" الانطباع الأول يدوم " جملة نكررها دائما ، ونسمعها من الكثير ، تحمل في طياتها العديد ، لذا يجب أن نقف معها ونشرح تفاصيلها من الجهة الأخرى ، فكثيرا ما نفسرها ظاهريا بالشعور النفسي الذي انتابني تجاه من قابلت أو أنتاب من قابلني تجاهي ، لكن هذه المرة سنغوص في الأعماق لتفسير المعايير أو العناصر الرئيسية التي يبني عليها الغير ، انطباعهم عنا ، انطلاقا من قاعد ال 12 ، والتي ساهمت كثيراً من تنمية اتيكيت الأعمال ، لدى رجال الأعمال ، وكبار الشخصيات ، وذلك بحسب تقرير سابق نشرته مجلة "الرجل"، وفيما يلي التفاصيل: أول عنصر لهذه القاعدة هو أول 12 كلمة أتلفظ بها أمام الآخرين في المقابلة أو اللقاء الأول ، فكلمات المقدمة المبنية على تحضير مسبق ، وترتيب متناسق ، تعكس صورة ايجابية ، تبهر من يجلس أمامك أو يقابلك ، وتصور له قيمتك الثقافية والاجتماعية ،وثقتك بنفسك . فذات يوم وقف رجل جميل المنظر والهندام أمام سقراط يتبختر ويتباهى بلباسه ، ويفاخر بمنظره ، فقال له سقراط : تكلم ، حتى أراك ! ( أختر كلماتك فهي شخصيتك ). كما أن هناك أول 12 نظرة ، فعدم ارتكاز العين يدل على الشخصية الحذرة ، الفضولية ، الغير آمنة ، أما النظرات المواجهة للأمام وإلى عيني محدثك ، تدل على ثقتك واطمئنانك لذاتك ولمضيفك أيضا . وكذلك أول 12 حركة : فحركاتي الأولى تشرح سلوكي وأسلوبي حيث يبدأ الآخرين بالتعرف على صفاتي ، ومن أكون ، وبذلك يبدأ عندهم رسم الصورة الذهنية الأولى في تحليل الشخصية التي أمامهم ونمطها السلوكي هل هو حسي أم سمعي أم بصري ، بالإضافة الى السمات العقلية في التفكير وتناول الأمور . وتبقى قاعدة ال12 معلقة في اللقاء أو المقابلة الأولى حتى الختام لتوثق الصورة الأولى بآخر 12 كلمة تتفوه بها قبل مغادرتك ، فبعد أن أبهرت الآخرين في المقدمة ، يفتر اللقاء أو يسوده الهدوء نوعاً ما أحياناً ، ويأتي الختام بتلخيص وشكر موجز ، يجدد نبض اللقاء، فيجعل الطرف الآخر ، يبدي جل بهجته واعجابه بلقائك فعليك عزيزي الرجل أن تراعي هذه الأمور في جميع مقابلاتك مع الآخرين ، فهي المعايير والمؤشرات التي يبني من خلالها الآخرين عليك أحكامهم ، ويصورون في أذهانهم شخصيتك ، وما تراه من شخصيات صامتة في بعض الاجتماعات الخاصة بالأعمال ، ماهي إلا شخصيات تحليلية لذلك السلوك وتلك الألفاظ التي تنتج عن ضيفهم ، فهم يأخذون الصورة الأولى من قاعدة ال12 ، ويحكمون عليك بعد 30 ثانية ، ليقروا أحكامهم بعد أول 4 دقائق ، تقضيها معهم ، فكن حريصاً على تنميته ومراعاتها ، قبل أن يتصيدها الآخرون. خبير الاتيكيت والبروتوكول الدولي