قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة إن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية سيغير وجه اللعبة في هذا البلد . أن نظام الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته لأنه "ذبح شعبه "، مشددا على ضرورة تسريع الحل السياسي الحيوي في سورية . وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي مشترك عقده في العاصمة عمّان مع الملك الاردني عبدالله الثاني بعد أن أجريا جلسة مباحثات ثنائية استغرقت أكثر من ساعة ، وأعقبها جلسة مباحثات موسعة إن " استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية سيغير وجه اللعبة في هذا البلد ، وسنستمر في استخدام أساليبنا ونفوذنا لوقف نزيف الدم في سوريا ، وهو ما نفعله حاليا " . تابع أن " ( بشار ) الأسد ذبح شعبه ، ولذلك لا بد أن يترك الحكم ، لقد فقد شرعيته " . وأضاف أوباما " لا نريد استبدال الإستبداد في سوريا بنوع آخر من الإستبداد ، نريد استبدال هذا الإستبداد بنوع جديد من الحرية " . وشدد على ضرورة تسريع الحل السياسي الحيوي في سورية وإعادة بناء المؤسسات السورية من جديد ، وتجنيب الإنقسام الطائفي في هذا البلد " .وأضاف أن " الأوضاع في سوريا لن يتم إصلاحها بسرعة " . من جهته ، قال الملك عبدالله الثاني أن بلاده " تشعر بأسى كبير إزاء العنف الذي تشهده سوريا ، ونشعر بالقلق إزاء بسبب النزاع المذهبي ، وإذا استمر ذلك فسوف يكون له تداعيات كبيرة ونتائج وخيمة في المنطقة " . وطالب الجميع ب " التحرك للوصول إلى مرحلة انتقالية في هذا النزاع " . وشدد على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الإنسانية وذلك لمواجهة التحديات على ضوء هذه الأزمة " . ورأى الملك عبدالله الثاني أن " الفرصة لا تزال متاحة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين " ، موضحا إننا " نعمل الآن على تسهيل عودة الطرفين لإستئناف مفاوضات السلام " . من جهته ، أكد أوباما أن " الفرصة متاحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإحلال السلام بينهما ، وضرورة استكشاف آلية للطرفين للتفكير بأساليب جديدة " . وحول الملف النووي الإيراني قال أوباما " لا زلت أؤمن بأن الدبلوماسية هي الوسيلة الأفضل لمنع إمتلاك طهران للسلاح النووي " . واعتبر أوباما الملك الأردني " قوة من أجل السلام ، واصفا الأردن ب " البلد الصديق والعزيز والحليف القوي " . وأعلن أن إدارته ستعمل مع الكونغرس الأميركي لتقديم 200 مليون دولاؤ للأردن لدعم موازنته العامة ومساعدة اللاجئين السوريين . وقال مصدر سياسي أردني رفيع ليونايتد برس إنترناشونال إن "أوباما استمع لتقييمات دقيقة من الملك عبدالله الثاني حول الأزمة السورية والملف الفلسطيني ". وأشار المصدر إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيعود إلى المنطقة لتقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين المتوقفة منذ نهاية عام 2008 " . وتنأى الولاياتالمتحدة الأميركية بنفسها عن الأزمة السورية ، بينما يشدد الأردن على ضرورة حسم هذه الأزمة سريعا ، مع حفاظه على شعرة معاوية مع دمشق . وجرى للرئيس الأمريكي باراك أوباما استقبال رسمي حافل في القصور الملكية الكائنة في منطقة دابوق غرب العاصمة عمّان ، كان في مقدمة مستقبليه الملك عبدالله الثاني ونجله وولي عهده الأمير الحسين ابن عبدالله. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ، وصل في وقت سابق الجمعة، إلى العاصمة الأردنية عمّان المحطة الثالثة والأخيرة من جولته في المنطقة التي شملت إسرائيل و الأراضي الفلسطينية. وقال مصدر رسمي أردني أن أوباما سيجري خلال زيارته التي تستغرق يومين ، "مباحثات مع الملك عبد الله الثاني تتناول في المقام الأول الأوضاع المتصاعدة في سورية ، إضافة إلى الملفين الإيراني والفلسطيني وعدد من القضايا الإقليمية والعلاقات بين البلدين" . وأشار إلى أن زيارة أوباما للعاصمة الأردنية " ينتظر أن تعزز الشراكة التجارية الإستثمارية والإقتصادية بين البلدين" . وأوضح المصدر أن الملك الأردني سيؤكد لأوباما "الحاجة الملحة لإحياء المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل" . يشار الى ان الولاياتالمتحدة قدمت ما يزيد على 60 مليون دولار مساعدات للاجئين السوريين في الأردن من خلال وكالات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية، من أصل 385 كحزمة إقليمية. كما قدمت للحكومة الأردنية التي يعتمد اقتصادها على المساعدات الخارجية ، 100 مليون دولار كدعم مباشر للميزانية التي تواجه تحديات اقتصادية كبيرة. وينتظر أن يزور أوباما مدينة البتراء التاريخية الأثرية (225 كيلو مترا جنوب البلاد ) السبت .