أمضت أميرة الصائغ تسعة أعوام في تعليم وتدريب فن «الإتيكيت»، حيث أنشأت مركزا متخصصا يهتم بالأطفال والفتيات في الفئة العمرية (من 3 إلى 20 عاما)؛ ليكون صاحب الريادة في تعليم فن سلوكياته الراقية. عملت الصائغ على غرس المبادئ والقيم الأخلاقية بطرق حديثة ومشوقة، تعتمد على الأسلوب الروائي والصور المرئية والتطبيق العملي لمعظم القواعد وربطها بالقيم الإسلامية. وتؤمن بأن تعود السلوك الحميد منذ الصغر يصبح عادة تمارس تلقائيا في الكبر. وكان لها في هذا المجال العديد من المقابلات والمشاركات الإذاعية والتلفزيونية والصحافية، وتحرير صفحة في مجلة «فواصل» تهتم بكل ما يتعلق بفن الإتيكيت والسلوكيات الراقية الخاصة بالمرأة والرجل والطفل. ويمثل مؤلفها «أطفالنا والإتيكيت» الكتاب الأول من نوعه، الذي يتوجه إلى الطفل بأسلوب غير مباشر في التوجيه، باستخدام ضمير الأنا أثناء شرح القواعد ليكون أقرب إلى قلبه وعقله، فيشعر أن التوجيه صادر من ذاته وليس مفروضا عليه، إضافة لكتابيها «فتياتنا والإتيكيت» و«شبابنا والإتيكيت». ترى الصايغ أن تعليم السلوكيات الحسنة في مراحل العمر المبكرة له الأثر الكبير في ترسيخ قواعدها الأساسية، فإذا تعود الطفل منذ بداية تعلمه على كيفية استخدام كلمات التهذيب، وبعض القواعد الخاصة بالآداب في التعامل، ستصبح تلك السلوكيات عادات حسنة يمارسها تلقائيا حتى في الكبر. أما عن اهتمامها بتعليم الإتيكيت لفئة الشباب، فيعود ذلك إلى رغبة العديد من الفتيات بتعلم معظم قواعد السلوك الراقي والاجتهاد في تطبيقها رغم صعوبة ذلك. وأشارت الصائغ إلى أن فكرة تعلم «الإتيكيت»، خاصة في السنوات الأولى، لم تكن مقبولة من بعض أولياء الأمور بسبب الفهم الخاطئ الذي كان سائدا عن الإتيكيت، باعتباره كماليات ويهتم فقط بآخر صيحات الموضة في اللبس والزينة وطريقة المشي والجلوس، ولكن تقول الصائغ: «تمكنت إلى حد ما من تصحيح هذا المفهوم، وأصبح هناك وعي بأهمية اتباع السلوكيات الحسنة في الحياة الاجتماعية، فازداد الإقبال على تعلم السلوكيات الحسنة من جميع الفئات العمرية». وأضافت: في بداية الأمر وتحديدا في عام 2002 عندما افتتحت النادي الصيفي للأطفال والفتيات، كان اختياري لتعليم الإتيكيت كبرنامج مكمل لمجموعة من الأنشطة ضمن برنامج النادي، رغبة مني في تقديم فكرة جديدة ومميزة تختلف عن الأندية الأخرى المنافسة، فاخترت في ذلك الوقت تعليم فن الإتيكيت مع ربط بعض قواعده بالآداب الإسلامية، لكن ما جذبني فعلا للتخصص في هذا المجال هو إعادة التذكير بقيمنا ومفاهيمنا وأخلاقيات ديننا الحنيف، فمعظم قواعد الإتيكيت الذي يعتبره الكثير مفهوما جديدا هي في الأساس أخلاقيات وقواعد إسلامية مذكورة في القرآن والسنة قبل 1400 عام، ما زادني إصرارا على نشر ثقافة هذا الفن، والتوضيح أن الإتيكيت قد يكون كلمة أجنبية ذات مفهوم حديث، ولكن جميع مرادفاتها باللغة العربية تندرج تحت كلمتين مهمتين، وهما «مكارم الأخلاق»، التي بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإتمامها، وهاتان الكلمتان تختصران كل معاني الآداب الإسلامية، وتتوجان مبدأ احترام الذات قبل احترام الآخرين. واعتمدت الصائغ على منهج خاص بها في تعليم هذا الفن بأسلوب يرتكز على استخدام الخيال في تصور الأحداث والأماكن والأداء التمثيلي لبعض السلوكيات والتطبيق العملي لمعظم القواعد والآداب، وإبراز المواقف الحية من خلال الصور المعبرة والرسوم التوضيحية والقصص المسلية، ثم تدرجت في الممارسة حتى دعمتها أكاديميا بالحصول على شهادة اختصاصية ومدربة.