نشرت شبكة "الجزيرة.com" تحقيقا أعده أحمد يعقوب جاء نصه: دخلت الشبكة العنكبوتية وفضاؤها الرحب بقوة على خط المعركة بين النظام السوري ومعارضيه، فقتال الميدان لم يعد كافيا على ما يبدو لحسم المعركة بين الطرفين، الأمر الذي دفع المعركة من الحدود الجغرافية إلى فضاء يتقاتل فيه قراصنة يريدون دعم الثورة وآخرون يحاولون إخمادها. والقرصنة الإلكترونية هي محاولة الحصول على معلومات أو بيانات بشكل غير مصرح به يخالف القوانين، وغالبا ما يكون دافع أي قرصان إلكتروني هو تحدي دفاعات نظام ما والولوج إليه للحصول على بيانات معينة كي يستخدمها بعد ذلك بهدف إلحاق الضرر بصاحبها أو الجهة المالكة لها أو ابتزازهما مقابل مبالغ مالية. ويقول مدير القسم التقني والدعم الفني في شبكة شام ياسر العطار إن القراصنة الإلكترونيين في الثورة السورية ينقسمون إلى فئتين: فئة مع الثورة وأخرى ضدها. وقراصنة الثورة الإلكترونيون هدفهم غالبا -حسب العطار- اختراق المواقع الإلكترونية التابعة للنظام واختراق صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما التابعة للنظام، إضافة إلى حسابات مديري تلك الصفحات وبريدهم الإلكتروني من أجل الحصول على معلومات تفيد الثورة. خطر إلكتروني -------------- من جانبه يرى مدير فرع شركة مابلن للإلكترونيات في لندن علاء الدين قطرميز أن زيادة عدد القراصنة الإلكترونيين في الثورة السورية أمر طبيعي، وهذا يرجع لطموح الشباب وشغفهم بتعلم خفايا وأسرار المنظومة الإلكترونية. ويحذر قطرميز من خطر الجيش السوري الإلكتروني بالقول إنه عبارة عن مجموعات من الهواة الموالين لنظام بشار الأسد، ولكن النظام اكتشف أهمية هذه المجموعات في معركته الإعلامية والاستخباراتية وحتى الميدانية، فأرسل معظمهم إلى الخارج ليتدربوا على عملية القرصنة الاحترافية، واشترى أجهزة متطورة من دول موالية له وأيضا من دول مجموعة "أصدقاء سوريا" مثل بريطانيا وألمانيا. وعن الخبرات التي يمتلكها هذا الجيش، يقول قطرميز إن معظم القراصنة الذين يعملون مع الجيش الإلكتروني اليوم هم من بلدان أجنبية مثل إيران وروسيا وغيرها، ويقدّر عددهم بنحو 11 ألفا، بينهم نحو ألف يتقاضون أجورا من النظام وهؤلاء هم الأخطر، لأنهم محترفون ومدربون بشكل جيد. ويعتمد القرصان الإلكتروني على جهل مستخدمي الإنترنت بأمور أمن المعلومات وذلك قبل أن يقوم بمحاولة اختراق النظم الإلكترونية، حسب الخبير بشبكات وأمن المعلومات المهندس أنس. يذكر أن القراصنة المؤيدين والمعارضين للنظام أعلنوا اختراقهم لعشرات المواقع الحكومية للدول الداعمة للثورة والنظام على حد سواء، ووضعوا صورا مؤيدة لهذا الطرف أو ذاك ونشروا رسائل سياسية على صفحات المواقع المخترقة.