قالت هيومن رايتس ووتش إن ثمة "مستويات مروعة" من العنف الجنسي ضد المرأة بميدان التحرير وسط القاهرة، حيث يتجمع أنصار المعارضة المصرية. يأتي ذلك وسط اتهامات لتزايد الاعتداءات على من يوحي من مظهرهم بأنهم إسلاميون مؤيدون للرئيس محمد مرسي. وحسب المنظمة، اعتدت "حشود غوغائية" على 91 سيدة على الأقل خلال الأيام الأربعة الماضية واغتصبت بعضهن جماعيا، في الثلاثين من الشهر المنصرم. وأفادت مجموعة "قوة ضد التحرش" بأن العديد من السيدات احتجن إلى علاج طبي، بينما اضطرت إحداهن للجراحة بعد اغتصابها بآلة حادة، بحسب أحد أفراد المجموعة. وأشارت المنظمة إلى أن كل ذلك جرى بعيدا عن أعين الشرطة التي غابت عن ميدان التحرير في ذلك اليوم. وأشارت المجموعة إلى أنها تلقت 17 بلاغا بوقوع حالات تحرش جماعي ببنات في عمر السابعة، وسيدات مع أولادهن، وجدات. من جانبها، أوصت حركة "بصمة" الاثنين المتظاهرات بتجنب الشوارع والأماكن المظلمة المحيطة بميدان التحرير، "تجنبًا للتحرشات وللاعتداءات الجنسية الجماعية". أما مجموعة "صوت المرأة المصرية" لحماية حقوق النساء فقد صرحت بأن "التحرير أصبح الموقع المفضل للاعتداءات الجنسية الجماعية ضد السيدات". في سياق متصل قالت رايتس ووتش إن الأزمة السياسية في مصر تبرز الحاجة إلى المحاسبة وحاجة السلطات إلى اتخاذ كل الخطوات المعقولة لحماية الحق في الحياة، وذلك بعد مقتل العشرات في المظاهرات التي تعم مصر والتي يعارض بعضها الرئيس محمد مرسي ويؤيده بعضها. ولامت المنظمة الشرطة وغيرها من قوات الأمن لأنها أخفقت في نشر قوات كافية في المواقع الحيوية "رغم توقع العنف على نطاق واسع". وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إنه يتعين على كل الأطراف اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان تجنب أنصارهم للعنف واستخدام القوة المميتة. وحسب المنظمة فقد ظهرت تقارير عديدة عن "اعتداءات جنسية، وهجمات على أناس يوحي مظهرهم بالانتماء إلى الإسلاميين". وحسب المنظمة فإن أجهزة الأمن "تتحمل مسؤولية حماية المصريين وغيرهم من الاعتداءات العنيفة، بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية، بما في ذلك داخل وخارج مقرات الأحزاب السياسية"، مشيرة في هذا الصدد إلى هجمات متكررة على مقرات الإخوان المسلمين. ونقلت المنظمة عن شهود عيان القول إن مجموعتين من المتظاهرين في الإسكندرية ضربت مؤيدي الإخوان المعزولين، وذكروا أنه لم يكن للشرطة وجود في محيط الواقعة. وأشارت المنظمة إلى شريط فيديو يظهر "اعتداءات غوغائية" على الأفراد تظهر تعرض أحد مؤيدي مرسي للتجريد من ملابسه وهو يرقد على الأرض بينما كان ينزف دما.