الدمام – حاتم سالم الإخوان: مَنْ يتهموننا يتعاملون معنا بمبدأ «رمتني بدائها وانسلَّت» اتهم حقوقيون مصريون مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين بالتورط في عمليات التحرش الجماعي التي وقعت في ميدان التحرير خلال تظاهرات المعارضة طوال الأسابيع الماضية وبلغت ذروتها في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بتسجيل نحو ثلاثين حالة تحرش واغتصاب جماعي، لكن الإخوان يرفضون بالمطلق هذا الاتهام. ووصفت عضو المجلس القومي للمرأة في مصر، الدكتورة نهاد أبو القمصان، ما يقع من تحرشات متكررة في التحرير ب «أعمال عدائية منظمة ضد مدنيين بشكل ممنهج، وهو ما يجعلها جريمة ضد الإنسانية»، وحمّلت الرئيس محمد مرسي وحكومته المسؤولية عن وقوعها. وقالت أبو القمصان، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، إن السلطة مسؤولة عن التحرش بالمتظاهرات «إما مسؤولية بالفعل، عبر دفع ميليشيات تمارس التحرش الجنسي لتشويه المعارضة والثورة ولإرهاب الأسرة المصرية وإثنائها عن التظاهر ضد الرئاسة، أو مسؤولية بالامتناع عن حماية المحتجات والتقاعس عن تأمينهن». وتتساءل أبو القمصان عن سبب عدم وقوع تحرشات خلال التظاهرات التي ينظمها الإسلاميون، وتضيف «لا نرى ذلك إلا حينما تنجح المعارضة في حشد أعداد ضخمة من الجماهير في الميادين للاعتراض على سياسات الإخوان»، معتبرةً أن «أجساد السيدات في مصر تحولت إلى أداة لقمع المجتمع». وفي السياق نفسه، اعتبر الناشط الحقوقي البارز حافظ أبو سعدة «أن تحرشات التحرير عملية منظمة ومقصودة ضد المتظاهرات»، غير أنه رفض الجزم بمسؤولية الإخوان عن الدفع بالمتحرشين إلى الميدان، قائلاً «الثابت أن التحرش بات ممنهجاً، وحديث الضحايا يؤكد ذلك، لكني لا أستطيع الجزم بأن الإخوان وراء ذلك، وإن كان هناك علامات استفهام واضحة». ويعتقد أبو سعدة، بحسب تصريحه ل «الشرق»، أن أجهزة الشرطة مسؤولة عن تأمين التحرير وحماية المتظاهرات، مضيفاً «لو أبدى الأمن حياده تجاه الفصائل السياسية سيسمح له المتظاهرون بالوجود في مداخل الميدان لمنع التحرش والعناصر الخطرة». ومؤخراً، شكل ناشطون مجموعات لحماية احتجاجات المعارضة، ولقيت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً من المحتجين لكن هذا لم يوقف عمليات التحرش، ولوحظ خلال الأسابيع الأخيرة انخفاض نسبة العنصر النسائي في التظاهرات، وتتحدث المعارضة تلميحاً عن «خطة غير معلنة لتشويه الميدان بواسطة التحرش لصرف المصريين عنه». في المقابل، يحذر المتحدث باسم جماعة الإخوان، الدكتور أحمد عارف، من «استغلال وقائع التحرش الجماعي سياسياً»، مشددا على عدم مشاركة عناصر الجماعة أو القوى القريبة منها في الاعتداء على الفتيات. ويرى عارف، في حديثه ل «الشرق»، أن من يطلقون هذه الاتهامات على الجماعة يتعاملون معها بمبدأ «رمتني بدائها وانسلَّت»، متابعاً بقوله «لا أرى أن التحرش مرتبط بالتحرير كمكان، الأزمة اجتماعية وبعيدة عن التفاعلات السياسية، ولن نلقي المسؤولية على المعارضة حتى لا ننزلق إلى معركة غير أخلاقية، ولا ننسى أن مصر من أقل دول العالم في معدلات التحرش». ويعتقد عارف أن علاج التحرش يكمن في تهيئة المجتمع لمواجهة الظاهرة عبر «إصلاح التعليم ووسائل الإعلام» و»التهيئة النفسية للشباب» و»الالتزام بالمرجعية الإسلامية كوسيلة لتعزيز القيم لدى المواطن». وقال المتحدث باسم الإخوان «لا نريد اعطاء الموضوع أكبر من حجمه»، ولدى سؤاله عمَّا يقصده أوضح «أقصد أنه لا داعي لتوظيف التحرش سياسياً». بدوره، يُرجع حزب النور السلفي وقوع عنف ضد المرأة في التحرير إلى «ضياع هيبة الميدان»، ويقول المتحدث باسم الحزب، البرلماني السابق الدكتور أحمد خليل، إن «عدم وجود هدف واضح للنزول إلى التحرير أضاع هيبة الميدان». وينتقد خليل، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، اهتمام أحزاب المعارضة والإعلام بواقعة سحل مواطن أمام قصر الرئاسة أكثر من اهتمامها بالاعتداء على الفتيات، معتبراً أن الأمر يعكس «التوظيف السياسي للأحداث في مصر».