يخلف مهدي جمعة، وزير الصناعة التونسي السابق، علي العريض القيادي البارز في حركة "النهضة" الإسلامية الذي قدم استقالته إلى الرئيس الموقت محمد المنصف المرزوقي، تطبيقاً لاتفاق للخروج من أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر في تونس. جاء ذلك بحسب التقرير التالي لصحيفة "الحياة": كان جمعة اختير في منتصف الشهر الماضي، بعد مفاوضات ماراتونية، رئيساً جديداً للوزراء بعد نيله 9 أصوات مقابل صوتين لجلول عياد. وجمعة من مواليد 21 نيسان (أبريل) 1962 في منطقة المهدية، حاصل على شهادة الهندسة وعلى شهادة الدراسات المعمقة في الميكانيك والنمذجة. وهو متخصص أيضاً في مجال التكوين على تطوير المؤهلات العلمية في الأعمال والتدريب في مخطط الأعمال والاستراتيجية والتسويق. تولى جمعة بين العامين 1990 و2003 إدارة مكتب الدراسات في مجال الطيران والسكك الحديدية والصناعة، وخلال سنتي 2003 و2004 عمل مديراً فنياً بشركة ''بوليسترا وفيبراشوك'' وبين 2004 و2009 عيّن مديراً فنياً بشركة ''هوتشينسون''. واختير وزيراً للصناعة في حكومة علي العريض التي تسلمت المهام رسمياً يوم 13 مارس (آذار) 2013 عقب أدائها اليمين الدستورية وتزكيتها من المجلس الوطني التأسيسي. ولم ينشط جمعة في العمل السياسي في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطاحته انتفاضة شعبية في كانون الثاني (يناير) 2011. ومنذ تعيينه وزيراً للصناعة، لم يدل جمعة بأية تصريحات سياسية، ولم يكن طرفاً في الخلافات التي تشرذم الطبقة السياسية، مكتفياً بالحديث عن مجال اختصاصه في تصريحاته العلنية. وفي أجواء الاضطراب الاجتماعي في البلاد، سعى جمعة لدى الشركات وأصحاب القرار الاوروبيين للحصول على استثمارات جديدة من أجل المساعدة على إعادة بناء الاقتصاد التونسي، بينما تبقى نسبة البطالة التي كانت من اسباب انتفاضة 2011، مرتفعة. كما عبر رئيس الوزراء المكلّف عن تأييده لإصلاحات لا تلقى شعبية في تونس وتتعلق خصوصاً بزيادة اسعار المحروقات في 2014 وهو إجراء برر بالنفقات الكبيرة التي تدفعها الدولة لدعم المواد، بحسب السلطات وعدد من المنظمات بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. إلاّ أن جمعة لا يملك اي خبرة في مجال الامن وهو موضوع أساسي منذ الثورة بسبب انتعاش جماعات اسلامية مسلحة مسؤولة عن عدد كبير من الهجمات، كما تقول السلطات. غير أنه حظي بدعم خاص من حركة "النهضة"، ويصنّف اليوم ضمن المستقلين على رغم انّ قوى المعارضة تؤكد قربه من حزب "النهضة".