"تكامل" تواصل ريادتها في قطاع التكنولوجيا بمشاركة في مؤتمر ليب التقني 2025    واشنطن: العجز التجاري يرتفع.. والواردات لمستوى قياسي    الجامعة العربية تؤكد أن الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلَّين يشكلان معًا إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية    قطر: منشغلون بالمرحلة الثانية من هدنة غزة.. ومصر: موقف ثابت حيال القضية الفلسطينية    أمير الرياض يتوج الفائزين في مهرجان خادم الحرمين للهجن في نسخته الثانية    التنافس يشتعل على «هداف الدوري»    "مكتبة المؤسس" والهيئة الملكية لمحافظة العلا توقعان مذكرة تفاهم    طلاب وطالبات جامعة الملك سعود يُتوجون ببطولة الجامعات التنشيطية للبادل    سعود بن مشعل يدشّن 179 مشروعًا تعليميًا في جدة ومكة    دار وإعمار: «سرايا الفرسان 2» يحقق مبيعات بقيمة 450 مليون ريال خلال ثلاثة أشهر من إطلاقه    موسم الرياض يرعى حفل الزواج الجماعي ل 300 عريس    أمانة الشرقية والسجل العقاري يقيمان ورشة رحلة التسجيل العيني للعقار    أمير الشرقية يرعى توقيع اتفاقيات لتعزيز التنمية المستدامة ودعم القطاع غير الربحي    إنطلاق المؤتمر ال 32 لمستجدات الطب الباطني وأمراض الكلى بالخبر    "شتانا ريفي" يصل إلى المدينة المنورة ويعرض أجود منتجات الريف السعودي    هداية" تحتفي بإنجازاتها لعام 2024.. أكثر من 1500 مسلم جديد خلال العام    سماحة المفتي يستقبل الأمين العام لجمعية رفد لرعاية مرضى زراعة الأعضاء    الدوسري يعلن رغبته في البقاء مع «الأزرق»    أمين القصيم يلتقي مستشار معالي رئيس الهيئة السعودية للمياه    القيادة تهنئ رئيس جمهورية بوروندي بذكرى يوم الوحدة لبلاده    محافظ الأحساء يشهد ملتقى "المدن المبدعة" في اليونسكو العالمية    وزير الحرس الوطني يستقبل سفير البوسنة والهرسك لدى المملكة    خطط أمريكية لسحب القوات من سورية    نائب أمير الشرقية يستقبل قائد القوة الخاصة للأمن البيئي بالمنطقة    بعد تحرير الرميلة.. الجيش السوداني يزحف نحو قلب الخرطوم    البديوي يؤكد أهمية تفعيل التعاون الأمني بين الجانب الخليجي - الأوروبي    القبض على مواطن لنقله 3 مخالفين لنظام أمن الحدود    «صحة جازان»: خطط لتطوير القطاع غير الربحي    القبض على 4 أشخاص بمنطقة الباحة لترويجهم مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين    طالبتان من الطائف يحصلن على المستوى الذهبي وطالبتان تفوزان في مسابقة تحدي الإلقاء للأطفال    مدفوعة برؤية 2030.. 7 مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 مستشفى عالمياً    رابطة العالم الإسلامي تثمِّن عاليًا تأكيد المملكة موقفها الثابت والراسخ من قيام دولة فلسطين وعاصمتها "القدس الشرقية"    الكويت: صدور مرسوم أميري بتعديل وزاري يشمل "الداخلية" و"الدفاع"    مقترح بتحويل «بني حرام» إلى وجهة سياحية وربطها ب «المساجد السبعة» بالمدينة المنورة    الرياض تحتضن «بطولة المملكة المفتوحة» للكيك بوكسينغ.. غداً    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية والرئيس الألماني    ولي العهد ورئيس الإمارات يبحثان تطوير التعاون    الاقتصاد السعودي.. أداء قوي واستدامة مالية    السماح للشركات الأجنبية الخاصة ب«الطلب» بنقل الركاب    في ختام الجولة 20 من" يلو".. الباطن يواجه النجمة.. والجندل في ضيافة العربي    أسترالي يصطحب صندوق قمامة في نزهة    انتحار طبيب هرباً من نفقة أطفاله    الهلال يحدث أرقامه الكبيرة في دوري النخبة الآسيوي    بيئة حيوية    تحديث بيانات مقدمي الإفطار الرمضاني