تستهدف التهديدات الالكترونية الخارجية بدرجة ما الاقتصاد السعودي على وجه الخصوص، سواء على المستوى الخليجي أو العربي، لذا تعزز أمنها في هذا المجال بالتنسيق مع الدول الخليجية، والتي بدورها اتخذت خطوات عملية لحماية الفضاء المعلوماتي والبنى الحيوية الوطنية. "مكة أون لاين" أعدت التقرير التالي بخصوص هذا الموضوع: السعودية ---------- ومن الخطوات الفاعلة التي اتخذتها السعودية في هذا المجال، إنشاء المركز الوطني للأمن الالكتروني التابع لوزارة الداخلية، والذي يوضح مديره الدكتور صالح المطيري أن دوره يتلخص في التصدي للتهديدات الأمنية والتعاون بين جميع الأطراف المعنية وضمان الوعي المستمر إزاء مخاطرها، مما يعزز طرق ووسائل الحماية المتينة لاقتصاديات البلاد والأمن الوطني ضد التهديدات المتزايدة للقرصنة على مواقع الوزارات والمؤسسات الوطنية. مدير برنامج المركز المهندس عبدالرحمن المعيقل يرى أن الحاجة ملحة إلى مظلة وطنية فاعلة لحماية الأمن الالكتروني، خاصة بعد تضرر أرامكو من جراء ملف الكتروني فيروسي ضرب أكثر من 30 ألف جهاز حاسوب وتمت معالجة المشكلة في غضون أيام، وعلى الرغم من ذلك ما زالت وتيرة الاختراقات والهجمات العالية التعقيد والفنية تتزايد، خاصة أن بعض الجهات لا تعلم أنها مخترقة لأشهر عدة. وأشار إلى أن برنامج المركز يتمحور حول نقاط عدة، من أهمها حماية البنى الالكترونية التحتية في السعودية، التصدي الالكترونية التي قد تؤثر في اقتصادها، وبناء نظام لتبادل معلوماتي بين جميع الأطراف. الإمارات --------- على المستوي الخليجي خطت دولة الإمارات خطوة مماثلة للسعودية وأنشأت في 2012 الهيئة الوطنية للأمن الالكتروني، لمكافحة التهديدات الالكترونية، ولم يقتصر دورها على مراقبة الخط الأمامي في حرب الإمارات ضد الهجمات الالكترونية فقط، ولكن أيضا حماية شبكات الاتصالات في البلاد والاستمرار في تطوير وتعديل واستخدام الأجهزة المطلوبة في مجال الأمن الالكتروني، كما أنها مسؤولة عن تقديم اقتراحات وتنفيذ السياسة الوطنية للإمارات بشأن الأمن الالكتروني ووضع خطة وطنية لمواجهة أية مخاطر أو تهديدات أو هجمات، وهذا يتضمن التنسيق مع السلطات وقيادة العمليات عمليات لمكافحة الجرائم الالكترونية في البلاد. كما خصصت الإمارات أغلبية إنفاقها على الأمن الوطني على الأمن الالكتروني، ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل طريقة توزيع الميزانية لأن المجلس الأعلى للأمن الوطني في الإمارات لا يفصح عن مثل هذه المعلومات للعامة. نائب القائد العام لشرطة أبو ظبي اللواء الركن عبيد الكتبي يقول أن الاستثمارات التي تقوم بها الإمارات في مجال الأمن تعكس باستمرار سعينا للتغلب على التحديات وتحقيق الأمن والسلامة لمجتمعنا وزوارنا، مؤكدا أن الأمن الوطني هو أولوية قصوى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في ضوء التنمية الاجتماعية والاقتصادية والنمو التي تشهدها البلاد. البحرين ------- مدير عام تقنية المعلومات بالجهاز المركزي للمعلومات في البحرين الشيخ سلمان آل خليفة يفصح عن مشروع خطة وطنية لاستراتيجية الأمن الالكتروني، ويؤكد أن الجهاز المركزي للمعلومات متمثلا في فريق أمن المعلومات لا يدخر جهدا في صد هذه الهجمات وحماية الأنظمة والمواقع الالكترونية الحكومية وشبكة المعلومات الحكومية حيث حرص الجهاز على وضع الأنظمة والسياسات والإجراءات الأمنية اللازمة والحديثة لرفع مستوى حماية المعلومات في شبكة المعلومات الحكومية ومنع محاولات الاختراق التي تستهدف الأنظمة والمواقع الالكترونية الحكومية، وأن فريق أمن المعلومات يعمل على التصدي لأي حالة اختراق قد تشن على المواقع الالكترونية الحكومية. عمان ----- تبذل سلطنة عمان جهودا في اتجاهات عدة لتحقيق الأمن الالكتروني من بينها ضخ استثمارات كبيرة في القطاع لتطور قدراتها مع المستثمرين الأجانب، ولتجعل من نفسها مركزا للأمن الالكتروني وتكون قادرة على تصدير معرفتها. كما كانت سباقة في إصدار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات منذ 2008 والذي يهدف إلى وضع سياسة وطنية للمعلومات وتقنيتها بحيث يمكن للسلطنة الاستفادة الكاملة من الفرص الهائلة التي تتيحها وتجنب المخاطر المصاحب لها، والسعي لبناء مجتمع رقمي وتوفير خدمات الحكومة الالكترونية للقطاعات كافة بالسلطنة بدءا بالمواطن ووصولا إلى قطاع الأعمال من أجل تسهيل المعاملات واختصار الجهد والوقت عبر الوسائط الالكترونية التي أتاحتها التقنيات الحديثة. الكويت --------- يؤكد مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات عبداللطيف السريع أن أهمية أمن المعلومات وما يصاحبها من تطورات تكنولوجية في هذا المجال مبينا أن التطور التكنولوجي لنظم الحاسبات والشبكات والمعلومات رافقته ظواهر سلبية جديدة تحت اسم الجرائم الالكترونية أو السيبرانية. واضاف أن أساليب الجرائم الالكترونية تشهد تطورا ملحوظا ينطوي على مخاطر جسيمة تمس الأفراد والدول مشيرا إلى أن تلك الجرائم أفرزت تحديات واضحة للقوانين التي وضعت لمكافحتها. وأوضح أن تقنية المعلومات والاتصالات تشهد نموا كبيرا سواء على المستوى الأفقي المتمثل بزيادة أعداد مستخدمي الوسائط الالكترونية والأجهزة المرتبطة بشبكة الانترنت أو على المستوى الرأسي المتمثل بزيادة أعداد التطبيقات التجارية وغير التجارية والخدمات الحكومية الالكترونية. وأشار إلى أن هناك علاقة طردية بين زيادة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وزيادة معدل الجريمة الالكترونية مؤكدا أهمية المؤتمر في رفع مستوى الوعي لأمن المعلومات وذلك لجميع المتعاملين في هذا المجال من مقدمي الخدمات والمستفيدين منها. إنذار ------ ويرى مدير الأبحاث في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري تيودور كاراسيك أن الهجمات الالكترونية على شركة أرامكو السعودية، ورأس غاز القطرية خلال العامين الماضيين تظهر لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي أن الأمن الالكتروني هو الحل، وأن هذا الأمن أصبح يمثل نفس أهمية المعدات العسكرية.