اعتبر المحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا إن ما تشهده تركيا من مظاهرات بدأت في اسطنبول وانتقلت إلى عدة مدن هو انفجار غضب متراكم منذ أكثر من عقد جراء الهزائم المتتالية التي تلقتها القوى العلمانية المتسلطة واحدة تلو الأخرى أمام أردوغان وحزبه، سواء على الصعيد السياسي أو في قضايا محاولة الانقلاب على الحكومة المنتخبة، مع انضمام غضب المنزعجين من المصالحة مع حزب العمال الكردستاني وغضب الموالين للنظام السوري وحلفائه، بل وغضب كل من لديه حساب مع حكومة أردوغان – بحسب قوله- ولم يستبعد الكاتب والمحلل التركي أن يكون للنظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين يد في تحريك هذه الاحتجاجات؟ في ظل إصرار تركيا على موقفها الداعم للثورة السورية، لكنه استدرك قائلا: الأمر له أبعاد عدة اختلط فيها الحابل بالنابل، وعلى الحكومة دراسة الأحداث بعناية لاستخلاص الدروس والعبر وسد الثغرات وعدم تكرار ارتكاب الأخطاء نفسها. وأشار ياشا إلى أن ركوب مجموعات يسارية متطرفة وأحزاب سياسية الموجة حوَّل المظاهرات من مظاهرات من أجل الحفاظ على البيئة والطبيعة إلى مظاهرات سياسية ومحاولة التآمر ضد الحكومة المنتخبة، جعل كثير من الكتاب والمثقفين الأتراك يسحبون تأييدهم من الظاهرات التي انحرفت تماما من هدفها وشددوا على أنهم لن يكونوا جزءا للمؤامرة، وهكذا بقي أنصار تلك المجموعات المتطرفة وحدهم في الساحة. وعن انتقال المظاهرات من إسطنبول إلى مدن أخرى مثل العاصمة أنقرة وإزمير وغيرها تشير إلى محاولة تأليب الشارع التركي ضد الحكومة، رأى الكاتب التركي أن هذه الخطة بعيدة عن النجاح في ظل وعي الشعب وقوة الحكومة، لأن القوى العلمانية سبق أن جربت هذه الخطة حين جمعت بدعم جنرالات الجيش عشرات الآلاف من المعارضين للحكومة في ميادين إسطنبولوأنقرة وإزمير في مظاهرات تسمى “مظاهرات الجمهورية" ولكنها فشلت فشلا ذريعا. مضيفا: حكومة أردوغان اليوم أقوى، كما إن الشعب التركي يدرك جيدا ما يختبئ وراء تلك المظاهرات. وشدد إسماعيل ياشا على أن المظاهرات التي تشهدها تركيا لن تتحول إلى “ثورة ضد النظام"، مضيف: لا تستولي الانتفاضة المزعومة إلا على عقول الموالين للنظام السوري وحلفائه وعقول الذين يتمنون سقوط “النموذج التركي" الناجح. تجدر الإشارة إلى أن ياشا كاتب تركي يكتب بالعربية عن الشأن التركي في عدد من الدوريات والصحف والمواقع الإلكترونية وله العديد من الدراسات وعشرات المقالات المنشورة في الشأن التركي منذ عام 1998م عقب تخرجه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.