كشفت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، عن بدء التشغيل التجريبي لقطار الركاب والبضائع الذي يربط العاصمة الرياض بمنفذ الحديثة على الحدود السعودية - الأردنية، وذلك في منتصف العام المقبل 2015، بحسب "الشرق الأوسط". ويعد قطار الركاب والبضائع الخط الثاني لمشروع قطار «سار»، ويمتد بطول 1418 كيلومترا، وسيخضع الخط الحديدي، بحسب «سار»، لفترة تشغيل تجريبي لمدة سنة كاملة، تختبر فيه الشركة الخط الحديدي والقطارات ونظام الإشارات والاتصالات في مختلف الظروف المناخية. كما ستحدد شركة «سار» خلال الربع الثالث من العام الحالي استشاري تشغيل القطارات «التعدين والبضائع والركاب»، حيث تجري في الفترة الراهنة فحصا للعروض المقدمة لها من ائتلافات تضم شركات أجنبية تتنافس على تشغيل قطارات الشركة، وبحسب شركة «سار» فإن التعاقد مع استشاري تشغيل سيمكن الشركة من نقل وتوطين التقنية والخبرات لتشغيل شبكة قطارات الشركة بمختلف مهامها. وسيشارك استشاري التشغيل شركة «سار» في إدارة تشغيل خطوط القطارات المملوكة للشركة وإدارة خدمات المحطات والصيانة لمدة خمس سنوات، وتهدف الشركة من توقيع العقد قبل التشغيل التجريبي إلى مشاركة الاستشاري في الاستعداد بشكل كامل وجدي لبدء تسيير الرحلات التجريبية على خط الركاب والبضائع. وبحسب الشركة، فقد اكتمل الخط الحديدي، إلا أن منظومة البنية التحتية للشروع ما زال العمل جار فيها من ناحية المحطات ونظام الإشارات والتحكم، حيث ما زالت تحتاج إلى بعض الوقت للانتهاء منها، فالمحطات ما زالت في طور الاكتمال على اختلاف مواقعها، بينما شارفت محطة المجمعة على الانتهاء، كما أن توريد القاطرات والعربات سيبدأ خلال الربع الأول من العام المقبل، لذلك سيخضع الخط الحديدي لتجربة قطارات الشركة التي سيجري تشغيلها لسببين، بحسب رأي المسؤولين في الشركة: الأول أن الشركة لا تمتلك في الفترة الراهنة قطارات بضائع أو ركاب لتسييرها على الخط الحديدي، والثاني رغبة الشركة في اختبار القطارات على أرض الواقع ومدى ملاءمتها للظروف المناخية في السعودية، في الوقت الذي تخضع الخط الحديدي ونظام الإشارات والتحكم وخدمة المحطات لفترة التشغيل التجريبي. وسيستمر التشغيل التجريبي من منتصف عام 2015 وحتى منتصف عام 2016، وستبدأ برحلات بين المحطات والمناطق حتى تصل الشركة إلى تسيير رحلات طويلة على الخط كاملا، بعد ذلك سيجري التدرج في استقبال الركاب والبضائع مع التقدم في الفترة التجريبية، يشار إلى أن «سار» تعاقدت مع شركات إسبانية لتصنيع قطارات الركاب. الجدير ذكره أن تكلفة مشروع قطار الركاب والبضائع التابع لقطار «سار» تصل إلى نحو عشرة مليارات ريال (2.66 مليار دولار)، وتنفذه الشركة بصفته واحدا من أبرز مشاريع الخطوط الحديدية في البلاد، وسيرتبط بالخط الحديدي الممتد بين مدينة الدمام والعاصمة الرياض. كما سيرتبط عبر منفذ الحديثة على الحدود السعودية - الأردنية، مستقبلا، بالسكك الحديدية الدولية، إضافة إلى ربط الخطوط الحديدية السعودية بمشروع قطار مجلس التعاون، بعد ترسية مشروعين من أبرز مشاريع الشركة في المنطقة الشرقية، وهما الخط الحديدي الرابط بين مدينتي الدماموالجبيل، والخط الحديدي الذي يربط مدينتي الجبيل ورأس الخير. والشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية السعودية، شركة وطنية متخصصة في تنفيذ وإدارة مشاريع السكك الحديدية، وتعمل على إنجاز مشاريع خطوط حديدية ضخمة بلغت تكاليفها نحو 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار)، بينما تخطط الشركة لتكامل مشاريع الخطوط الحديدية في السعودية وترابطها. كما تعمل الشركة على مشاريع سكك حديدية تبلغ أطوالها نحو 5000 كيلومتر، تشمل: خط قطارات التعدين، وخط قطارات الركاب، وربط مدينة رأس الخير التعدينية بمدينة الجبيل الصناعية وإنشاء شبكة داخلية فيها بين المصانع والموانئ، وربط مدينة الجبيل بمدينة الدمام، إضافة إلى العمل على مشروع الجسر البري الذي يربط العاصمة الرياض بمدينة جدة، لتكون شبكة من السكك الحديدية المترابطة التي تغطي شرق ووسط وشمال وغرب السعودية.