لا أرغب في مسمى وكلمة مدير عام الأندية الأدبية بل قد يكون الأقرب الأمين العام أو السكرتير ودوري يقتصر على ما وجه به معالي الوزير هو أن نكون حلقة وصل بين متطلبات الأندية والوزارة . بهذه الكلمات استفتح الأستاذ حسين بافقيه حديثه في ثلوثية الدكتور محمد المشوح بالرياض بحضور نخبة كبرى من أساتذة الجامعات ورؤساء الأندية الأدبية والمثقفين في أول ظهور مباشر له منذ تعيينه . وقال الأستاذ حسين في تعليقه على لائحة الانتخابات أنه لم يدخل في الجمعية العمومية في نادي جدة لأن له تحفظاً على اللائحة وأن دخوله إقرار بالموافقة الضمنية عليها والتي يرى أنها من أسباب الفشل وهو يريد نقدها لكنه يحترمها . وقال مدير عام الأندية الأدبية أن الأندية اليوم هي أضعف بنية في الوزارة وهي مشهد هزيل في المشهد الثقافي السعودي لكنه استدرك بأن لها دوراً بارزاً قدمته خلال السنوات الثلاثين الماضية . إلا أنه أكد مرة أخرى قائلاً أن الأندية الأدبية تمثل حقبة زمنية مضت وآن الأوان لتقديم شكل ثقافي جديد . وتحدث بافقيه عن نجاح تجربة نادي الرياض الأدبي التي وصفها بالمتميزة والتي تصلح أن تكون أنموذجاً . وقال أيضاً سأعمل بكتاب مفتوح وكتاب محبة مع الأدباء ولن أسمح لنفسي بالتدخل في أي فعالية في أي نادي فهم يستمدون أي رؤساء الأندية شرعيتهم من الجمعية العمومية وهم منتخبون وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم في الخطأ والصواب . وقال أيضاً أن الأندية الأدبية اندس إليها من ليس من أهل الأدب والثقافة مؤكداً بأنه لن يسمح لأحد أن يشرع أمور الثقافة وهو ليس من أهلها وقال أنه يعمل على مبدأين أحدهما الأدباء والمثقفون أدرى بأمور أنفسهم وثقافتهم . وجوابه عن كل نشاط أو فعالية افعل ولا حرج في ظل الأطر المعروفة لدى الجميع ولا حاجة لاستئذان أو موافقة . وقال بافقيه أنني أقول بصراحة أن هناك فجوة كبرى بين الأندية الأدبية والشباب مؤكداً مقولة أنه إذا ابتعد الشباب عن الأندية الأدبية ماتت . وقال أيضاً أن الدعم المادي للأندية شيء مخجل ولا يتفق مطلقاً مع طموحات المثقفين واستعرض تجارب بعض الدول في دعم الثقافة والمؤسسات الثقافية . كما قدم بافقيه التجربة التي قام بها قبل أيام حين تم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في أحد المقاهي بجدة بحضور خمسين شاباً وقال إنها تجربة كانت رائعة حداً وأن الوجوه التي شاهدها من الشباب المثقف لم يشاهدها مطلقاً في فعاليات نادي جدة متسائلاً عن السبب في ذلك . وأشاد بتفاعل الشباب خصوصاً مع المحاضرة التي ألقاها الدكتور سعيد السريحي والحوار الثقافي معهم . وحظيت الأمسية بمداخلة من الدكتور منصور الحازمي الذي أشاد بالأستاذ حسين حين كان طالباً بدرجة الماجستير سنة 1424ه في عنوان رسالته الواقع الاجتماعي وأثره على النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية . وقال منذ تلك اللحظة علمت أن حسين منحاز تماماً للمجتمع و همومه . كما حظيت الأمسية بمداخلات من الأستاذ حمد القاضي والأستاذ حمد الصغير والدكتور عبدالله الحيدري رئيس نادي الرياض الأدبي والدكتور محمد خير البقاعي والدكتور حسين المناصرة وصالح المسلم وخالد اليوسف ومحمد الشقحاء وحسين علي حسين ونائب رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون لشؤون الإذاعة الأستاذ إبراهيم الصقعوب وأدارها الأستاذ سعد النفيسة . وفي نهاية الأمسية قدم الدكتور محمد المشوح درع الثلوثية وتناول الجميع طعام العشاء .