مع إصرارها على انتفاء وجود دوافع عنصرية أدت إلى مقتل المبتعثة السعودية ناهد المانع، (31 سنة)، في مدينة كولشستر (65 ميلا شمال شرقي لندن) ب16 طعنة أودت بحياتها - قال متحدث في شرطة أسيكس البريطانية ل«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن ستستخدم فرضية أنها قتلت بسبب ارتدائها الحجاب لاستخدام ذلك في التحقيقات؛ نتيجة لعدم تقدم شهود للإفادة بأقوالهم في القضية حتى هذه اللحظة، إلا أنه أكد أنه لا توجد معلومات أو اشتباه حول وجود دافع عنصري وراء ذلك، وكل ما يمكن أن يستخدم كفرضية سيستخدم من قبل الشرطة. وما تزال الشرطة تتحفظ على المشتبه فيه (52 سنة)، الذي سيطلق سراحه صباح اليوم بعد عدم ثبوت الاشتباه. وتطابقت أقوال المتحدث مع ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقدته الشرطة في الثالثة من عصر أمس بتوقيت لندن، والذي قالت فيه إنها قد تكون تعرضت للهجوم بسبب ارتدائها الحجاب، لكن هذه فرضية غير مؤكدة حتى الآن، رافضة الجزم بوجود دافع عنصري. وحذرت الشرطة في المؤتمر الصحافي السكان في تلك المقاطعة من السير منفردين في الأماكن المعزولة حتى لا يتعرضوا لأي مخاطر، وقال المحقق ريتشارد فيل براون، في المؤتمر الصحافي، إن جريمتي قتل عن طريق الطعن وقعتا بالمقاطعة في أقل من ثلاثة أشهر، لكن الدوافع لا تزال مجهولة حتى اللحظة. وطلب براون من سكان المقاطعة أخذ الحيطة والحذر في المدينة، وتحديدا في الأماكن المعزولة. وعن جريمة قتل الطالبة السعودية، قال المحقق في المؤتمر الصحافي إنها تعرضت للطعن في يديها وجسدها ورقبتها ورأسها. وقال متحدث في المكتب الصحافي لشرطة أسيكس البريطانية ل«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، إن شرطة المقاطعة لم تتلق أي إفادة من الشهود حتى هذه اللحظة، مبينا أن هناك تحذيرات لسكان تلك المنطقة بعدم السير في المناطق المعزولة على انفراد. وأضاف في حديث له، طالبا الإشارة إلى اسمه ب«المكتب الصحافي لشرطة أسيكس»، أن الشرطة ستستخدم فرضية أنها قتلت بسبب ارتدائها الحجاب، مبينا أن مواطنا بريطانيا تعرض لأكثر من 102 طعنة بجسده في نهاية مارس (آذار) الماضي. وكان موقع الشرطة على الإنترنت قد نشر لقطات فيديو للطالبة السعودية قبل وقوع الحادثة، وهي الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة الأمنية، كما نشرت صورة فوتوغرافية لحقيبة الفقيدة. وعقبت الشرطة على نشر مقطع الفيديو بأن بعض المارة كانوا يتسوقون أو يتجولون في المنطقة التي مرت بها الضحية، وطلبت الشرطة من السكان الذين كانوا موجودين بتلك المنطقة في ذلك الوقت أن يتقدموا للإدلاء بشهاداتهم حول القضية، مما قد يسهم في سرعة التحقيقات. وعلى موقع جامعة أسيكس، حيث كانت المانع تدرس اللغة الإنجليزية، نشر بيان يعبر عن صدمة الجامعة والطلاب بالحادثة، جاء فيه: «صدمة عظيمة وحزن عميق بعد سماعنا خبر مقتل الطالبة ناهد المانع، وهي طالبة أتت من السعودية لدراسة اللغة في الأكاديمية الدولية التابعة للجامعة وكانت ستنهي دراستها اللغة في أغسطس (آب) المقبل». وأضاف البيان أن منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وطلاب سيقفون مع عائلة ناهد وسيحاولون المساعدة في التحقيقات وكل ما يستطيعون تقديمه لعائلة الطالبة. كما نشرت الجامعة مجموعة من التعازي على موقعها الإلكتروني، تعاطفا وتضامنا مع الفقيدة، طبقا لصحيفة "الشرق الأوسط". وكانت شرطة المقاطعة قد حذرت بشدة السكان، مطالبة إياهم بالإبلاغ عن أي نشاط مشبوه في مقاطعة كولشستر وذلك منعا لتنامي الجريمة، مع تخوف قاطني تلك المقاطعة من ازدياد عدد الجرائم في الأماكن المعزولة.