دعت دول مجلس التعاون الخليجي، مجلس الأمن الدولي، إلى الانعقاد بصفة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص، ومنع ارتكاب مجازر وحشية ضد أهالي المدينة وريفها. ويتواصل هجوم القوات النظامية على حمص لليوم الثالث على التوالي. دعا مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين (1 يوليو/تموز) إلى الاجتماع بصورة عاجلة "لفك الحصار عن حمص" ومنع ارتكاب "النظام وحلفائه مجازر وحشية" بحق سكان المدينة التي تتعرض لهجوم يشنه الجيش السوري. وأضاف بيان للأمانة العامة أن دول المجلس "تتابع بقلق بالغ (...) الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيدا لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني". وتتعرض حمص التي يطلق عليها المعارضون للنظام السوري تسمية "عاصمة الثورة" لهجوم منذ السبت الماضي. وأوضح البيان ان دول مجلس التعاون "تدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية" ضد سكانها. واتهم البيان "النظام السوري بعمليات تطهير عرقي وطائفي، كما حدث مؤخرا في ريف حمص" في إشارة الى معارك القصير مطلع الشهر الماضي. وردا على الحملة العسكرية، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السبت الدول الداعمة له الى فرض منطقة حظر جوي وتوجيه "ضربات عسكرية مدروسة" ضد النظام. واستعاد النظام منذ نحو سنة السيطرة على غالبية أحياء مدينة حمص، ثالث اكبر مدن البلاد، لكنه يحاول منذ ذلك الوقت استعادة معاقل للمقاتلين المعارضين في وسطها. بدوره ناشد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه الأسبوعي الاثنين برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز المجتمع الدولي "التحرك السريع لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه أمام الجرائم النكراء التي ترتكب بحقه". وجدد مطالبة المملكة "البدء الفوري بتنفيذ الاتحاد الأوروبي قراره رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، وصدور قرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري الفاقد للشرعية بالسلاح". وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل طالب بذلك خلال الاجتماع السنوي بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في المنامة أمس الأحد. القوات الحكومية تواصل هجومها على حمص ويتواصل هجوم القوات النظامية على الأحياء المحاصرة في مدينة حمص في وسط سوريا لليوم الثالث على التوالي، وذلك غداة دعوة خليجية أوروبية إلى إيجاد تسوية سياسية سريعة للنزاع المدمر المستمر منذ اكثر من سنتين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "القصف العنيف يتواصل على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المجموعات المقاتلة في حمص"، وأبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، مؤكدا ان "القوات النظامية لم تحقق اي تقدم على الأرض، ولم تتمكن من استعادة أي منطقة جديدة". وتشهد أطراف هذه الأحياء اشتباكات عنيفة. من جانبها دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم الاثنين تركيا والعراق والأردن إلى التوقف عن اعادة لاجئين الى سوريا، مشيرة إلى ان هذه الدول أغلقت العديد من المعابر بينها وبين سوريا. وقالت المنظمة في بيان ان "حرس الحدود العراقي والأردني والتركي يمنع عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحاولون الفرار من سوريا" من دخول أراضي هذه الدول الثلاث، مشيرة الى "إغلاق العديد من المعابر الحدودية تماما، او السماح لأعداد محدودة فقط من السوريين بالعبور". وتشير أرقام الأممالمتحدة إلى ان أكثر من 7,1 مليون شخص فروا من سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011, ولجأت غالبيتهم العظمى إلى تركيا والعراق والأردن ولبنان. وقالت المنظمة ان لبنان هو البلد الوحيد الذي "يتبع سياسة الحدود المفتوحة مع السوريين الفارين من النزاع". ويستضيف لبنان أكثر من 568 ألف لاجئ سوري، حسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.