بالمسجد النبوي    وزارة الصحة بالمدينة المنورة تنظم دورة تدريبية للمتطوعين الصحيين    فريق جرعة عطاء ينظم فعالية للتوعية بمناسبة اليوم العالمي للسرطان    انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني لطب حديثي الولادة في جازان    شتان بين القناص ومن ترك (الفلوس)    نصائح عند علاج الكحة المستمرة    علاج السرطان بتقنية cytokinogenetic therapy    تطبيع البشر    بئر بروطة    80 يوما على سقوط المطالبات التجارية    بقعة زيت قلبت سيارتها 4 مرات.. نجاة ابنة المنتصر بالله من الموت    الرئيس السوري أحمد الشرع يغادر جدة    رئيس الوزراء الصومالي يصل إلى جدة    العلاقات بين الذل والكرامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرملة (ياسر عرفات): ندمت على زواجي منه وطلبت الطلاق مائة مرة
نشر في أنباؤكم يوم 09 - 02 - 2013

نقلت وكالة انباء الاناضول في حوار نشرته جريدة "الصباح" التركية عن سهى ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، انها نادمت على الزواج من الرئيس الراحل، وانها حاولت الانفصال عنه مائة مرة لكنه ممنعها من ذلك، وانها تلقت عشرات العروض بالزواج بعد وفاته، وفيمتا يلي نص الحوار كما اوردته وكالة انباء الاناضول:
كنت في الفيلا السرّية التي سكنها ياسر عرفات في تونس، بعد نفيه من بيروت، وكنت أتبادل أطراف الحديث مع شابّة جميلة، وفجأة اغرورقت عيناها بالدموع، وقالت لي بصوت يحمل رعشة مؤثرة : "عرفات هو قدري".
كان ذلك اللقاء قبل 20 عاماً، وكان مضى على زواجها بالزعيم الفلسطيني "ياسر عرفات" عامان، عاشت خلالهما عشقها السرمدي للزعيم الذي يحلو لها أن تلقبه ب "الأسطورة"، والذي تزوجت منه بالسر في 17 تموز/ يوليو 1990، الموافق عيد ميلادها، في وقت شهدت فيه المنطقة العربية تطورات دراماتيكية، نتج عنها احتلال الرئيس العراقي السابق، صدّام حسين للكويت.
عارض الكثيرون ذلك الزواج، إذ رأى أصدقاء "أبو عمّار" أن ذلك الزواج من شأنه أن يبعد زعيمهم عن القضية، التي طالما تغنى بزواجه منها، كما لم يتقبلوا أن يكون له حياة خاصة، أسوة بسائر الأشخاص الآخرين.
غادرت إلى غزّة، للقاء الزعيم عرفات، الذي بدا كما لو أنه ينهض من تحت رماده، وذلك بعد "معاهدة أوسلو"، لكن لم يتسن لي سوى إجراء اتصالٍ هاتفي مع السيدة سها وقتئذ، لألتقي معها في "جزيرة مالطا" الآن، بعد 21 عاماً.
قضيت مع السيدة عرفات ثلاثة أيام، تبادلنا فيها أطراف الحديث، في الوقت الذي عزفت فيها ابنتها "زهوة" /17 عاماً/ على البيانو، لتكشف لي تفاصيل الحزن الذي اعترى مسيرة حياتها.
حدثتني سها عرفات عن طفولتها، وعن عائلتها المسيحية المقدسية البرجوازية، ومدرسة الراهبات التي درست فيها، وعن حياتها مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ذكرتها قائلاً لها: "أنت أخبرتني في تونس أن عرفات هو قدرك"، فأجابت بابتسامة مريرة على محياها: "نعم كان قدري، فأنا أؤمن بأن قدرنا كتب وقت ولدنا، وأنا أؤمن بالقرآن، وأؤمن أنك لا يمكن أن تغيري قدرك، فقدري المشترك مع عرفات بدأ منذ عهد قديم، منذ العام 1986-1987، حيث كنت مخطوبة في ذلك الوقت لمحامي فرنسي، ثم أحببت عرفات، وتزوجنا سراً في تونس، حتى أنني لم ألبس فستان الزفاف وقتها، والدتي عارضت الموضوع، وجاءت على متن طائرة وناقشت عرفات، أما الآن فهمت لماذا عارضت والدتي هذا الزواج، لو أنني كنت أعرف ما سيحل بي لما كنت تزوجت، نعم كنت برفقة زعيم كبير لكنني كنت وحيدة، فعلاً عشت داخل السياسة مثل حريم السلطان، كنا نشاهد المسلسلات التلفزيونية أنا وابنتي، وأحيانا تسألني: بمن تشبهين نفسك؟".
