيزيد من خطر الإرهاب.