قال الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، أنه يصح اعتبار البئر الارتوازية التي سقطت فيها الطفلة لمى الروقي قبل نحو 14 يوماً قبراً لها، وذلك بعد التأكد من وفاتها، وعدم القدرة على إخراجها. جاء ذلك بحسب تقرير نشرته "الاقتصادية" اليوم السبت. وأضاف الشيخ المنيع أنه يجوز لأهلها استقبال العزاء في وفاة ابنتهم وإن لم يتم استخراجها من البئر، وأن يدعى لها بما يدعى للطفل الميت، مثل أن يقال: "الله يجعلها فرضا لوالديها ويجعلها شفيعة لوالديها"، مشيراً إلى أن سقوطها في البئر قضاء وقدر. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ل"الاقتصادية" أن اهتمام الدولة باستخراج جثتها وبذل الجهود الكبيرة، واستنفار جميع قطاعات الدولة وإمكاناتها بما في ذلك الاستعانة بشركة أرامكو ومعدات الحفر، يدل على استشعار منها بالمواطن ومعزته على الدولة، واصفاً ذلك باجتهاد مبارك يدل على شعور عال بالوطنية وقيمة المواطن وأنه عزيز. وأشارت "الاقتصادية" الى أن ذلك يأتي في الوقت الذي ما زالت فيه فرق الدفاع المدني حتى إعداد هذا الخبر تواصل البحث لانتشال جثة الطفلة لمى الروقي من البئر الارتوازية التي سقطت بداخلها على طريق حقل تبوك قبل نحو 14 يوماً. وقالت "الاقتصادية" أن العقيد ممدوح العنزي الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في تبوك، أكد أنهم يعملون على شفط الرمال، تمهيداً لنزول الحفار القادم من شركة أرامكو من المنطقة الشرقية خلال الساعات المقبلة. وحول توقعاته عن وقت استخراج الجثة، قال العقيد العنزي إنه يتمنى في أسرع وقت، وإنه من الصعب تحديد وقت معين، مشيرا إلى أنهم يعملون بشكل متواصل لاستخراجها، وإلى وجود نحو 91 آلية موجودة في الموقع خاصة بالحفر وشفط الرمال، وأنه شارك في عمليات الحفر والإنقاذ 200 رجل من أفراد الدفاع المدني وعدد من الجهات الحكومية والشركات الخاصة والمتطوعين. وأشار الناطق الإعلامي إلى أنه لم يتوقف العمل منذ تلقيهم البلاغ، وأنهم أمضوا نحو 340 ساعة عمل، منوهاً بأنهم عملوا على رصد وتوثيق مسيرة العمل بفيلم مرئي منذ ساعة البلاغ حتى يوم 12 من سقوط الطفلة "لمى"، وأن طبيعة البئر وعمقها ووجود الصخور هو ما أخر استخراج جثة الطفلة لمى، نافياً أن يكون ضعف إمكانات رجال الدفاع المدني السبب في التأخير، ومبيناً أن أفراد الدفاع المدني العاملين على استخراج الطفلة على مستوى عال من التدريب. وكما ذكرت "الاقتصادية" أنه وحول انتشار صور لعمالة آسيوية بجوار البئر بلباس الدفاع المدني، قال الناطق الإعلامي لمدني تبوك إن مديرية الدفاع المدني فتحوا باب التطوع للجميع، ومن ضمن المتطوعين والمشاركين شركات خاصة مجمل العاملين لديهم في هذا المجال من جنسيات آسيوية، وإن النظام لا يخول لهم المشاركة في الأعمال التطوعية معهم إلا بعد ارتدائهم اللباس الوقائي، وهو نظام عالمي معمول به. وتابعت الصحيفة، أن لمى ، ذات الستة أعوام، كانت قد سقطت في بئر مكشوفة، يصل عمقها 114 مترا، وغير محاطة بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتمكن الدفاع المدني خلال الأيام الماضية من العثور على دمية الطفلة في البئر، دون أن يتمكن من العثور على الطفلة نفسها، وسط رواج شائعات واتهامات وانتقادات أنهم وصلوا لجثة الطفلة ولكنها انزلقت منهم، وهو الأمر الذي نفاه الدفاع المدني. وتعاطف المواطنون والمقيمون مع قصة الطفلة "لمى"، حيث حقق وسم الطفلة "الروقي" أكثر الهاشتاقات نشاطاً، منذ سقوطها في البئر، حيث عبر المغردون عن دعائهم لذوي الطفلة، وأن يجعلها شفيعة لهم. وتعكف المديرية العامة للدفاع المدني، ومن خلال اللجان المشكلة لرصد الآبار العشوائية والمهجورة، إلى استدعاء أصحاب الآبار الخطرة وغير الملتزمة بتعليمات السلامة، وأخذ تعهد عليهم للقيام بتسويرها أو ردمها مباشرة، وتحويل غير المتجاوبين لإمارات المناطق.