وعندما سألتها عن العائلة، ازدادت ابتسامتها شحوباً وقالت "لم يكن لنا عائلة يوماً ما، تزوجت زعيم الشعب الفلسطيني عندما كنت في الخامسة والعشرين من العمر، أخبرني أنه لم يعشق في حياته سوى امرأتين، الأولى "ندى يصحوريتي"، التي قتلت في بيروت، والثانية أنا".
استمري حوار مع السيدة عرفات على النحو التالي:
باتور: لو عاد بك الزمان إلى الوراء هل كنت لتتزوجي من ياسر عرفات
عرفات: لا
باتور: هل تعتبرين الزواج من ياسر عرفات خطأ؟
عرفات: ليس بالضبط، ولكن كنت أعرف أني سأواجه صعوبات، ولكن هذا الأمر يبدأ وبعدها لايمكن التكهن بكيفية الاستمرار وأنا قلت له مرة "هذه حياة يملؤها الخوف .. هذا ليس عدلا"
باتور: وماهو الذي ليس عادلا
عرفات: أعلم أن كثيرا من النسوة كانوا يرغبون بالزواج بياسر ولكنه قدري في النهاية .. لا أعلم ماذا كان موقف أي أمراة لوعاشت في نفس ظروفي حاولت 100 مرة الانفصال عنه لكنه يسمح لي.
باتور: لم يسمح لك ؟
عرفات: نعم والجميع يعرفون ذلك حتى المقربون منه.
باتور: أرى أنك نادمة ؟
عرفات: نعم لأن شخصيتي نسفت تماما وكنت أستغرب الأحاديث التي تحكى عني حتى ان زوجة "تشاوشيسكو" قالت لي مرة أننا كونا عتك صورة مغلوطة بسبب ما كان ينقل بشأنك في وسائل الاعلام. هذا كله بسبب الانتفاضة التي أطلقها ضد الاسرائيليين فهو كان يواجه أعتى دولة تملك أضخم مجموعات الضغط وتسيطر على أقوى وسائل الاعلام هل سأكون بعيدة عن مرماهم ؟ أنا هي الحلقة الأضعف.
باتور:هناك اتهامات خطيرة جدا ضد بشأن ملايين الدولارات أودعتيها في حسابات سرية ؟
عرفات : نعيش في عالم تطورت فيه التكنولوجيا لدرجة كبيرة يمكن فيها لكل العالم أن يتعقب الأموال التي يشوبها الفساد ونحن شهدنا كيف كشفت أموال الزعماء الذين أطاح بهم الربيع العربي. لم يكن لياسر عرفات حسابات سرية أبدا وجميع المدفوعات كانت تتم عن طريق وزارة المالية ومساعديه.نعم استخدم المال في بعض الأوقات لجمع الدعم السياسي ولك كل ذلك كان في سبيل الشعب الفلسطيني وتوحيديه.
باتور: كم كان المبلغ الموجود في حساب عرفات عند وفاته في تشرين الأول/أكتوبر 2004؟
عرفات: لا أعرف عليكم أن تسألوا السلطة الفلسطينية
باتور: ماذا عن حسابه الشخصي؟
عرفات: لم يكن لياسر عرفات حساب شخصي كان له حساب مشترك مع مسشاريه أنا متأكدة من ذلك ويمكن أن تسألوا رئيس الوزراء سلام فياض
باتور: ماذا عن ممتلكاتكم؟ هل تملكون شقة في باريس؟
ادعوا أنني كنت أقيم في فندق "بريستول" وأنا كنت أعيش في شقة صغيرة في زقاق ضيق وفيما كان ياسر عرفات يحارب اسرائيل عشت في باريس وتابعت تحصيلي العالمي، إنها ليست مدينة مترفة بل هي مدينة ثقافية.
