«سنعلن قرارنا خلال الأيام القليلة المقبلة» جملة اختُتم بها تعليق إدارة الهلال على مصير مدرب الفريق، الوطني سامي الجابر، فجر الإثنين الماضي، ومنذ ذلك التوقيت حتى الساعة تعاقد الهلال مع ثلاثة مدربين على الأقل، وجدد الثقة في مدربه الحالي خمس مرات أو ست، واستقال الجابر مثلها، قبل أن ينقل كل خبر على حدة ألف مصدر «تويتري» موثوق على حد وصفهم أنفسهم. ويقول تقرير "الحياة"، أن سامي الجابر الذي أشغل عشقه المدرج الأزرق لاعباً، وإدارياً، يعيش اليوم أكثر لحظات مسيرته الرياضية ضغطاً، ففي الوقت الذي يكشف فيه الهدوء والصمت اللذين يلوذ بهما عن رغبته الجادة في إكمال مشواره التدريبي، يصطف رجال الشرف في الهلال أو معظمهم على الأقل على قلب واحد بقرار يرفض بقاءه، وفي المقابل يخفت وفي شكل ملحوظ صوت الشرفيين المؤيدين لاستمراره. رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي الأمير بندر بن محمد الذي عارض، ومنذ الموسم الماضي، تولي الجابر المهمة التدريبية بحكم قلة خبرته، لم تتغير قناعته حتى اليوم، لكنه يجد نفسه في الخانة الأقوى بعد أن خسر الجابر أصوات كثير من مؤيديه، ليقف على ضفة المعارضة مع رئيس الشرفيين كل من الأمير نواف بن محمد والأمير نواف بن سعد وآخرون يشكلون في ما يبدو الغالبية. الضباب تكدس وللمرة الأولى بهذه الكثافة حول أسوار النادي الأزرق، الصورة المغيبة لحقيقة ما دار في الاجتماع الشرفي إضافة إلى ما تلاه من بيانات زادت الغضب الجماهيري، ولاسيما أن الفريق الذي تنتظره مشاركة مهمة في الأدوار النهائية من البطولة القارية مايزال حتى اليوم مجهول المدرب، بعد أن أمضى، للمرة الأولى منذ أعوام، موسماً مجرداً من أي لقب. لكن المشكلة الهلالية الأكبر اليوم تكمن في تحول وجهة الغضب الجماهيري من اللاعبين والإدارة والجهاز الفني إلى أعضاء الشرف في مشهد لم يعرفه البيت الأزرق المنطوي على مشكلاته من قبل، فالهلال الذي تبنى، على مدى أعوام من الإنجازات، سياسة تضمن عزل الإعلام والجماهير عن حقيقة أي خلاف شرفي، انفتح للمرة الأولى بابه أمام العالم أجمع. نار الغضب الهلالي وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي حطبها، فالإشاعات التي لم ينجح أحد في إيقافها، تبنت في كل مرة رأياً مختلفاً، وخصوصاً أن المصادر التي عرفت الجماهير صدقيتها على مدى مواسم طويلة، فقدت قيمتها بعد أن قدمت معلومات مغلوطة خلال الساعات ال72 الماضية، وفيما بات مؤكداً أن عدداً من شرفيي الهلال تحصلوا على اتفاق مبدئي مع أكثر من مدرب، جزم البعض بالحصول على التواقيع الرسمية، ما أثار غضب المؤيدين لبقاء سامي في منصبه. وفي المقابل تبنت مصادر أخرى أخباراً جزمت ببقاء المدرب الوطني في منصبه موسماً آخر، الإشاعة الثالثة والأقل حضوراً أشارت إلى تقدم الجابر باستقالته، بغية إنهاء الجدل القائم. الأكيد أن حرب المعلومات المغلوطة تركت مصير الهلال في الموسم المقبل مفتوحاً على ما خلفه الصيف من غضب، وأن أنصار الكيان الأزرق باتت مقسومة على نفسها، ما يعني أن بقاء الجابر في منصبه سيتركه عرضة للإقالة مع أول سقوط حتى لو كان ودياً، وفي المقابل سيدخل خليفة الجابر، إن تمت إقالته في الفترة الحالية، إلى البيت الأزرق محملاً بأعباء ما كانت لتكون لو عرفت الجماهير مصير المدرب باكراً.