باتور: ماذا عن الشقة التي كنت تعيشين فيها في مالطا؟ هل هي ملك لك؟
عرفات: لا إنها مستأجرة ولكن اشاعات انتشرت بأن القذافي اشتراها لي.
باتور: نعم هكذا هي الاشاعة ؟ هل حقا اشتراها القذافي؟
عرفات: لا ليس صحيحا الاشاعة نشرتها أحد الصحف ومازالت موجودة على شبكة الانترنت ولكن لم أكن لأنزعج لو أن أحد القادة العرب اشترى منزلا لزوجة عرفات وابنته ولكن ذلك لم يحدث قطعا.
باتور: كيف تؤمنين معاشك؟
عرفات: بالطبع كنت أتلقى أموالا من السلطة الفلسطينية كنت أتقاضى شهريا 10 آلاف يورو وذلك لم يكن سريا بل موثقا.
باتور: شقتك مليئة بصور عرفات وكانك مازلت تعيشيت معه
عرفات: نعم مازلت كذلك
باتور: مضى على فقدانك لعلرفات 9 سنوات وانتي مازلت شابة .. على الأغلب كنت تلقين عروضا للزواج؟
عرفات: عرض علي الكثير ولكن دائما أقول أن بطلي هو ياسر عرفات ولا أريد الزواج من بعده، وأنا نفسي سألت نفسي مرارا لماذا لا أتزوج ولكن كان جوابي دائما "لا".
باتور: هل تبدلين رأيك في يوم من الأيام؟
سها عرفات: من يدري.. قد يكون ذلك، العام القادم سأدخل العقد الخامس من عمري، وانا الآن لا أفكر إلا بدراسة ابنتي، فابنتي ستنهي السنة المرحلة الثانوية، في الحقيقة إن الزواج ومواصلة الحياة بذلك السياق قد يكون أسهل بكثير، لكن لم أفضل يوماً ان أختار الطريق السهل.
باتور: مضى تسع سنوات على وفات عرفات، فلماذا انتظرتي كل هذه المدّة لكي تعلني عن اعتقادك انه مات مسموماً؟
سها عرفات: كلما ذهبت إلى بلد عربي، كان السؤال نفسه يطرح علي، لماذا وكيف مات عرفات، ولماذا لا تبحثين عن سبب وفاته..؟
لم أطلب عند وفاته تشريح جثته، لأن أحد لم يقترح علي وقتئذ إجراء ذلك، خاصة وأن جثته كانت بحوزة السلطة الفلسطينية، وكانت السلطة بدورها تواجه بعض المشاكل في المستشفى، لذا لم استطع وقتها أن أطلب تشريح الجثة، لأن الموقف كان صعباً للغاية.
كما أن الجهات الفرنسية أعلمتني أن الرئيس عرفات لم يتسمم، لذا لم يخطر ببالي أبداً أن يكون قد توفي جراء السمّ، لم يقم أحد بفحصه نووياً، غنما تركزت الفحوصات على فيروسات الأمراض الآسيوية والأفريقية، وأمراض القلب والسرطان والكلى، فحصوا كل شيء، كان خالياً من أي شائبة، وجهّز بحث بلغ الألف صفحة حول حالته الصحية في غضون 15 يوماً، لم يخطر ببالي موضوع التشريح خاصة وان جثته لم تسلم إلي.
باتور : إذاً كيف تم اكتشاف تلك الكميات العالية من مادّة البولونيوم في جسده بعد تلك الفترة الطويلة؟
سها عرفات : كان ذلك بالصدفة، ونتيجة الاصرار الكبير لصحفي من تلفزيون الجزيرة، وثقت به خاصة وأنه قام بتدقيق التقارير الصحية الصادرة من قبل 50 طبيباً حول حالة الرئيس عرفات الصحية، جاء ذلك الصحفي وطلب من بعض الأغراض الخاصة بالرئيس، فأعطيته بعض الأغراض الخاصة من قبيل فرشاة أسنانه وملابسه الداخلية وقبعته وملابس النوم الخاصة به، وبعد ثلاثة أشهر عثر على كميات كبيرة من مادة البولونيوم في ملابسه، في الحقيقة فإن مادة البولونيوم موجودة في الطبيعة من حولنا، لكن الكميات التي وجدت في أغراض عرفات الشخصية كانت بنسبة مرتفعة، لذا قرر الصحفي متابعة البحث، وأخذوا خزعة من الحمض النووي الخاص بابنتي زهوة، لمطابقتها مع الحمض النووي الخاص بالرئيس عرفات، بغية التأكد من أن تلك الكميات من البولونيوم كانت موجودة في جسد عرفات، وفعلاً وصلت نسبة البولونيوم في الأشياء الخاصة به 60 بالمئة، فكانت التوصية التي قدمت إلي، أن يتم فتح ضريحه وإجراء تحاليل على رفاثه.
باتور: هل كان صعبٌ بالنسبة لك اتخاذ قرار فتح الضريح؟
سها عرفات: لم يكن أمراً سهلاً، فقد فاجئ القرار السلطة الفلسطينية، لأنه لم يدري أحد بقراري الذي اتخذته بشأن البحث
والتقصي عن أسباب وفاة الرئيس عرفات.
باتور : ألم تخبري الرئيس عباس مسبقاً؟
سها عرفات : إنه زوجي ومن حقي أن أعرف الأسباب الحقيقة لوفاته، لقد أخفيت رغبتي بفتح ضريحه للحظة الأخيرة كي لا يقف أحد حجر عثرة أمام ذلك، كان محمود عباس متعاوناً جداً، لو لم يكن عباس لما استطعت فتح الضريح، لأن البعض من أفراد عائلته كانوا يعترضون على مثل ذلك القرار.
باتور : هل عارض ابن أخت عرفات قرارك بفتح ضريح الرئيس الراحل؟
سها عرفات : نعم لكن الرئيس عباس كان اتخذ قرارة بضرورة البحث لمعرفة سبب الوفاة، خاصة وان الموضوع لم يعد عبارة عن تقرير لأحد الصحفيين بل هناك تقرير طبي صادر عن أحد المخابر الطبية السويسرية، كما ان القضاء الفرنسي قبل ملف الدعوى بعد أن كثرت السجالات التي دارت حول الموضوع، الأمر الذي أسعدني للغاية.
باتور : وكيف تجري الأمور المتعلقة بالبحث؟
سها عرفات : هناك أربعة مراكز منفصلة تدير عملية التحقيق في وفاته، قدم لنا الروس يد العون في هذا المجال، كما ان الرئيس عباس طلب منهم رأياً محايداً، إضافة إلى المخبر الفرنسي والمحكمة الفرنسية، والسلطة الفلسطينية، كل واحدة من تلك الجهات تجري تحقيقاً منفصلاً، وقد أعلن المسؤولون الفرنسيون أنهم سيعلنون نتائج التحقيق في 20 حزيران/ يونيو فيما سيعلن الجانب الروسي النتائج التي توصل إليها في نهاية شهر شباط/ فبراير، نحن ننتظر إذا ثبت أنه توفي نتيجة لمادة البولونيوم المرتفعة، فإنني سأعمل ما بوسعي من أجل دفنه في مدينة القدس.
باتور : هل تودين نقل الضريح إلى القدس؟
سها عرفات: نعم، ساعمل جاهدة من اجل تحقيق ذلك..
باتور: إذا ثبت أنه قد مات مسموماً، هل سيكون من الصعب الوصول إلى الجاني...؟
سها عرفات: لا استطيع اتهام احد في هذه المرحلة، علينا انتظار تقرير القضاء، لكن وقتها ستتمكن الدولة الفلسطينية من تشكيل لجنة تعنى بإجراء تحقيقات موسعة، لأني وقتها سأكون أديت واجبي امام التاريخ في تسليط الضوء على تلك القضية.
باتور : بما أنك ذكرت موضوع التاريخ، كيف تنظرين إلى موضوع إعلان الدولة الفلسطينية؟
سها عرفات : أعتبرها خطوة كبيرة وتاريخية، وأحيي الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل الرئيس محمود عباس، لقد هددوه بالقتل، لقد عرض حياته للخطر لإنجاز تلك الخطوة كما فعل عرفات.
باتور : هل تعتقدين أن الدولة الفلسطينية ستكون قادرة على العيش إلى جانب إسرائيل بسلام؟
سها عرفات : علي أن أكون متشائمة.
باتور: لماذا؟ ألم ينجز عرفات اتفاقية تاريخية في أوسلو؟
أنا متشائمة لأن اسرائيل تستمر دائماً في الأعمال الاستيطانية، دائماً يسرقون أرضنا، لم يتبق لنا أرضاً نقيم عليها دولة فلسطين، وهذا هو الخطر الأكبر، فاسرائيل لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، كما يؤرقني كثيراً الإنقسام القائم بين فتح وحماس، فلو أن عرفات كان موجوداً لما حدث هذا الإنقسام، لأ، عرفات كان يوحد الشعب الفلسطيني، فعرفات كان مصدر إلهام وطني، مثل أتاتورك، ونحن أيضاً بحاجة لزعيم مثل أتاتورك الآن كي يوحدنا، والعالم العربي أيضاً بحاجة لزعيم مثله.
باتور: حدثت تغييرات كبيرة في العالم العربي منذ أن تقابلنا في تونس، كيف تنظرين إلى الهبات العربية؟
عرفات: نعم لقد تغيرت العالم خلال 22 عاما، شهدنا انهيار الاتحاد السوفييتي، كنت بجانب ياسر عرفات عند لقائه الأخير مع تشاوشيسكو قبل الإطاحة به، وها أنا بعد عشرين عاماً أتابع الربيع العربي.
باتور: هل من الممكن برأيك أن يتخذ العالم العربي تركيا كمنوذج للتغيير؟
عرفات: الحقيقة أن تركيا نموذج رائع، لكن العالم العربي لن يصبح كالنموذج التركي، بل ستظهر ديكتاتوريات جديدة، فأنت تعلمين ما حدث في مصر وليبيا وتونس، قد تبدو تونس نموذجاً شبيهاً بتركيا، وفي النهاية أنا أتمنى أن تصبح الدول العربية شبيهة بتركيا، فجميعنا يحلم بالنموذج التركي.
أبدي احترامي لحركة حماس، ولكنني أنتقدها، فهم يعقدون الشريعة، دعينا ننظر لتركيا مثلاُ، حيث يوجد بها نساء يرتدين ملابس السباحة في البلاجات، هذا هو النموذج التركي، نحن نتحدث فقط عن النموذج التركي، ولكننا لا ننظر إلى مضمونه، ونحن بعيدون منه، وهناك بعض الشيوخ في مصر يسمحون بالزواج من فتيات يبلغن من العمر 9 وحتى 7 سنوات، وينتزعون حقوق المرأة، بينما في تركيا تتمتع المرأة بالانفتاح، فالمجتمع التركي مجتمع منفتح.
باتور: أعتقد أنك تتابعين المسلسلات التركية..أليس كذلك؟
عرفات: نعم أتابع مسلسل حريم السلطان، "وراء كل عظيم إمرأة"، حتى أقوى رجل في العالم تلين حياته المرأة، يقولون أن المسلسل سينتهي، لكنني أتمنى أن يستمر، الجميع في العالم العربي سيحزن في حال نهايته، ليس عيباً أن يتأثر الرجل بزوجته، ففي التاريخ هناك قادة مثل نابليون تأثروا بزوجاتهم، فالمرأة نصف الرجل.
باتور: هل لديك رسالة تودين توجيهها لتركيا؟
عرفات: نعم، نحن نتظر من تركيا أن تتقارب من جميع الأطراف الفلسطينة بشكل متساو، لقد ناضل كثيراً قادة فتح، مثل ياسر عرفات ومحمود عباس، ونحن بحاجة لأن تقف تركيا على مسافة واحدة من جميع الأطراف ، وليس فقط الوقوف بجانب غزة أو رام الله،فهذا أمر مهم جداً.
باتور: متى ستأتين على تركيا؟
أريد القدوم إلى تركيا في أقصر وقت ممكن، قدمت أنا وعرفات عام 1993، كانت رحلة جميلة، كان في استقبالنا الرئيس دميرال وعقيلته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.